إعداد زهور باقي (*): جعلوا من الفاسبوك مساحة للتعبير عن آرائهم، ومن اليوتوب قناة لإيصال رسائلهم. محمد التسولي، بلال الجوهري، وعلي بيدار، هم ثلاثة شباب ينتمون إلى جيل " البودكاسترز الجدد"، يحاولون "سرقة" المشاهدين من الإعلام العمومي إلى إعلام بديل حر وبدون خطوط حمراء. إعلام بديل ... أي تأثير؟ يهدفون إلى تجميع "البودكاسترز" في موقع إلكتروني وفق برنامج مضبوط، ليكون لكل "بودكاست" تاريخ محدد على مدار الأسبوع. يقول التسولي لهنا صوتك :"نهدف إلى إنشاء إعلام بديل يحترم عقل الجمهور، ويرقى بالمستوى العام للويب وينهض بالوعي الثقافي للمتلقي". يسعون إلى استبدال إعلام عمومي يستهدف أكثر من 30 مليون مغربي، بإعلام بديل لا تتجاوز عدد مشاهداته 50 ألف على أحسن تقدير. علي بيدار "بودكاستر" مغربي، يعتبر أن ما يهم هو كيفية تلقي المشاهد للمعلومة وليس النسبة. يقول شارحا: "هذا لا يعني أن طموحي محدود في عشرات الآلاف فقط، حينما نتحدث عن فكرة ناشئة فإن 45 ألف مشاهد في ظرف أسبوع هو رقم جد مشرف". من جهة أخرى يعترف بلال الجوهري بثقل كلمة "إعلام بديل" ويقول: "حاليا كلمة إعلام بديل ثقيلة شيئا ما، فليس جميع المغاربة مستعملين للأنترنت. إمكانياتنا بسيطة، أما الإعلام الرسمي فيستثمر ملايين الدراهم ليصل للتأثير المرجو، وبالتالي فعملنا سيظهر على المدى الطويل، وليس اليوم أو غدا". الكم والكيف يعاني التسولي من انخفاض عدد المشاهدات من 60 ألف مشاهدة في الحلقة الأولى إلى 20 ألف في آخر حلقة. يبرر التسولي لهنا صوتك: "عدد المشاهدات مرتبط أساسا بالموضوع المعالج خلال كل حلقة. كما أن ارتفاع نسب المشاهدة في الحلقة الأولى راجع الى ظهوره كبرنامج جديد، ناهيك عن عنوان الحلقة باعتبار بنكيران محل نقاش واسع". ويضيف: "الرفع من نسب المشاهدة يكون بالرفع من جودة المنتوج، وهذا بالضبط ما أحاول فعله بتطوير تقنيات المونتاج وكتابة السكريبت ومحاولة تقديم عرض احترافي". أما بلال فلا يهتم بعدد المشاهدات كثيرا، ويشرح وجهة نظره بقوله: "ليس هدفي الأساسي الزيادة في نسبة المشاهدة بل يجب أن يتم الأمر وفق الانتقاء الطبيعي، فنسب مشاهدة كبيرة قد تكون بأثر سلبي، كعدد من الفيديوهات التي نرى تأثيرها اللحظي العابر". علي بيدار في "بودكاسته" لا يمنح معلومات جاهزة، بل يعتمد على التفاعل الجماعي لحل اللغز، وهو ما يحد من الفئة التي يستهدفها. يصرح بيدار: "ما يهمني هو النوعية، إن تمكنت من تبليغ رسالة صادقة وجريئة لجمهور محدود وأحدث فيه تأثيرا، أحسن من مشاهدة الملايين دون أي تأثير فعلي على سلوك أو تفكير المتلقي". التسولي وبيدار والجوهري يجمعون على أن الإعلام البديل هو لملء الفراغ الذي يخلفه الإعلام العمومي، وبحسبهم لا يمكن الحديث عن إعلام بديل في ظل غياب المصداقية والجرأة ويعتبرون أن مشكل الويب المغربي، هو ضعف الحس النقدي والإبداع وسطحية الرؤية. وهذا ما يحاولون معالجته في"موجة البوكاسترز الجدد".