– محمد سعيد أرباط: شهدت مدينة طنجة في الايام القليلة الماضية تراجعا أمنيا غير مسبوق في تاريخ مواسم الصيف بعروسة الشمال، حيث اندلعت الكثير من الشجارات والمواجهات بين اشخاص استعملت فيها الاسلحة البيضاء في غياب غريب للمصالح الامنية. والحديث عن الاسلحة البيضاء لا يعني السكاكين الصغيرة التي اعتادت أن تكون هي الحاضرة في مثل هذه المواجهات، بل تطور الامر هذه السنة إلى بروز الاسلحة البيضاء الكبيرة والخطيرة، والحديث هنا عن السيوف التي صارت تبرق في كل مشاحنة صغيرة بين طرفين، وكأن فصل صيف طنجة تحول إلى فصل سيف !!. وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا العديد من مقاطع الفيديو التي تصور هذه المواجهات العنيفة بين عدة اشخاص على شكل عصابات، وكان أبرز ما في هذه المواجهات هو المنظر المرعب للسيوف الكبيرة التي كان يتسلح بها أولئك "المقاتلون الاشاوس" غير مبالين بمن حولهم من المواطنين، ولا للمكان العمومي الذي يتواجدون فيه. والادهى من هذا كله، أن افراد "العصابات" هؤلاء الذين حولوا لحظة استجمام المئات من المواطنين إلى لحظات رعب حقيقية، كانوا يتصرفون خلال شجاراتهم وكأن لا وجود لشيء اسمه رجال الامن أو مصالح الامن، حيث أخذوا وقتهم و"راحتهم" لبث الرعب وتقطيع اجساد بعضهم البعض وصبغها بحمرة الدم، وكأن طنجة تحولت بين عشية وضحاها إلى مدينة في سوريا أو العراق. الان، ومن كثرة ما شهد المواطنون اشعة الشمس منعكسة على السيوف بدل مياه الشاطئ، صار اغلبهم يتوجسون خيفة من الدخول في مشاحنات، خشية أن تطل السيوف بمنظرها الذي لا يرحم على رؤوسهم وأجسادهم، وهذا امر لم يكن معروفا في تاريخ طنجة، التي كانت شواطئها تتميز بالامان والجمال وتستقطب المواطنين كل صيف بترحاب كبير. من المسؤول عن هذا التراجع الامني؟ الجواب واضح ولا يحتاج إلى تعقيد، "الأمن" هو المسؤول عن انفلات الأمن، إذ لا نفهم كيف تسبق المصالح الامنية وتعتقل العشرات من "الدواعش" قبل تنفيذ "مخططاتهم"، في حين تفشل في اعتقال هؤلاء المجرمين الخطيرين رغم أنهم ينتمون إلى نفس التفكير "الدعشوشي". نعم هذا صحيح، المدينة تكبر بسرعة البرق بسبب مشروعها "الاكبر"، ومع كبرها تكبر السلبيات والايجابيات، وبالتالي بديهي أن تتطور وتستفحل الجريمة مثلما يحدث في المدن الكبرى، لكن ما هو غير صحيح، هو أن يظل الأمن "صغيرا" وقزما أمام طغيان الجريمة وثقتها العمياء بنفسها !!.