آسفي اليوم :عبدالرحيم اكريطي أعداد غفيرة من المواطنين والمواطنات اختلفت أعمارهم بين رجال ونساء وأطفال وشباب وشابات حضروا صباح يوم الأربعاء الأخير للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها مركز حقوق الناس بآسفي أمام دار الولادة بجمعة اسحيم البعيدة عن مدينة آسفي بحوالي 45 كيلومترا. الوقفة الاحتجاجية هاته التي رفع خلالها المحتجون والمحتجات شعارات تطالب الجهات المسؤولة بمحاربة الرشوة المتفشية داخل هاته دار الولادة التي تنعدم بها أصلا الخدمات الصحية في غياب طبيب أو طبيبة مختصة في الولادة والمعاناة الحقيقية التي تعيشها الساكنة هناك،آخرها حالة وفاة الحامل عزيزة سعد رفقة جنينها بعدما رفض المسؤولون بدار الولادة بجمعة اسحيم استقبالها ونقلها إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي التي لقيت حتفها به وبالضبط عند مدخله،بحيث عاين آنذاك زوار وزائرات المستشفى الذين تحلقوا حول سيارة الإسعاف التي كانت تقلها السيدة المتوفاة والجنين الذي ظل بعد وفاتها بدقائق قليلة يتحرك إلى أن شلت حركته هو الآخر،لتكون الضحية قد تركت وراءها توأمتين تبلغ كل واحدة منهما أربع سنوات وطفل صغير يبلغ من العمر 8 سنوات. "هذا عار،هذا عار،الصحة في خطار"،"عاك عاك باراكا،من الرشوة باركا"،"عزيزة ضحية،بالأخطاء الطبية"،"قتلوهم قتلوهم،بالإهمال قتلوهم" من بين العديد من الشعارات التي رفعها المحتجون ذلك الصباح أمام دار الولادة خلال الوقفة هاته التي كان توأمي المتوفاة يحملان صورة والدتهما الضحية والتي عرفت تقديم شهادات العديد من الضحايا وشهادات أخرى قدمت من طرف المواطنين والمواطنات بخصوص الوضعية الكارثية التي تعرفها دار الولادة بالمتطقة دون أدنى تدخل من قبل الجهات المسؤولة بعدما نظم المحتجون والمحتجات مسيرة انطلقت من أمام منزل الضحية إلى حدود دار الولادة،حيث كانت مرابطة بمحيط هذه الأخيرة عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة. فالوقفة عرفت توزيع بلاغ صادر عن الفرع المحلي لمركز حقوق الناس بآسفي أشار فيه إلى أنه على إثر ما تعرضت له المسماة قيد حياتها عزيزة سعد من إهمال وسوء معاملة وابتزاز وهي في اللحظات الأخيرة لوضع جنينها ونظرا للفوضى واللامبالاة واستهتارا بأرواح النساء الحوامل داخل مستوصفات الجماعات القروية والمستشفى الإقليمي بآسفي،ونظرا لما عرفته هذه السنة من كثرة الوفيات بين صفوف النساء ضحايا الاخطاء الطبية واللامبالاة وتفشي ظاهرة الرشوة والابتزاز وسط المراكز الصحية من طرف بعض عديمي الضمير من أطر طبية وإداريين وممرضين حسب تصريحات عائلات الضحايا،فإن المركز يسجل بأسف تقديم العديد من المديرين طلبات الاعفاء من المسؤولية بسبب وجود لوبي خطير تغيب عنه روح المواطنة واستمرار تعطل جهاز السكانير طول الوقت لدفع الأسر المعوزة للتوجه إلى الخواص في مؤامرة دنيئة بين مالكي الأجهزة الخاصة وبعض السماسرة من الموظفين في المستشفى وتعطل المصعد الخاص بالمرضى في أغلب الأوقات مما يزيد من المعاناة لدى هؤلاء المرضى خاصة من لا يقوى منهم على النهوض،وفوضى قسم المستعجلات التي تتمثل في غياب التنظيم وطبيب واحد مداوم ينتقل بين غرفتي الإنعاش والتشخيص وإعطاء مواعيد تفوق الستة أشهر وابتزاز النساء الحوامل وإرغامهن على الدفع وقت المخاض كفرصة مواتية لن تعارضها أية حامل وسط الآلام التي تعيشها.