آسفي اليوم :عبدالرحيم اكريطي كارثة حقيقية بكل المقاييس تلك التي ألمت بصاحب إحدى الضيعات الفلاحية بمنطقة لعوينة التابعة للجماعة القروية أحد احرارة بإقليم آسفي بعدما تعرضت حوالي عشرة بقرات للموت بشكل متتالي في أقل من شهر إضافة إلى عجول صغيرة منها من توفي مباشرة بعد ولادته ومنها من خرج من بطن أمه وهو ميتا. هذا المرض الذي لم يسبق لأصحاب هذه الضيعات أن وقفوا عليه ألم بالبقر على بغثة وظهرت علاماته من خلال عدم قدرة البقرة على الوقوف وعدم قدرتها على الكلإ خصوصا عندما تكون في مرحلة ما قبل الولادة بعشرين يوما،حيث وجد أصحاب هذه الضيعات أنفسهم أمام كارثة تطلبت منهم خسارة مالية قدرتها بملايين الدراهم،والغريب في الأمر أن هذا المرض ألم بالأبقار التي تم اقتناؤها مؤخرا من أحد البيطريين بمدينة المحمدية الذي كان يسلم لصاحب الضيعة وثائق تثبث استيرادها من دولة فرنسا وخضوعها لجميع التلقيحات الضرورية المدونة في اتفاقية الشراكة التي تربط المغرب بفرنسا بخصوص عمليات استيراد الأبقار. وحسب ما عاينه الموقع الذي انتقل إلى إحدى الضيعات المتواجدة بتراب الجماعة القروية لآسفي والتي تبعد بحوالي 20 كيلومترا عن مدينة آسفي فإن حالة الأبقار هناك تبعث على القلق، بحيث إن علامات المرض بادية على مجموعة منها وبالضبط منها تلك المستوردة من دولة فرنسا من خلال عدم قدرتها على الوقوف وعدم قدرتها على تناول الكلإ. وفي تصريح أدلى به أحد الأطباء البيطريين للموقع بخصوص علامات هذا المرض،فأكد على أن هذا الأخير يسمى مرض البقر الإسهالي وهو عبارة عن فيروس خطير يصيب البقرة التي تصبح ذات مناعة جد ضعيفة،كما أن هذا المرض يظهر من خلال الحالة التي يولد عليها العجل الصغير الذي يولد دون تلك المادة السائلة الشبية بالغشاء الشفاف مع احتمال موته على الفور أو بعد ساعات قليلة عن الولادة أو أن يبقى حيا لكن حاملا لهذا الفيروس الخطير الذي ينتقل بين الأبقار التي تكون متواجد بنفس الضيعة،ما قد يكبد خسائر مادية كبيرة لأصحاب هذه الضيعات،مبرزا على أن التجهيزات والأدوات الخاصة بمحاربة هذا الداء تنعدم بشكل مطلق بالمغرب وهو ما قد يساهم في تفشي هذا المرض الذي ستكون عواقبه جد وخيمة على أصحاب الضيعات بينما الدولة فتلتزم كالمعتاد الصمت والسكوت وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. ويتخوف صاحبو الضيعات الفلاحية التي تعنى بتربية الأبقار خصوصا منهم الذي اقتنوا مؤخرا الأبقار من دولة فرنسا عن طريق أحد البيطريين بمدينة المحمدية من إصابة قطيعهم بهذا الداء،معبرين أيضا عن تخوفاتهم من أن تكون تأثيراته سلبية على المواطنين كون الحليب ومشتقاته تتم عملية بيعه بشكل عادي للزبناء،مبرزين على أنهم تكبدوا خسارة مالية قصوى،مطالبين في هذا الشأن بالتدخل الفوري للسلطة الوصية على القطاع للوقوف على حقيقة هذا المرض الخطير،مؤكدين على أن الدولة تتحمل كامل المسؤولية في ما آلت وستؤول إليه أوضاع هؤلاء أصحاب الضيعات وبالضبط المكتب الوطني للسلامة الصحية والغذائية الذي من الواجب عليه أن يقوم بمراقبة مدى سلامة الأبقار المستوردة فور دخولها المغرب،مبرزين على أنهم يتوفرون على جميع الوثائق التي تثبت استيراد هذا القطيع من دولة فرنسا عن طريق أحد البيطريين بالمحمدية،وأنه ملقح ضد الإصابة بهذا المرض حسب الاتفاقية المبرمة بين فرنسا والمغرب،ما يطرح العديد من الأسئلة عن مصدر إصابة هذه الأبقار بهذا المرض الفتاك.