حذرت فعاليات حقوقية ناشطة بالأحياء الشعبية بمدينة مكناس من تردي الوضع الأمني بالأحياء الشعبية وجه عروس والزرهونية وسيدي بابا وحي السلام في مدينة مكناس، معربة عن قلقها مما قد يخلفه ذلك من أضرار على المدينة وعلى مواطنيها الذين أصبحوا يفكرون في مغادرتها نحو مدن أخرى أكثر أمنا واستقرارا. ووجه الحقوقيون سهام الانتقاد إلى المسؤولين الأمنيين، مطالبين بتدخل عاجل للمسؤولين المركزيين من أجل استتباب الأمن والاستقرار في الأحياء الشعبية التي تعرف انتشارا كبيرا للجريمة، مهددين بتنظيم مسيرة احتجاجية في اتجاه ولاية الأمن تنديدا بهشاشة الوضع الأمني الذي تعيشه تلك الأحياء. وأكدت المصادر الحقوقية أن السكان يعيشون حالة من الرعب والقلق جراء هذا الوضع الذي أضحى يشعرهم بعدم الاستقرار واللا أمن، خاصة بعد تفشي الجريمة وانتشار المنحرفين الذين يقومون بسرقة المواطنين تحت التهديد بالسلاح، فضلا عن المواجهات الدامية التي يعاينها المواطنون في تلك الأحياء بسبب انتشار ظاهرة ترويج المخدرات وحبوب الهلوسة مما ساهم في ارتفاع جرائم الاعتداء على المواطنين العزل. وأوضحت مصادر «المساء» أن المصالح الأمنية عجزت، على حد تعبير المصادر، عن احتواء الوضع لخروجه عن السيطرة، مضيفة أنه بالرغم من إحداث منطقة أمنية ثانية بغاية الحد من ارتفاع الجريمة ومواجهة الاختلال الأمني بهذه الأحياء التي تصنف ضمن الأحياء الخطيرة بمدينة مكناس، فإن الوضع الأمني لم يعرف أي تغيير بل زادت حدته للأسوأ. فقد تحولت بعض الأماكن والساحات، كما هو الشأن بتلك التي توجد خلف عمارات النخيل بحي وجه عروس، إلى ساحة حرب كل ليلة بسبب المواجهات التي تندلع بها بين المنحرفين الذين يتخذونها ملاذا لاحتساء كؤوس الخمر وتناول المخدرات بشكل علني، والتي تختم بمواجهات دامية يعلو فيها صراخهم، الذي يزعج السكان وقد يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.