كتب : الهادي حمد / تونس/ حينما بدأ الإعداد لغزو العراق وتواترت تهديدات المسؤولين الأمريكان لصدام حسين ، ثمة من تململ في مرقده وهمس:" صدام ديكتاتور..ومن حق العراقيين أن ينعموا بالحرية والديمقراطية"، بل ثمة من قفز وهرول مشاركا في الإعداد ومبشرا بجنات النعيم، مقدما نفسه نصيرا للقيم الغربية التي ازدانت بها الخطب. حصل الغزو..واليوم تمر عليه ثمانية أعوام ، والنتيجة : طبقة من العملاء في بغداد ، متورمة وجاهلة وفقيرة إنسانيا وحقوقيا، طائفية ومجرمة ومتورطة في اللصوصية ، وهي تعيش على الحماية الأمريكية العسكرية والأمنية وعلى وسوسة الشيطان الفارسي و أمل في البقاء على صورتهم المضللة قدر ما يقدره أولياء نعمتهم وحسب مايخططون ويوجهون. أما شعب العراق ، فهو لم يعد متعلما كما كان ، ولا مترفها في معيشته بحسب رفاهية ماقبل الحصار، ولا متمتعا بخدمات الصحة ولا مثقفا ولا وطنيا ولا موحدا ولا شريفا..إذ اخصي وأذل واهين وأفقر وجهّل وقمع وقتّل ..والأمة صارت عرجاء بدون عراق قوي ومهاب ، وبدون صدام ولا رجال صدام ولا طلته وزئيره . (يمكن ان تكون ليبيا على هذا الحال إذ تصاغ اليوم بذات الايادي والنوايا والاحقاد والمغالطات والاباطيل..حيثما تحل جحافل الاطلسي لايتحقق الا الخراب) تذكرون ياثوار تونس ومصر: في مختلف مراحل الصراع بين العراق العربي الأبي والأمريكان السفلة، في بداية التسعينات أو في بداية القرن الجديد..ناصرتم أهلكم ورمزكم..دون أن تكون لكم دراية بالبعث وبأطروحاته..ودون أية خلفية حزبية..بل حتى من كان يدرك بعض الافكار المرجعيّة الحزبية ماكان محتاجا لها في تحديد الموقف الوطني السليم والشريف..كان يحرككم وعيكم بأطماع الطامعين وبحقد الحاقدين ، وان أمريكا عدو إلى الآبدين. فهي لاتريد لنا الخير..ولا تريدنا أن نكتشف مسالكه ونبني تجاربنا على هذا الأساس العادل.. لاتريدنا امة حرة ومبدعة ومهابة وذات اعتبار ووزن وثقل..لاتريدنا أن نكون امة تقرر مصيرها بنفسها..لأنه إذا تركنا نقرر بأنفسنا هذا المصير.. لن يكون للبغاة السفلة والحاقدين أي حظ في نهب ثرواتنا وتخريب عقولنا وتطويع إرادتنا وبناء حياتهم على خراب حياتنا...كل مواطن عربي التقت عاطفته وعقله وإرادته وضميره على هذا الإحساس وهذا الوعي..فامتلأت الشوارع وماجت بالناس هاتفة بحياة صدام وبان يضرب الصهاينة بلا رحمة..وكنتم في أعسر اللحظات لاتفرطون في صورة صدام ورمزيته وفي أمل المجد الذي طرقتم مع صدام على أبوابه. لكن في المرحلة تلك كان يحيط بكم أعوان حكامكم ..هؤلاء الذين كانوا ذراع السي.أي.أي الطولى في التحكم في ردة فعل الجمهور العربي وتحييده من ميدان الصراع..والنتيجة التي تحققت: شنق صدام فجر أجمل أعيادكم..انتم الذين أعنيكم..نكاية وشماتة ..ودرسا في الحقد وفي أذى ضمائركم وذاكرتكم لامثيل له.وفي مشهد يستعيد فيه شانقوه صلف كسرى أنو شروان وحلم استعباد العرب إلى أن تنتهي الجغرافيا والتاريخ معا..في مشهد يطلق في بعده الآخر: إن الصهاينة لايغفرون ذنبا ولا يتسامحون مع من ضربهم بالحسين في عقر دارهم ، ولا يتنازلون عن وعيد...لم يكن الشنق إلا حلقة من مسلسل مر..نراه مستمرا إلى اليوم..والى اليوم تمرح أمريكا في امتنا أرضا وجوا وبحرا..