يخصص الخط 14 للحافلات إلى الجهة الغربية حيث ينتهي مساره بحي الدرافيف ، غياب خط خاص بحيي " عمر البوليس " و" السليماني " وهي احياء تضم عددا هائلا من السكان الذين يضطرون إلى انتظار الحافلة القادمة من حي " الدرافيف " ،
لكن المشكل عندما تمتلئ الحافلة بالحي ما يجعلها لا تقف بباقي المحطات ما يؤدي إلى ضياع حقوق سكان باقي الأحياء في النقل من طلبة وموظفين وباقي الشرائح الاجتماعية خصوصا التي هي مرتبطة بأوقات للدراسة والعمل ، إذ لا يمكنهم الوصول إلى مقرات عملهم أو دراستهم في الوقت المناسب . كما أن الأمر يعاود نفسه مساءا حيث الحافلة القادمة من المدينة والتي تكون ممتلئة لا تقف ببعض المحطات بوسط الطريق بدعوى عدم وجود مساحة لإضافة مزيد من الركاب المنتظرين بباقي المحطات ... وعلى الخصوص طالبات تنتمين إلى أحياء " عمر البوليس و" السليماني "
ويلمس المواطن أن سياسة المغرب النافع والمغرب غير النافع تتمثل داخل المدينة الواحدة بين أحياء تحظى بكل الامتيازات وأحياء يضرب عليها سياج من التهميش والإقصاء . فالملاحظ أن هناك سياسة تهميش وإقصاء تتعرض لها بعض الأحياء الشعبية التي تحرم من العديد من الخدمات . وهي الأحياء التي لا تدخل في خريطة المسؤولين إلا عندما يتعلق الأمر بالانتخابات حيث تصبح قبلة لتسول الأصوات الانتخابية وبمجرد ما تنتهي فترة الانتخابات تعود هذه الأحياء إلى عالم النسيان .
والغريب أن هذا التهميش والإقصاء يتعمق بمجرد النظر إلى طبيعة الحافلات المخصصة للأحياء الهامشية حيث تخصص لها حافلات مهترئة ومتقادمة كثيرا ما تتعرض للاعطاب وسط الطريق وحتى أرقام الحافلات لا تظهر بشكل بارز يسهل على المواطنين معرفة الخطوط والاتجاهات . وتغيب مسؤولية الجهات المعنية حول متابعة العقدة التي تربط الشركات بالمجالس البلدية ودفتر التحملات ، ولا حديث عن الجودة وضمان حقوق الساكنة ... في زمن يلعب فيه النقل دورا محورا في حركية المواطنين ...
وأمام هذا الخصاص في وسائل النقل سبق وان طالب سكان هذه الأحياء باستفادتهم من سيارات الأجرة الكبيرة كما هو معمول به بالعديد من جهات المدينة ( كلازاري وسيدي يحي وفلاج الطوبة والنصر وحي السلام لارمود ...) وهي كلها أحياء تستفيد من خدمات سيارة الأجرة الكبيرة . فلماذا وحدها الجهة الغربية التي تحرم من هذه الخدمة . فتخصيص عدد معين من السيارات سيخفف من الاحتقان في النقل الذي يعرض مصالح المواطنين للضرر .
فهل ينتبه المسؤولون إلى حاجيات المواطنين إلى النقل ، ويرفع بعض التهميش المطبق على بعض أحياء المدينة ؟