كما كان منتظرا انطلق الجمع العام لفريق حسنية أكاديرلكرة القدم المنعقد يوم امس الثلاثاء 4 غشت الجاري ، بمشاداة كلامية بين الرئيس عبد الله أبو القاسم مساندا بالكاتب العام للفريق احمد أيت علا في مواجهة الرئيس المنتدب للفريق السيد علي بن دارا ، هذا الأخير الذي طعن في شرعية هذا الجمع واعتبره غير قانوني ، حيث طالب بنقطة نظام في البداية ليفسر فيها سبب عدم شرعية وقانونية هذا الجمع لكن الرئيس عبد الله أبو القاسم والسيد الكاتب العام للفريق منعاه من ذلك معتبرين أن الجمع قانوني بحضور39 منخرطا من أصل 50 منخرطا بالنادي السوسي مع بداية أشغال الجمع ، وان جدول الأعمال لا يتضمن نقطة نظام المشار إليها من طرف الرئيس المنتدب للفريق السيد علي بن دارا بل يتضمن فقط تلاوة التقريرين الأدبي والمالي ثم المصادقة عليهما وانتخاب أعضاء مكتب مسير جديد للنادي . ولم يسمح علي بن دارا بانطلاق أشغال الجمع إلا بعد تدخل ممثل الشبيبة والرياضة الذي أكد على أن الجهة الوحيدة التي يمكن لها أن تفصل في كون الجمع العام قانوني أو غير قانوني هي القضاء . وكان الرئيس قبل بداية الجمع قد رفض تجديد انخراط بعض الأعضاء لعدم تأدية واجبهم الإنخراطي في الآجال المحددة حسب قوله ، مما جعلهم يتساءلون أيضا قبل بداية الجمع عن سبب رفض الرئيس تسديد واجبهم الإنخراطي رغم أن القانون ينص بالحرف أن على المنخرط أن يسدد مابذمته كواجب للإنخراط قبل الجمع العام دون ذكر لأجل أوتاريخ معين ، وقد حاول ثلاثة منخرطين من بينهم عضو بالمكتب المسير للفريق تأدية واجب الإنخراط قبل دخول قاعة الجمع غير أن الكاتب العام رفض تسلم ذلك بحضور عون قضائي استقدمه المنخرطون الثلاث لتسجيل ذلك . ففي هذا الجو المشحون والذي كاد أن يقلب الأوضاع ويعكر الأجواء انطلق الجمع العام العادي لفريق حسنية أكادير بكلمة الرئيس عبد الله أبو القاسم الذي رحب فيها بالحاضرين واعتبر أن هذا الجمع الذي يهدف الى تقديم حصيلة موسم رياضي يختلف بشكل كبير عن باقي الجموع العامة التي سبق لفريق حسنية أكادير عقدها خلال المواسم السابقة لعدة عوامل ، من بينها أن الفريق كان قد تأهل لكاس العرب ونال منحة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وثم التعامل معها بصيغة تشاركية مع اللاعبين وهي أول بادرة يقدم عليها فريق من الفرق الوطنية ، وأضاف أن فريق حسنية أكادير عانى من سوء البرمجة التي لم تكن رحيمة به حيث قطع الفريق أزيد من 6500 كلم الى حدود الدورة الخامسة فقط .كما أشار الى المتغير الجديد باختيار السيد علي الفاسي الفهري كرئيس للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والذي أتى ببرنامج عمل جديد ونظرة جديدة لتطوير كرة القدم الوطنية وهي أول بادرة من هذا النوع وتمنى السيد أبو القاسم أن يتم الإسراع في تنفيذ هذا البرنامج خصوصا على مستوى الاحتراف الذي نودي به منذ سنة 1999 للرقي بكرة القدم الوطنية ولازال لم ينفذ ، هذا في الوقت الذي قطعت فيه الجزائر أشواطا هامة في تطبيق عملية الاحتراف ، كما ذكر بالعمل الجبار الذي قام به الرئيس السابق للجامعة الجنرال حسني بن سليمان سواء بالنسبة لكرة القدم أو بالنسبة إليه شخصيا خصوصا أثناء وعكته الصحية واعتبر ذلك اعترافا وخدمة لفريق الحسنية ككل . وأثار السيد الرئيس نقطة أخرى تهم مستحقات الفرق التي تمنحها الجامعة بموجب النقل التلفزي وأكد على أهميتها في مساعدة الفرق لتجاوز بعض العراقيل المادية . أما بخصوص تأهيل كرة القدم الوطنية فقد تساءل أبو القاسم عن انجاز وبناء مراكز التكوين في معظم المدن المغربية ما عدا مدينة أكادير التي لم تنل نصيبها من ذلك ، علما ، يقول السيد الرئيس ، أن كل التدابير الدراسية و القانونية والهندسية لمركز التكوين بأكادير قد أنجزت منذ سنة 2001 وقدمت للجامعة الملكية المغربية قصد إنشائه وتمويله لكن لاشيء من ذلك حدث ، وطالب من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالإسراع في إخراج هذا المشروع الى حيز الوجود . ومن جهة أخرى أكد السيد أبو القاسم رفضه التام للعشب الاصطناعي الذي اقترحته الجامعة لإعادة تعشيب ملعب الانبعاث واعتبره غير ذي جدوى ولا يتلاءم مع الجو الطبيعي للمدينة وان أضراره أكثر من منافعه خصوصا إذا كان مثل عشب ملعب الحارثي بمراكش ، أما إذا كان