اثار تساؤلنا بل وتشكيكنا السابق في اجواء الجمع العام لعصبة سوس لكرة القدم بعض ردود الفعل المعبر عنها اذاعيا، دون التصريح باسم الموقع علانية، مع التلميح الى جملة " عمود في موقع الكتروني" ، من خلال وجهة نظر احد اعضاء المكتب المديري السابق، والذي يشغل الآن صفة اداري بالعصبة كموظف... عمليا، كان الرد مؤدبا ، ومشروعا، فمن حق أي كان التعقيب حول مجال يهمه، ويحس في نفسه صفة ما تؤهله للرد، لكن، مع تحفظنا الواضح من نعتنا بمحاولات اثارة البلبلة، وهذه هدية رأس السنة الجديدة من صديق ياما تواصلنا معه وسنظل نقدره لكفاءته التي لم تكن يوما محط تشكيك منا في الموقع، فحين انتقدنا حدثا هو طرف فيه، لم نضخم الموضوع ولا اتهمناه بشكل شخصي مباشر، فالعادة تجري ان أي جمع عام يسير انتخاباته الاصغر سنا والاكبر سنا من الحضور، وبما ان له صفة مزدوجة كاداري، لكن وكعضو في المكتب المنتهية ولايته، فكان من الافضل ان يكون فعل الانسحاب اكثر انسجاما مع اخلاقيات الجمع، بل، ان تبريره بالتزام مسيري الانتخاب والتصويت بالصلاة ليس دليلا كافيا من مسوغ قانوني، ولا نعتقد ان الصلاة يوما عقدت امرا في الحياة ، كيفما كان نوعه.. اين بوادر البلبلة في المقال السابق؟ هل حين انتقدنا اخلاقيا التصويت على رئيس غائب اولا، وفاقد للاهلية الصحية ثانيا؟ نحن لم نعثر على حالة مشابهة نهائيا في تاريخ الرياضة الوطنية، اللهم الا بعض الاستثناءات حين تدخل السياسي في تدبير الشأن الرياضي، وهو سلوك انتقدته اسماء صحفية كثيرة، بل كان محور اهتمام باحث اكاديمي نشيط في حجم الزميل منصف اليازغي، وكذا قبله القيدوم الحسين الحياني، وعبد الرزاق العكاري.. طيب، السي الحسين راديف لا احد يجادل حول نضاله، ليس فقط في المجال الرياضي، بل حتى كسياسي وكفاعل في الكشفية الحسنية وعضو جامعي، ومسألة التصويت على شخص غائب، هي الوحيدة التي انتقدناها، وليس التشكيك في اهمية فكر الرجل، لأن هذا الاستثناء لم ننتبه في حال ترسيخه الى تبعات تكرره في الجموع العامة للاندية( هذا تحديدا مرتبط باندية العصبة ، مادامت الجموع الخاصة للقسم الاول والثاني ثم الهواة تخضع لتسيير من اطراف منها ممثل الجامعة او المجموعة الوطنية)، اذ بما انه اسلوب اتبع في انتخاب رئيس جهاز في مستوى العصبة، فكيف ستنتقده نفس العصبة حين يصبح للاسف " فوضى تستند على واقعة اكبر" ؟ في نظري، كان من الانسب تأجيل الجمع ولو الى فترة تحسن صحة الراديف بشكل يمكنه من حضور ولو فقرة التصويت، فذلك فعل بسيط، لن يصبح في وسع أي احد نقاشه، مادام سيكون عاديا.. فيما يتعلق بمسألة تصويت مرشح ( وهنا ارجو الانتباه الى كلمة مرشح) ثلاث مرات، معناها اننا منحنا لنفس الشخص فرصة تصويت اكثر من مرة، وهذا لم يحدث ان رصدناه لا في عمليات انتخاب مكاتب جمعيات او عصب او حتى في الانتخابات السياسية، فلو حدث كاحتمال ان صاحب التصويت ثلاث مرات كان الفارق بينه والاخير صوتان، فذلك الانتخاب لن يكون موضوعيا، مادمنا نعرف معرفة مصدر الصوتين المشكلين للفارق: المرشح نفسه، الذي سيكون حتما صوت على نفسه اكثر من مرة، وهنا نبين ما قصدناه من غياب تكافؤ الفرص.. دون ان ننس، ان هذا سيصبح تقليدا سيئا، بحيث لن يكون من المستغرب ان يسعى كل من له الحق في التصويت مستقبلا الى الانخراط في ثلاث فرق، وحث انصاره المحتملين على انزال بنفس الحجم، وهنا، لا اعتقد ان الاصل في السماح لشخص مرشح بالتصويت ثلاث مرات الا مهزلة، وهي مهزلة قد تثير بلبلة لاحقا، بلبلة ننبه بشكل وقائي الى امكانية حدوثها دون ان نتسم بها.. هذه ردود بسيطة على هدية رأس السنة الجديدة، وهي هدية لطيفة جدا، تعني اننا نشتغل بضمير، دون احقاد ودون تصفية اية حسابات، هدفنا الاوحد هو احترام وعي قرائنا الذين يشكلون دائما رأسمالنا الرمزي، ونجدد في الاخير كامل التقدير للسيد الاداري المقتدر، الذي نكرر تقديرنا لكفاءته، فلولا ذلك التقدير واهميته، لما بادرنا اصلا الى هذا التعقيب.. بقلم: محمد بلوش