ويمرح الصهاينة في فلسطين والأمة كما لو أن المرحلة التي سميت بربيع العرب إنما هي مرحلة إعادة وضع الرّمة في عنق الجمل العربي وتعديل دليل سفره. أيها الثوار في تونس ومصر: دول الحلف الأطلسي لم تساندكم لما كنتم في صراع مرير مع أطقم أمنية محترفة لاهم لها إلا بقاء وليّ النعمة في محرابه. لم تساندكم لما كان الرصاص يشق صدوركم ورؤوسكم، ولما كان القمع والتعذيب على أشدهما..في تلك الظروف صدر عن الغرب موقفين: 1/ فرنسا تعرض على الجنرال بن علي أن تمكنه من قوات أمنية متخصصة في قمع المتظاهرين 2/ الدول الأخرى كررت احتجاجها من العنف غير المتوازن أو المبالغ فيه في مواجهة المتظاهرين. بالنسبة للموقف الأول، فهو يثبت انه لم يكن لفرنسا حساب تحرص على تصفيته مع الجنرال، ولا حتى اختلاف في الاختيارات ووجهات النظر. وبالفعل، كان الجنرال شريكا لساركوزي في المشروع الاورومتوسطي (بينما كان القذافي معارضا) وصديقا للفرنسيين بل متعاونا معهم في ملفات أمنية تونسية داخلية وإقليمية .يمكنني هنا أن أسوق ماقدمه الضابط التونسي الطاهر بن يوسف في كتابه "ضابط من الأمن شاهد على نظام بن علي " بأن الجنرال ينتسب إلى عائلة غير وطنية حيث كان والده " منحازا إلى السلط الاستعمارية الفرنسية التي كانت تستغله كمخبر يقدم المعلومات بشأن أنشطة وتنقلات الثوار التونسيين. مما جعل عائلته منبوذة. علما بأنه تقرر تصفية والده من طرف الثورة كجزاء له على خيانته لبلاده إلا انه وقع تنفيذ ذلك بقتل عمه على وجه الخطأ "(هذا الشبل من ذاك الأسد..!!!). وبالطبع، كانت فرنسا ترغب في بقاء بن علي ولو على جماجم الشباب التونسي الثائر، بل حتى في صورة استجابة قيادة الجيش لمطلبه بقصف القصرين وتالة بالقنابل. ولا احد كان يتوقع أن تستفيق سريعا وتتحول بعد بن علي إلى محارب من جل الحرية ، بل والى قيادة ثورات (على مقاسها ووفق قيمها وبما يحقق مصالحها ). أما بالنسبة للموقف الغربي الثاني، ففي أي تفصيل مضموني أو لغوي يختلف عن موقف الدول الغربية حين كانت إسرائيل تقصف بالأسلحة المحرمة أهالي مدنيون في أحياء غزة بالليل والنهار..!!.. الم يكن الغرب حينها يقول: إن العنف فيه إفراط ، وان كمية العنف غير متوازنة..!!..ماذا يعني هذا؟! هذا يعني: اضرب ولكن لاتفرط ، اضرب ولكن بأسلحة يستعملها العدو (وليس الخصم)، بمعنى : أن الغرب لما كان يوجه هذا الموقف إبان الحرب الصهيونية على غزة أو حرب بن علي على الشعب التونسي ، إنما كان يسدي نصائحا لفريق المجرمين وليس الاحتجاج على إجرامهم...هذا لان إسرائيل كما بن علي، مفصل في المشروع وفي السياسة الغربية ، وضلع في المصالح الغربية في وطننا العربي. ماهي حدود ردود أفعال الغرب في ثورة شعبنا المصري ؟..الترنح الذي يعكس حالة الهلع والتردد والصدمة جراء مشهد إقليمي يشهد رحيل العميل حسني مبارك. احد الساسة الأمريكان لوتذكرون صرح بان الرئيس حسني مبارك يجب أن يشرف بنفسه على المرحلة الانتقالية. يعني أن يرحل بالطريقة الغربية وحيث يبقي على أساسيات أو بنية ترعى مصالحهم ومصالح إسرائيل. أما حرية شعب مصر وكرامته فهم لم يفكروا فيها يوما ولا استعداد لهم بان يفكروا فيها ذات يوم. فرنسا ظلت ترقّع فضيحة دعمها لبن علي ولم يسلم موقفها من حسني مبارك من التردد والأسف العميق ، فالرجل كان ركنا رئيسيا لمشروعها كما كان بن علي ، ولم يبق لها في المنطقة إلا القذافي الذي لم تستطع استدراجه أو احتواء معارضته. هؤلاء اليوم يحرقون ليبيا.. لان القذافي ديكتاتور..