بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة" اختار الحسين الوردي وزير الصحة يوم السبت الأخير وهو يوم عطلة تقل فيه الحركة في صفوف الزوار والزائرات داخل مستشفى محمد الخامس بآسفي ليقوم بزيارة لهذا الأخير الذي يقدم لزواره خدمات صحية متدهورة والذي يعرف ارتفاعا مهولا في عدد الوفيات في صفوف النساء الحوامل بقسم الولادة وأيضا قلة في الأطر الطبية به،ناهيك أن التسيير الإداري به يتم دون مدير بعدما تقدم عدد من المديرين بطلبات الإعفاء من هذه المهمة،وأن التسيير المالي يتم هو الآخر دون مقتصد بعدما تقدم هذا الأخير بطلب إعفاءه،زيادة على طلب الإعفاء الذي تقدم به أيضا المندوب الإقليمي للصحة. فكل هذه المشاكل عجلت بزيارة وزير الصحة صباح يوم السبت الأخير لمستشفى محمد الخامس بآسفي الذي وجده في حلة جديدة والذي غابت عنه القطط و"اشنيولة" والأزبال والقادورات والحشرات بعدما هيئت له جميع المراسيم كون الزيارة ليست مفاجئة بل أخبر بها المسؤولون،والأدهى من هذا أنها جاءت يوم عطلة بعدما كان المواطنون والمواطنات يتمنون أن تكون في بداية الأسبوع أو أواسطه ليقف الوزير على حقيقة الأمور وحتى يرى السيد الوزير بأم عينيه ما يقع بقسمي المستعجلات والولادة باعتبارهما القلبين النابضين به وباقي الأقسام الأخرى التي تنعدم أمامها الكراسي التي من الواجب أن تكون رهن إشارة المرضى قصد الجلوس عليها عوض جلوسهم على سطح الأرض مباشرة. فالوزير المحترم تجشم عناء السفر وقام ذلك الصباح بزيارة تفقدية لبعض الأقسام بالمستشفى وسجل مرافقوه جميع الملاحظات واستمع إلى شهادة مركز حقوق الناس بآسفي الذي ظل أعضائه مرابطون بالقرب من المستشفى منتظرين قدومه لتقديم شكواهم إليه،بحيث تمكنوا في آخر المطاف من إيصال صوتهم إلى الوزير الذي طالبوه بمعاينة الحالة الواقعية التي يتواجد عليها المستشفى . فالوزير وقبل وصوله إلى آسفي توقف بمنطقة جمعة اسحيم وهي المنطقة التي عرفت تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة لساكنتها صباح يوم الأربعاء الأخير أمام دار الولادة عبرت من خلالها عن سخطها على الوضع الصحي هناك وبالضبط بدار الولادة التي تنعدم بها مواصفات قسم الولادة بعدما توفيت مؤخرا المسماة عزيزة سعد وجنينها في طريقها إلى المستشفى على متن سيارة الاسعاف بعدما رفضت دار الولادة تقديم المساعدة إليها،حيث توجه الوزير صوب منزل الضحية وهناك استمع إلى شهادة زوجها ووالدتها وباقي أفراد عائلتها قبل أن يأخذ صورا فوتوغرافية مع توأمتي المرحومة البالغتين 4 سنوات وابنها البالغ من العمر 8 سنوات،ليتوجه بعدها صوب دار الولادة وهناك استمع إلى المسؤولين بها،مقدما وعده للساكنة بحل المشكل الصحي بهاته المنطقة. ومعلوم أنه قبل زيارة الوزير بيوم واحد للمدينة فقد حلت لجنة موفدة من وزارة الصحة بدار الولادة بجمعة اسحيم صباح يوم الجمعة الأخير وتسلمت شهادة مكتوبة بخط يد زوج الضحية عزيزة سعد شرح فيها كل الوقائع التي تهم واقعة وفاة زوجته وجنينها واستمعت أيضا إلى شهادة والدتها،كما قامت نفس اللجنة بزيارة لمستشفى محمد الخامس شملت بعض أقسامه وبالضبط قسم الولادة، لتبقى الساكنة تنتظر بشغف كبير ما ستسفر عنه هاته الزيارة بعدما ظلت تعاني من الخدمات الطبية المتدنية المقدمة لها من طرف مسؤولي المستشفى منذ سنوات خلت.