حصل الجناح السريع غاريث بايل على حصته من صيحات الاستهجان من قبل مشجعي فريقه الجديد ريال مدريد الاسباني، لكن ذلك قد يدفعه للتفاؤل، خصوصا وأن هذا الأمر حصل قبل ذلك مع البرتغالي كرستيانو رونالدو والكرواتي لوكا مودريتش. ثروة دفعها النادي الملكي تقدر ب86 مليون جنيه إسترليني من أجل الحصول على خدمات اللاعب الويلزي، وبعد خمسة أشهر يتعرض بيل لأول صيحات الاستهجان في مباراة فريقه الملكي ضمن الدوري الاسباني لكرة القدم (الليغا) أمام غرناطة. وسجل بيل 8 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة في الدوري حتى الآن، وسجل 10 أهداف في جميع المسابقات رغم أنه لعب 9 مباريات كاملة فقط، مع الإشارة إلى أنه سجل 3 أهداف من الركلات الحرة المباشرة في 7 محاولات فقط. وربما يجد بيل العزاء في أن مثله الأعلى الدون البرتغالي كرستيانو رونالدو تعرض في الموسم قبل الماضي إلى نفس الصيحات، بل أنه زاد على ذلك وسجل الموسم الماضي هدفا عكسيا في شباك فريقه الملكي في مباراة غرناطة بالذات، ومع مرور تلك المحنة عاد صاروخ ماديرا ليعانق التاريخ محرزا الكرة الذهبية 2013 ومفتخرا بقميص الفريق الملكي، وهو الآن يمتلك 234 هدفا في 228 مباراة فقط. أما لوكا مودريتش فقد بدأ مسيرته مع ريال مدريد الموسم الماضي على أسوأ ما يكون وتعرض هو الآخر لصيحات الاستهجان في سنتياغو بيرنابيو أمام مانشستر يونايتد (1-1)، وبعد ذلك بأيام ذهب ليسجل من 30 ياردة في أولد ترافورد ليكون السبب المباشر مع رونالدو (2-1) في تأهل الميرينغي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يخرج الفريق على يد بوروسيا دورتموند (1-4) و (2-صفر). ويقول بعض النقاد في الدوري الاسباني أن غاريث بيل يجد صعوبة في فهم كيف يلعب ريال مدريد، وهو مع انقضاء نصف الموسم لم يستوعب بعد الفكر الفني للمدرب الايطالي كارلو انشيلوتي، الذي قال على استحياء أن بيل أتقن نوعا ما مفهوم "الكرة الشاملة"، ولكن الحقيقة هي أنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على الفردية في الأداء رغم التمريرات المساعدة الرائعة التي سجل منها رونالدو وكريم بنزيمة في أكثر من مناسبة. وصحيح أن أنشيلوتي يحاول أن يجعل قوة ريال مدريد الأساسية من خلال خط الوسط، وهي الطريقة التي من شأنها أن تعطي بيل فرصة أكبر، إلا أن هناك حقيقة أخرى تقول أن اللاعب الاسباني الشاب خيسي والبالغ من العمر 20 ربيعا لا غير، يقدم أداء جيدا في نفس مركز بيل، وسجل مؤخرا ضد اسبانيول في بطولة كأس الملك الثلاثاء الماضي (1-صفر) ليحمل الفريق إلى نصف النهائي. ولكن لمن لا يعرف بيل، فإن هذا اللاعب الصاروخي يستطيع أن يدمر أقوى الدفاعات بانطلاقاته الرائعة، وهو يحتاج للمساعدة في التخلص من الإصابة التي لاحقته منذ بداية الموسم، كما يحتاج إلى نظرة تعاطف أكبر من انتصار النادي الملكي بما يكفل إزاحة الضغط الهائل عن كتفيه. يذكر أخيرا أن النجم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان وصل إلى النادي الملكي في موسم 2001-2002 بعدما أصبح أغلى لاعب في العالم، وقال لزملائه وقتها أنه يفكر بالرحيل بسبب الضغط الذي عانى منه في الأشهر الأولى، ولكن ماذا حصل لاحقا..؟ أنهى زيدان ذلك الموسم بتسجيله واحدا من أعظم الأهداف في تاريخ كرة القدم الأوروبية ليمنح الفريق الملكي الكأس التاسعة لدوري أبطال أوروبا.