كما احرقوا العراق لان صدام ديكتاتور. لم يكن بإمكاننا إنقاذ العراق ، فهل بإمكاننا اليوم إنقاذ ليبيا..؟!..خاصة وان المشهدين عبث فيهما الشيطان بذيله كما قضت نزواته الشريرة.. دعونا نتحدث عن ليبيا بشكل صريح وشفاف وبعيد عن القوالب النظرية التي ربما لايفهمها الجميع وقد نختلف حولها: ماذا تشكل ليبيا بالنسبة لشعبنا في تونس ومصر..؟..من الصعب أن توجد أسرة تونسية في الجنوب التونسي لم يشتغل فرد من أفرادها في الماضي البعيد أو القريب في ليبيا. تونس سوق خدمي لليبيين وليبيا سوق عمل للتونسيين منذ عشرات السنين. عائلات متصاهرة وعائلات صديقة. حمونا زمن المقاومة وحميناهم زمن المقاومة وخط مقاومتنا كان متصلا كالجغرافيا. لكن من يضمن بقاء هذه العلاقة على حالها بعد رحيل نظام القذافي..؟!!..اليوم عملاء في السي.أي.أي يقودون المعارك ضد الجيش الليبي ويتحدثون اللهجة الليبية ، عميل ملتح ويسبح بحمده ، يكبّر ويطلق القذيفة ثم ينزوي ليتخابر..!!..من يضمن لنا أن القادة السياسيون الليبيون الذين شكلوا مجلسهم في بن غازي ليسوا عملاء مخابرات أجنبية..بدرجاتهم ورتبهم ومرتباتهم وقياداتهم في تلك الأجهزة..!!..قد يقال أن هذا الاسم رجل ديمقراطي وليبيرالي ومنفتح ومتسامح ، لكن قيل هذا عن المالكي أيضا. وقبله قيل عن الجعفري ، وقبلهما قيل عن علاوي ، فهل يصدقون هذه المرة..؟!!!..يمكن له ، حين يستقر له الحال ، أن يقول : البئر النفطية كذا على ملك ليبيا وهي توجد في أراضينا ولاحق لتونس في ملكيتها ، أوان القذافي أهداها لتونس سنة كذا ونحن من حقنا أن نستعيد ممتلكاتنا التي فرط فيها النظام السابق..!!..ثم يصدر تصريح عن فرنسا تقول فيه : يجب حل الخلاف بالطرق السلمية..!..ونعرف أن هذه الكلمة في المعجم السياسي الغربي حسب خبرتنا معناها : استعد...اضرب..!!!..كيف سنفعل عندها..؟!..أنحارب شعبنا الذي وحدتنا معه المقاومة وفرقتنا المؤامرات الغربية..أم نستسلم للأمر الواقع ولصعوبة الموقف..؟!!..لنفترض أن الإسلاميين الذين يشكلون اليوم عصب الحركة الساركوزية المقاتلة في ليبيا قد استلموا الحكم بعد انهيار النظام ، ومنهم القاعدة بدون أية مبالغة ولا تهويل ولا تخويف ولا تزييف ، فهل انتمائهم هذا يعطيهم مصداقية كافية لطمأنتنا..؟!.. ألا ترون اليوم أن الكثير من كوادر حزب ليلى بن علي الطرابلسي في الإدارات الجهوية والمؤسسات الخدمية ، ذكورا وإناثا، قد التحقوا بالحركة الإسلامية (النهضة)..!!..أو الأصح عادوا إليها بعد أن عبثوا بمصالح شعبهم وحقوقه ومارسوا كل مايمكن ومايتخيله الإنسان من جرائم..!!..في البداية كانوا في النهضة ، ولما تعرضت إلى الهرسلة والملاحقة دخلوا إلى الحزب الحاكم : أهل كانوا مضطرين إلى ارتكاب الجريمة كي يثبتوا ولاءهم لليلى وبن علي..؟!!..هؤلاء منافقون..فآي ضمانة كي لايكون أولائك منافقون أيضا..؟!!..