مثل عشب المعمورة أو القنيطرة فمرحبا به ، يقول أبو القاسم ، لأنه يتوفر على الشروط الدولية ، وان يتم تعشيب ملعب الانبعاث الجنوبي بدل الرئيسي لتكون الاستفادة اكبر . كما طالب بضرورة خضوع المربون الذين سيشرفون على مراكز التكوين الى تأهيل بيداغوجي وعلمي واجتماعي قبل أن يكون رياضي وطالب أيضا بتكوين كل المتدخلين في اللعبة بدءا بالرؤساء والكتاب العامون وباقي الأعضاء الآخرون ، وأضاف أن عملية الاحتراف التي يخطط لها الآن تسير في خطى غامضة لايعرف ما يتم برمجته في هذا الشأن على مستوى التخطيط الجامعي . وفي آخر تدخله ذكر بالبداية المتعثرة للنادي والهفوات التي ارتكبت والتي ثم تجاوزها خلال مرحلة الميركاتو وتمنى النجاح لأشغال الجمع العام . ثم بعد ذلك تناول الكلمة السيد احمد أيت علا الكاتب العام للفريق من خلال تلاوة التقرير الأدبي الذي تطرق فيه لمسار الفريق خلال بطولة الموسم الماضي والتعثرات التي واجهها وأيضا تغيير المدرب وانتداب لاعبين جدد ، كما ذكر بالنتائج التي حققتها باقي فئات النادي والتي تباينت ما بين الجيدة والمتواضعة . أما التقرير المالي الذي تلاه أمين مال الفريق السيد حسن مومني فقد أكد على أن مداخيل الفريق لهذا الموسم بلغت 13508963.61 درهما ( ما يفوق مليار و350 مليون سنتيم ) فيما بلغت المصاريف 13654756.98 درهما ( ما يفوق مليار و 365مليون سنتيم ) ونتج عن ذلك عجز مالي بلغ 145793.37 درهما ( ما يفوق 14 مليون سنتيم ) . وتدخل لمناقشة التقريرين كل من علي بن دارا وعبد السلام اسفورد ، والحبيب سيدنو ومبارك الحسني وأخيرا حميد أجريد والذين أكدوا كلهم على ضرورة إحداث التغيير وإعادة الهيكلة وفتح جسور التواصل وترشيد النفقات والتدبير المحكم والجيد للنادي سواء على مستوى التسيير أو على مستوى جلب اللاعبين الأكفاء ، فيما تشبت السيد بن دارا برأيه في عدم قانونية وشرعية الجمع مستندا في ذلك الى طريقة الاعلان عن تاريخ الجمع العام الذي حسب قوله لم يكن قانونيا بحكم أن الاجتماع الذي عقده المكتب المسير للفريق لتحديد تاريخ الجمع لم تتوفر فيه الشروط القانونية أي حضور الثلثين ( 9 أعضاء من أصل 13 )كما طرح العديد من الساؤلات على مدقق حسابات مالية الفريق ومدى قانونية الوثائق التي اعتمدها في المصادقة على كل النفقات المالية للنادي . ثم بعد ذلك صادق 31 منخرطا على التقريرين الأدبي والمالي وامتنع 9 عن التصويت . لينتقل الجمع الى النقطة الثانية في جدول الأعمال والمتعلقة بانتخاب رئيس مسير جديد للنادي حيث قدم كل من رشيد بن دارا والحاج محمد المتوكل وعبد الله أبو القاسم ترشيحاتهم في الآجال القانونية فيما قدم حميد البهجة وخالد بورقية واحمد أيت علا ترشيحهم لعضوية المكتب المسير الجديد للنادي . وقبل بداية عملية الانتخاب سحب رشيد بن دارا ترشيحه من رئاسة المكتب وبقي التنافس بين الحاج محمد المتوكل وعبد الله أبو القاسم حيث أسفرت الانتخابات عن فوز عبد الله أبو القاسم برئاسة جديدة بعد حصوله على 28 صوتا مقابل 13 صوتا للحاج محمد المتوكل . والجدير بالذكر انه لأول مرة في تاريخ حسنية أكادير يتم انتخاب رئيس الفريق بهذا الشكل حيث غالبا ما كانت تسند لبعض الشخصيات بالتصفيق فقط . وفي آخر هذا الجمع أدلى لنا الحاج محمد المتوكل بأنه راض عن الأجواء التي مرت فيها أشغال الجمع العام وهنأ الرئيس على الثقة التي حضي بها من طرف المنخرطين ، وبدوره عبر الرئيس الجديد عبد الله أبو القاسم عن سعادته بنجاح الجمع أولا وبنجاحه في الانتخابات الرئاسية للنادي وطالب من المنخرطين مساعدته في تحقيق الأفضل للنادي وأكد على انه سيبدأ صفحة جديدة يطبعها التغيير و التشاور والتفاهم والتواصل خدمة لفريق حسنية أكادير ، أما السيد علي بن دارا الذي طعن في عدم مشروعية الجمع فقد ارجع ذلك الى عدم توفر النصاب القانوني في اجتماع المكتب الذي قرر عقد الجمع ، والى بعض التجاوزات القانونية التي طبعت أشغال الجمع ، ومنها بالخصوص ما ينص عليه قانون التربية البدنية الذي يشترط التصويت السري على التقريرين الأدبي والمالي وليس برفع الأيادي ومن خلال حديثه المح الى انه قد يلجأ الى الطعن قضائيا في عدم قانونية و مشروعية هذا الجمع ، وذلك بتنسيق مع عدد من المنخرطين الغير الراضين على ما حصل في هذا الجمع . - أكادير : حسن العسكري