باحتلاله الرتبة الثامنة يحافظ على توازنه في سلم الترتيب المطلوب إعادة النظر في التركيبة البشرية كتب إبراهيم الفلكي بمناسبة انتهاء البطولة الوطنية لكرة القدم تقوم الصحيفة الاليكترونية أسفي اليوم بتقديم قراءة تقنية تحليلية لمسار فريق اولمبيك أسفي لكرة القدم في علاقته بمجموع الفرق المكونة للبطولة ،وتشكل هذه القراءة لحظة تأمل في مسيرة الفريق بكل تجرد وموضوعية معتمدين على الأرقام المسجلة ذهابا وإيابا،وهذا التحليل يؤكد التتبع الدقيق للفريق بعين تقنية الهدف منها إجلاء الحقيقة لجمهور الفريق والملاحظين الذين لم تسعفهم الظروف للقيام بالتوثيق المستمر ولوضع حد للمغالطات التي يمكن لبعض هواة التسيير الكروي ان يقوموا بترويجها غير مبالين بالظرفية التي تحتم القيام بما هو موضوعي صرف. اولمبيك أسفي والمنزلة بين المنزلتين: من غريب الصدف مع نهاية هذا الموسم ان يكون مقعد فريق اولمبيك أسفي الدرجة الثامنة بعيدا عن الجيش الملكي صاحب المركز السابع بخمس نقط وتاركا ورائه في الصف التاسع شباب الحسيمة بفاصل نقطة واحدة يتقاسمها هذا الأخير مع كوكبة من الفرق خريبكة والنادي المكناسي والنادي القنيطري ،وهو ترتيب رقميا يعتبر جيدا بالنظر لمسيرته هذه السنة والكبوات التي تعرض لها طيلة الموسم ،لكن وبالنظر لنتائج الذهاب والإياب يبدو ان الفريق سجل نفس النقط في المرحلتين معا وهي 18 نقطة وتعتبر من الصدف الغريبة لمسيرة الفريق وان كان قد ضيع العديد من المباريات بميدانه وانهزم بعقر داره في مباريتين أمام المغرب الفاسي واولمبيك خريبكة. ففي الذهاب سجل الفريق النتائج التالية :4 انتصارات و6 تعادلات و 5 هزائم وحصل على 18 نقطة وفي الإياب سجل الفريق النتائج التالية :5 انتصارات و3 تعادلات و 7 هزائم وحصل على 18 نقطة ولعل نتيجة الفوز بالرباط على الفتح الرباطي هي التي جعلت الفريق مطمئن نفسيا للسير بثبات فيما تبقى من مباريات الدوري وان كانت هزيمته ناسفي قد طرحت أكثر من علامة استفهام للأخطاء التقنية المرتكبة والتغييرات التي قام بها المدرب والتشتت الذهني للاعبين وعدم الانضباط التكتيكي .اولمبيك أسفي بالأرقام بين المد والجزر: من خلال الأرقام يتأكد لنا ان الفريق لم تكن نتائجه توازي طموحات المشجعين الذين يطمحون إلى ما هو أفضل بل الذهاب إلى حدود الفوز بالألقاب وهو حق مشروع لكن لكل عمل ظروفه المناخية والبشرية واللوجيستيكة والمالية والإدارية ،وبالتالي كان الصراع على أشده للحيلولة دون السقوط إلى أسفل الدرجات والدخول في عملية الحسابات والنسب العامة والخاصة وهلم جرا مشاكل ،فكانت محاولة تدبير المباريات وفق الطاقة البشرية المتوفرة من اللاعبين مع ما يرافق ذلك من بطاقات حمراء وطرد ومرض وأشياء أخرى وضغط الشارع الذي تحول إلى فوهة احتجاجات تختلف ألوانها وادعاءاتها ومطالبها ومنها المصيب ومنها المخطئ .ويبدو جليا ان الإمكانيات البشرية بفريق اولمبيك أسفي عدديا وتقنيا لا تسمح له بان يقدم أكثر مما قدمه هذا الموسم للأسباب التي تعرضنا لها في مواضيع عديدة على صفحات هذا الموقع لعدم وجود تقنيين بالمعنى الصحيح للتكوين والقيام بالانتدابات بعيدا عن السمسرة واضعين في الاعتبار مصلحة الفريق أولا وأخيرا. وبالنظر إلى لائحة الفر يق التي كان بين أيدي المدرب عبد الهادي السكتيوي والتي تتكون من حارس رسمي عبد اللطيف مارويك واحتياطي باغي ومن خط دفاع غير مستقر يتأرجح في الجهة اليسرى بين لاركو وايتيان. وفي الوسط بين القرقوري ثم عماد في التغطية والمهدي خرماج في الارتكاز الدفاعي الأوسط وسد الفراغات عن الجهة اليمنى واليسرى. وفي الجهة اليمنى يونس بلخضر وفي حالة غيابه يعوضه بنشعيبة.وفي الوسط الدفاعي لم يعرف هو الآخر الاستقرار تتعدد الأسماء والفراغ واحد كمال الوصيل ثم الزوين إذ لم يستطع أي من اللاعبين ان يكون اللاعب المحوري لسد الفراغ في وسط الميدان الدفاعي مما خلق فجوات عميقة في الدفاع الأوسط ليجد طريقه نحو القرقوري وعماد وهنا لا بد من الإشارة إلى المجهود الذي يبذله خرماج في كل المباريات .