النهضوي الهاشمي حامدي وقد كان من قيادات الحركة (صاحب قناة المستقلة) قضى سنين طوال في مدح الجنرال و ليلى ، اللذين زارا العتبات المقدسة واديا فريضة الحج ، واليوم تعلن لجنة التحقيق عن العثور في قصرهما على أكثر من 1كلغ من المخدرات وعملات أجنبية فضلا عن جرائم كثيرة تصل عقوبتها إلى الإعدام..!!..أضيف معطى آخر : زارت الوزيرة كلنتون تونس خلال الأيام الفارطة ، وقد تظاهر عدد من شبابنا احتجاجا على الزيارة وفي رسالة نحرص على تبليغها إلى أمريكا ، بينما لم تصدر الأحزاب القومية ولو بيان استنكار. اللافت للنظر إن حركة النهضة أهدت للوزيرة باقة ورد ، في رسالة مضادة حرصت على تبليغها إلى الجهة ذاتها..!!!..أنت صاحب ثورة وفي شعب صار حرا ، دع القوى الخارجية تطلب ودك وحتى تعتذر لك عن سياساتها السابقة في المنطقة..لست أنت من يحتاج إليها..لكن رغم ذلك يقدم الإسلاميون عندنا أنفسهم كصديق للغرب يمكن الرهان عليه..!!..ومااود قوله أن إسلاميي الحركة الساركوزية المقاتلة في ليبيا ، سواء المتطرفون منهم أو المعتدلون ، لايمكن الرهان عليهم في قيادة ليبيا بقيم وطنية حقيقية وفي التعامل معنا كأهل وكأبناء امة واحدة وتقديم هذه العلاقة على كل العلاقات الظرفية مع الأطراف الأجنبية، بل أرجح انتظار مفاجآت غير سارة وغير مشرّفة فيما إذا استلموا حكم ليبيا ، لاتجاه أمتهم العربية (التي لايعترف بها اغلبهم) بل تجاه شعبهم في ليبيا أيضا. ستكون باريس اقرب إليهم من تونس أو القاهرة ، وسيكون ساركوزي رمزا تقام له النصب ، بل ستتحول ليبيا إلى مصدر مراقبة متقدم لمسار وانجازات الثورة في تونس ومصر، ومصدرا للتآمر والتخريب تعمل انطلاقا منه كل الأجهزة المعادية للأمة العربية ، ويكون نظاما عميلا للغرب في ليبيا أفضل مايعالج به الغرب لوعة افتقاد مبارك وبن علي وثقبا في جسد الثورة العربية الحقيقية والمستحقة بأن تتحول إلى ثورة العملاء والمرتزقة والأتباع والمتآمرين تحت يافطة الحلف الأطلسي الذي استعاد مشروعية تدخله في شؤون الدول الداخلية بعد مالحقه من خيبة وهزات من تدخله الحاقد في العراق... ياثوار تونس ومصر: القذافي مخطئ في كثير من الاختيارات والسياسات ، وحين ننبه إلى مخاطر العمالة لدول الحلف الأطلسي فلسنا بصدد الدفاع عن القذافي وإنما الدفاع عن ليبيا وعن الأمة وعن المعايير والقيم الثورية الحقيقية..لكن القذافي رغم أخطائه لم يكن عميلا.. هو الرجل الذي أعلن الحداد حزنا عن شنق صدام فجر عيد أعياد المسلمين لثلاثة أيام..الرجل الذي واجه(في مبنى الجامعة العربية) قرار اغلب الأقطار العربية بتحشيد أعداء الأمة لفصل محافظة الكويت عن العراق وتحطيم القوة العسكرية لهذا البلد..الرجل الذي مزّق و رمى بميثاق الأممالمتحدة ومن على منبرها..الرجل الذي طالب العالم من على منبر الأممالمتحدة بالتحقيق في شنق صدام وتقديم شانقيه إلى العدالة..الرجل الذي فتح بلاده لجيوش العاطلين عن العمل في دولتيكما..فحتى إن شاب العلاقة مع أنظمتنا العميلة بعض اللبس وإغلاقه الحدود أو تقييد الدخول إلى ليبيا كان سريعا مايتراجع لان له عاطفة وضمير قوميين..هذا الرجل احدث في ليبيا تنمية رائدة في المنطقة ومستوى رفاهية لامثيل له فيها..وهو اليوم رمز حرية ليبيا ووحدتها ضد اطماع الطامعين..أكيد انه استوعب العبرة وأكيد أن أعداؤه يدركون مقدار هذا الاستيعاب ويعرفون انه سيحدث إصلاحات ثورية وقياسية وجريئة..