اذا كنت شخصيا في مقال سابق قد اشرت الى استغراب اقحام لاعبين ذكرتهما بالاسم خلال مباراة الجديدة، بحكم الانطلاق من فكرة غياب الجاهزية التامة لدى احدهما، والحاجة الى انتظار الاستئناس بأجواء الفريق بالنسبة للثاني، فقد هزمني مديح بضربة قاضية خلال يوم امس ، وساعده في ذلك كلا اللاعبين، حيث أدى الفاتيحي والبهيج مباراة جيدة، وبالتالي فهمنا بعد نظر مديح، ووضعناه داخل إطاره السليم بكل روح رياضية... ولعل الصورة التي ظهرت بها الحسنية طيلة الأربعين دقيقة الأولى من عمر مواجهة الفتح، كانت صورة باهتة ، حيث تم الاعتماد على التقوقع الدفاعي وتنشيط الحملات المضادة، لكن ضعف حركية الأجنحة الهجومية، لم يمكن الفريق الاكاديري من خلق فرص مهددة لمرمى الزوار، اللهم العملية التي لمست خلالها الكرة يد المدافع الرباطي بشكل واضح، دون إعلان الحكم بوشعيب الحرش عن ضربة جزاء مستحقة ولاتحتاج الى تأويل او سلطة تقدير، في وقت ضيع فيه مهاجمو الفتح بكل موضوعية فرصا حقيقية للتهديف خلال الجولة الأولى، وبذلك ضيعوا فرصة خلق مفاجأة بملعب الانبعاث، ليزيدهم هدف الحسنية قبيل نهاية الجولة ذاتها ارتباكا، قبل ان يطلق باتريك رصاصة الرحمة خلال الجولة الثانية. وكيفما كانت الأحوال، فإن النتيجة تشفع لأشبال مديح، خلافا لبدايات الموسم الماضي والتي سجلت خلال بعض مبارياتها أداءا جيدا للفريق الاكاديري رغم التعثر، لذلك نستنتج ان اهم مشكل لايزال مهيمنا على جل عناصر الفريق السوسي هو الجانب النفسي، الملخص في التخوف من الهزيمة، وتكرار لحظة فراغ قد تطول من جديد، سيما وأن مصالحة الجمهور لم تتم بعد، بحكم استمرار حضور جماهير متوسطة الى قليلة العدد، وربما بمواصلة سلسلة النتائج الايجابية قد يعود الدفء من جديد الى مدرجات ملعب الانبعاث، وقد تكبر الثقة في الذات اكثر لدى جل عناصر الفريق، اذ مادمنا نلاحظ تغير أداء بعض اللاعبين وتقلباته من مباراة الى اخرى ، فإن الجانب النفسي يتضح أثره بجلاء ، مما قد ينتج عنه تذبذب على مستوى التركيز، والتسرع، مع تغييب الانضباط التاكتيكي... مانريد التوصل إليه ببساطة، هو كون مجهود مديح ولاعبيه لن يكون كافيا إلا بعودة جمهور الحسنية الى المدرجات، فهي في أمس الحاجة إليه، لاسيما وأن بوادر فريق جيد اصبحت تتضح منذ انطلاق البطولة ، ولتكن مباراة الفريق السوسي ضد النادي القنيطري ان شاء الله نقطة بداية في هذا الاتجاه ، خاصة بحضور مرتقب لواحد من أرقى جماهير الكرة المغربية على مستوى البطولة، ألا وهو جمهور حلالة بويز، المعروف بوفائه غير المشروط ، وبتشجيع حضاري، لفارس سبو... ملاحظة : حل بمدينة اكادير منذ أيام، لاعب مالي شاب يدعى مامادو، سنه 18 سنة، وهو خريج احدى مدارس التكوين الرياضي بمالي، لكن تواجد اربعة افارقة في اللائحة الرسمية حال دون تعاقد الحسنية معه، وقد جالسناه ولمسنا فيه اخلاقا عالية وتواضعا جما ، وكم تمنينا لو انتبه فريق من الفرق السوسية إلى موهبته بعد اخضاعه للتجربة طبعا ، وهو مهاجم، يلعب ايضا كوسط ميدان... بقلم : محمد بلوش