منذ دورات ومشكل جديد أصبح يستفحل على مستوى أداء الحسنية هذا الموسم، خاصة في مراكز وسط الميدان والهجوم، حيث أصبحت العمليات المرتدة تتميز بالبطء بفعل نزوع لاعب وسط الميدان ليركي نحو الإكثار من المراوغات الزائدة ، مما يحول دون ضخ كرات ممكن استثمارها بشكل جيد، كما ان لاعبي الوسط يتخلون أكثر عن مساندة المنطقة الدفاعية ، محاولين أحيانا القيام بأدوار هجومية محضة ، وهو ما يفسر كثرة تضييع الحسنية لفرص عديدة في أكثر من مناسبة، بعدما تنامى النزوع نحو اللعب الفردي الذي يلغي مفهوم اللعب الجماعي الذي يشكل عادة قوة الفريق السوسي في غياب النجومية .. الأخطاء نفسها تتكرر بشكل ملفت دورة بعد أخرى ، ومع كامل الأسف يبدو الاشتغال على الحد منها وتجاوزها غائبا ، في وقت يطالب فيه الجمهور الفريق بتطوير الأداء واستثمار الفرص السانحة للتهديف ، علما بأن الحسنية تخلق في كل مبارياتها عددا هائلا منها ، وهو ما سيفسر قوة هجومها منذ موسمين بالتحديد .. نحن لا ننتقد لاعبي وسط الميدان بالخصوص في ضعف مساندتهم للدفاع ونزوعهم إلى الأداء الهجومي الفردي جزافا ، بل هي ملاحظة يدفعنا إلى إثارتها ما تضيعه على الحسنية من نقط مستحقة تهدر بشكل غريب ، فباستثناء الهزيمة ضد الفتح بالرباط، والتي كان الفريق السوسي فيها كالطائر المخنوق ، فإن الهزيمة في جل المباريات الأخرى إما هدية للخصم بارتكاب أخطاء قاتلة دفاعيا مع عدم استثمار العشرات من المحاولات السانحة للتهديف ، وإما تكون بمجازر تحكيمية لا ننكر دورها السلبي هذا الموسم ، فمن يعيد مشاهدة غزوات الكزاز ببركان، نورالدين ابراهيم ضد اتحاد طنجة، والبطل المغوار الذي لا أتأسف على نسيان اسمه خلال مباراة خريبكة ، والمدلل بوسليم ضد القنيطرة ، سيفهم كيف أن التحكيم مساندا بعيوب الأداء المشار إليها أعلاه، حرما الحسنية من نقط مستحقة عديدة . ليس المشكل في الحسنية هو مجرد اللازمة المرددة باستمرار حول الدفاع ، فبقدوم كمارا تكون الحسنية قد أنجزت إحدى الانتدابات الناجحة في مسارها ، لكن المشكل هو في تفكك مفهوم اللعب الجماعي المعتاد، ونزوع بعض لاعبينا نحو أداء فردي غير منسجم وطريقة الأداء التي طبعت الفريق منذ عقود ، ونحن بالطبع سنترقب كيفية تعامل الطاقم التقني مع هذا الطارئ ، راجين التغلب عليه في أسرع وقت ممكن ، مع تحياتنا للحسنية، لاعبين وتقنيين وجمهورا .