كأن يبتعد عن سلطة القرار ويسمح لشعب ليبيا بتحديد نظامه السياسي الذي يريد واعتماد الآلية الانتخابية في الحياة السياسية بما يعنيه ذلك من وضع أرضية تشريعية تسمح بالتنوع السياسي..أعداؤه على يقين انه سينجز هذه المطالب..لكنهم غير معنيون بانجازها ..همهم الوحيد هو ليبيا تابعة وقلعة للجاسوسية والتآمر على جوارها الإقليمي وبحيرة نفط ومدخلا إلى إفريقيا..وهي طموحات صهيونية تجهلها أو تتعامى عليها أسراب المرتزقة والعملاء (مقاتلو الحركة الساركوزية في ليبيا). قد تقولون لي :1/ أن القذافي ساند الجنرال بن علي واعتبره أفضل رئيس تونسي وتمنى لو حكم تونس إلى البلد. 2/ أن القذافي اعتبر ثوار مصر عملاء للموساد الإسرائيلي. 3/ انه اتهمنا بالجوع. وأقول : فيما يتعلق بردة فعله الأولى: انه خلال تلك الفترة كان بعض الأخوة العرب لايصدقون أن في تونس فقراء ومشاكل اقتصادية ، وكان بعض التونسيين أنفسهم على إعجابهم وولائهم لبن علي. ثم أن القذافي وكل إنسان عاقل لو توضع أمامه حقائق اليوم (ماتم التوصل إليه من جرائم لبن علي) لايمكن أن يكون عطوفا وحليما به. اظافة إلى أن مواقف القذافي لاتقاس بها العلاقة بين الشعبين في ظل حكمه ولنا تجربة في هذا.وفيما يخص ردة فعله الثانية..ينطبق عليها مضمون توضيحي حول الأولى..أما بخصوص الثالثة : فهو بناءا على معلومات غير دقيقة بأننا التونسيين والمصريين ندعم الحركة الساركوزية المقاتلة في بلده ونعمل على قلب نظامه..ثم الكل يعرف والتاريخ يشهد..إن الأساس في العلاقة مع ليبيا هو الجوار ورابطة الانتماء القومي والترابط الاقتصادي والاجتماعي..واعتقد أن مخاوف البعض من القذافي إن نجح نظامه في المطاولة واحتواء الهبة الساركوزية المجنونة ليست دقيقة.. نحن معتادون على ردات فعل الرجل..ولن يسلك سياسة انتقامية إزاءنا..لأنه ليس ثمة مايدعو إليها خلافا للمناخ الذي يشيعه الإعلام الحربي (الجزيرة). مصلحة ليبيا في بقاء نظام القذافي : الأمن والاستقرار ، الإصلاحات السياسية العميقة ، سياسة تنموية جديدة وعادلة، تطهير الطبقة السياسية من الفساد ومن حاملي الصيفات غير الرسمية ، قضاء مستقل ، إرادة سياسية حرة ،حماية الثروات الوطنية وحسن إدارتها، صيانة انتماء ليبيا العربي والإسلامي . وكذا فيه تكمن مصلحة الأمة بسد الثغرة التي حاول ساركوزي والأطلسي فتحها بهدف التحكم في قضايا أمننا القومي وفي ارادتنا كعرب وإدخالنا في أتون الفوضى الهدامة التي لاتبقي ولا تذر. فضلا عن التكامل الاقتصادي بين دولنا بما يخدم قضايا التنمية فيها ومستوى معيشتنا...فهل ستظلون تراقبون الأحداث من شاشات الإعلام التآمري المسموم ، وتتركون للأعداء صياغة مستقبل ليبيا كما يشاؤون أم تنزلون إلى الشوارع في مدنكم منددين بالمؤامرة والمتآمرين دفاعا عن ليبيا حرة ومستقلة ومتقدمة كما نطمح..؟!!.. لأاعتقد أنكم ستسمحون لمن يكبر باسم الله الله اكبر، وفي يمينه علم فرنسا الصليبية يقدم خدمة لمعسكر صليبي حاقد خبرناه وتلذذنا بناره جيلا بعد جيل أن يرسم واقعكم الجيوسياسي..؟! تبّا لديمقراطية..يحققها لنا ساركوزي..زير النساء تبّا لحقوق إنسان...تحققها صواريخ كروز وتوماهاوك تبا لثوار آخر الزمان...جنود الأطلسي والسي.أي.أي ياثورتنا في تونس ومصر..كم أنت نقيّة..؟؟