– محمد سعيد أرباط: يعتبر الرسام الفرنسي "هنري ماتيس" (Henri Matisse) أحد أشهر التشكليين في العالم الذين عرفهم القرن 20، وهو مؤسس النزعة الفنية التي اشتهرت في بداية القرن المذكور باسم "الوحشية" (Fauvisme) إلى حدود سنة 1907، قبل أن يقرر ماتيس زيارة طنجة بحثا عن الالهام لتجديد فنه. ماتيس يعد أبرز الرسامين الذين زاروا مدينة البوغاز، وزارها في مرتين، الاولى كانت سنة 1912، والثانية سنة 1913، وفي كل مرة قضى هذا الرسام الفرنسي أسابيع بالمدينة متأملا سحر طنجة وبيده الريشة والالوان يرسم أكثر من 5 لوحات، تعد من أشهر أعماله اليوم. ومن بين لوحاته التي رسمها في طنجة، تشتهر لوحته هذه التي ندرجها في هذا الموضوع، المعروفة باسم "نافذة في طنجة" والتي رسمها ماتيس خلال زيارته الاولى إلى هذه المدينة سنة 1912، من غرفته بفندق فيلا دو فرانس. ففي هذه الزيارة استقر الرسام الفرنسي بالفندق المذكور، متخذا الغرفة 35 مكانا لإقامته، فأوحى له المنظر العام الذي يظهر من نافذة غرفته برسم هذه اللوحة، التي جعلت من هذه النافذة أشهر نافذة طنجاوية مشهورة في العالم الان. وتجسد اللوحة التي يطغى عليها اللون الازرق وفق رؤية الفنان، نافذة الفندق مزينة بمزهريتين ومشرعة على منظر عام، تبرز فيه كنيسة القديس اندرو الانجليزية ومسجد القصبة، ورجلين أحدهما يمتطي بغلا وهما يصعدان بجوار الفندق –على الارجح- إلى منطقة "المصلى". وتوجد هذه اللوحة الاصلية الان في متحف بوشكين للفنون الجميلة بالعاصمة الروسية، موسكو، وتحمل اسم "نافذة في طنجة"، وصاحبها هنري ماتيس من مواليد 31 دجنبر 1869 بمدينة كاتو كامبغيسي بشمال فرنسا، وتوفي في 3 نونبر من سنة 1954 بمدينة نيس.