تتواصل بمدينة اليوسفية موجات من الاعتصام والتجمهر وذلك من طرف المعطلين وأبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط, حيت مازال المعطلون يحتلون ممر السكة الحديدية, الرابط بين بن جرير ومدينة أسفي وذلك بوضع الحجارة وحواجز تعيق مرور القطار وإعداد خيام وسط السكة والمكوث فيها ليلا ونهارا مع التناوب على العملية من طرف الشباب العاطل, وقد جاء هذا الاعتصام بعدما تبين للعاطلين بأنه لا وجود لحل وسيط, ووصفوا الحوارات التي تجمعهم مع السلطة المحلية وممثلي م.ش.ف بالكاذبة والفارغة والرابحة للوقت, كما قام معطلو الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات بالتظاهر أمام عمالة اليوسفية وإدارة المكتب الشريف للفوسفاط, وذلك بعدما انسحب ممثلوها من الاجتماع الأخير والذي جمع بين ممثلي المعطلين والكاتب العام للعمالة وأفراد السلطة المحلية ومندوب التشغيل باليوسفية, ولقد بدأ الاعتصام الجديد صبيحة يوم الاثنين عندما تجمع الشباب ونسقوا فيما بينهم ليقوموا باحتلال السكة الحديدية والطرق التي تمر منها شاحنات نقل الفوسفاط, وقد عرف يوم الاثنين اعتراض بعض المعطلون, قطار نقل المسافرين القادم من ابن جرير والمتجه صوب مدينة أسفي, ولولا هروب الشباب من سكة الحديد لكان الوضع كارثيا ولسقط العديد من الضحايا, بسبب تفاجأ سائق القطار بالمعطلين مما أدى به إلى عدم تشغيل مكابح القطار في الوقت المناسب, ولتعرف مدينة اليوسفية من جديد الشلل التام في إنتاج الفوسفاط وتوقيف عجلة نقله إلى المركب الكيميائي بأسفي, كما أضاف مسؤول محلي لم يرد ذكر اسمه, بأنه لا يمكن للمكتب الشريف للفوسفاط تشغيل هذا العدد الهائل من العاطلين وأن مشكل العطالة في المغرب لا يتحملها م.ش.ف وحده, بل جميع الهيئات الحكومية على مر السنوات الفارطة, وللإشارة أن عدد العاملين في المكتب الشريف للفوسفاط باليوسفية لا يتجاوز 1500 عامل وعاملة, فحين أن عدد المعطلين في المدينة وذلك حسب معادلتهم الساخرة " كيدار من كل دار " أي تشغيل فرد من كل عائلة, يفوق 20000 عاطل وعاطلة, لتبقى إدارة الفوسفاط بين مطرقة احتجاجات المعطلين وسندان الإنتاج وتحمله لدفتر تحملات مع الزبائن الدوليين. وقد علمت (( المساء )) من مصادر جيدة الإطلاع بأنه وصل عدد قطارات نقل المسافرين من يوم الاثنين إلى حدود يوم الأربعاء إلى حوالي 10 رحلات والتي ألغيت بسبب الاعتصام, فحين وصل عدد القطارات الناقلة للفوسفاط إلى حوالي 26 رحلة, من بينها ناقلات بن جرير والتي لم تصل إلى المركب الكيماوي بأسفي بسبب الاعتصام الشبابي التي تعرفه هذه المدينة أيضا, وقد أضاف المصدر بأن قطارا واحدا لنقل الفوسفاط يعادل 3400 طن من مادة الفوسفاط الخام ليصل العدد الإجمالي إلى أزيد من 88 ألف طن, وليعرف الوضع المحلي شللا في أهم مادة, وتوقف إنتاج أهم مؤسسة في المغرب, وللعلم بأنه سوف يحل إلى مدينة اليوسفية في الأيام القريبة القادمة وفد من كبار مسؤولي المجمع الشريف للفوسفاط للحوار مع المعطلين والخروج بصيغة معقولة لحل مشكل التشغيل.