وفي وسط الهجوم لم يتم التوافق بين الصادق احمد ورفيق عبد الصمد من جهة والدمياني من جهة أخرى فكل يريد ان يفرض سلطته معتبرا نفسه الأحق بان يكون صانع الألعاب ولا احد من هذا الثلاثي كانت له الرغبة في ان يتحول إلى لاعب مساعد ومغذي للاعب المحوري ولاعب الارتكاز في وسط الميدان وهي احد أهم الخلاصات التي كان يجب على المدرب ان يضعها في الحسبان لتفادي تكرار الأدوار بين اللاعبين ،بل غالبا ما نجد لاعبي وسط الدفاع يجنحان إلى القيام بعمل لاعبي الوسط للهجوم مما يحدث شرخا وسط الميدان الدفاعي واستنزاف مجهود وقدراتهم لمواجهة تسربات الفريق الخصم وهي حالات وقفنا عليها في أكثر من مباراة،وللأسف الشديد وهذا اعتقادي القوي انه لم يتم تداولها بشكل صريح مع المدرب السكتيوي. وأما الهجوم والذي قيل في حقه الكثير والذي يفتقر إلى قطع غيار متعددة و بديلة فان الفريق لم يجد ضالته إلا حين بدأت شهية اللاعب الشاب عبد الرزاق حمد الله في التهديف وفي غزو شباك امهر الحراس وعلى رأسهم نادر لمياغري ،كان يتكون الهجوم تارة من الثنائي حمد الله وابراهيما وتارة أخرى بحمد الله والبحراوي ورفيق عبد الصمد ثم الاحتياطي البزغودي أو حين يلعب أجنحة مزورة لاركو في الجهة اليسرى والبحراوي أو بنشعيبة في الجهة اليمنى ،لكن هذه التنويعات غير ذات فعالية بل وحتى عند إقحام الروك لا يمكن ان يضيف للدلالة شيئا. مجمل القول ان الإمكانيات البشرية التي يتوفر عليها الفريق لا يمكن ان تقدم تنوعا على مستوى التشكيلة وتحقيق الانسجام والتجانس بين اللاعبين وليست هذه الحالة خاصة بفريق أسفي بل تكاد توجد حتى بالفرق التي تتوفر على كم هائل من اللاعبين لكن سوء التوظيف والاختيار بين هذا اللاعب وذاك ضمن أجندة المدرب تحدث ارتباكا ملحوظا بالفريق. بلغة الأرقام لكم واسع النظر وحر التعليق : - سجل خط هجوم اولمبيك أسفي 34 هدفا منها 15 هدفا سجلها حمد الله - سجلت عليه 43 هدفا منها 5 أمام المغرب الفاسي ومثلها أمام شباب الحسيمةبالنظر إلى عدد الأهداف التي سجلها فريق أسفي وهي 34 هدفا نجد ان هجومه سجل أكثر من الفتح الرباطي والوداد البيضاوي والجيش الملكي (32 ) هدفا ومثل الرجاء وشباب الحسيمة لكن هناك فرقا شاسعا بين الإمكانيات البشرية لاولمبيك أسفي والفرق المذكورة أعلاه مثل الوداد والفتح والرجاء والجيش الملكي لكن لحسن حظ الفريق انه يتوفر على هداف لم يحسن استغلاله على الوجه الأفضل وإعداده الإعداد الجيد وتأهيله حتى داخل المنتخب الاولمبي. - فاز اولمبيك أسفي داخل الميدان 6 مرات - وفاز خارج الميدان 3 مرات - تعادل داخل الميدان 7 مرات - تعادل خارج الميدان 2 مرتين - الهزائم داخل الميدان 2 مرتين - الهزائم خارج الميدان 10 مرات - سجل داخل الميدان 18 هدفا - سجل خارج الميدان 16 هدفا - سجل عليه داخل اسفي 13 هدفا - وسجل عليه خارج اسفي 30 هدفا بين الهجوم والدفاع مشاكل مهمة : اكبر مشكلة عانى منها الفريق وهي الدفاع الجهة اليسرى غير المستقرة ثم وسط الدفاع لعدم وجود الفعالية لدى القرقوري لكثرة المباريات والإجهاد والسن والإعداد البدني وسوء التجانس بين لاعبي خط وسط الدفاع في حالة وجود خرماج والعماري ثم وسط الدفاع في حالة وجود كمال الوصيل وثم الزوين وهي حالات احدث خللا مروعا في دفاع الفريق وكانت السبب في دخول الشباك أهداف غير متوقعة وهي نتيجة أخطاء قاتلة للمدافعين سببها عدم التركيز أو الاتكال على بعضهم البعض أو لسوء التقدير. أما بالنسبة للهجوم فالاعتماد على المهاجم الوحيد بين غابة من المدافعين في حالة حمد الله أو في حالة ابراهيما لارتباط بقية المهاجمين بخطط دفاعية إلى وسط الميدان والذي يصبح متكونا من أربعة لاعبين رفيق عبد الصمد ثم بنشعيبة والبحراوي ولاركو حين يزج به كلاعب وسط الميدان للهجوم من الجناح الأيمن أو الأيسر في تغيير للمواقع والدمياني تارة أخرى،هذه التركيبة البشرية بين الدفاع والهجوم هي حالة أسفي فقط لسبب غياب أو تغييب فكرة البحث عن لاعبي المراكز الشاغرة وهذا لا يمكن ان يقوم به إداري أو سمسار كرة أو منخرط أو كتفرج أو محب أو عاشق أو متيم لهذه العمليان تقنيون كما جرت بذلك العادة عند عموم الفرق المغربية والأجنبية والخروج عن القاعدة ضرب من الهذيان ولا يضيف إلا السلبيات. آخر الكلام: هي فقط محاولة أولية لمسيرة الفريق هذا الموسم وللحديث بقية إذا بقي للعمر بقية