أشعل أتليتيك بيلباو فتيل المنافسة على صدارة الدوري الاسباني بعدما فاز على برشلونة بهدف يتيم، أطلق العنان في سماء مدريد، ليتقلص بذلك الفارق الى 3 نقاط مع غريمه الأزلي ريال مدريد وليتعادل بالنقاط مع ملاحقه اتليتكو مدريد. ليلة حزينة عاشتها الجماهير الكتالونية، على اعتبار أنها كانت تمني النفس باستمرار فارق الستة نقاط مع ريال مدريد على وجه التحديد، ولكن أمنياتهم تلاشت مع اطلاق صافرة الحكم لتعلن نهاية المباراة بليلة كارثية ثانية على التوالي لجماهير البرسا، فلم يستفق بعد جماهير برشلونة من الخسارة القاسية امام أياكس امستردام الهولندي ضمن اياب دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال اوروبا، لتقرع صافرات الانذار في محيط كتالونيا كدليل على وجود أزمة في برشلونة.. و فيما يلي نسلط الضوء على أبرز الأسباب الرئيسية التي دفعت برشلونة الى خسارة ثانية ومستوى باهت، وتالياً نوضحها كالآتي: غياب النجوم بسبب مهرجان الاصابات: يبدو أن برشلونة كان أكثر الفرق ضرراً من فايروس الفيفا، حيث تعرض العديد من نجومه الى الاصابات مع منتخبات بلادهم والباقي من الاجهاد، فقد بدى واضحا على البرسا مدى تأثير غياب ميسي والفيس والحارس المتألق فيكتور فالديز، اضافة الى جوردي ألبا، واليكسيس سانشسيز والعديد، ليكون بذلك أكثر الفرق ضرراً من فايروس الفيفا. أسلوب برشلونة أصبح مكشوفاً والتنويع أصبح معدوماً: لعل المتابع لأغلب مباريات برشلونة يجد أن الفريق يعتمد على أسلوب تمرير أكبر عدد منالكرات القصيرة حتى الوصول الى مرمى المنافس، وهو ما أصبح مكشوفاً للجميع، لأن الضغط العالي على حامل الكرة بأكثر من لاعب يشل أسلوب التيكي تاكا، وبالتاليلا نجد البرسا يعتمد على الكرات الطويلة لتغيير مسار اللعب ولا حتى ارتفاع الكرة بالتمريرات القصيرة، وهو ما دفع العديد من الفرق لتطبيق تكتيك مورينيو الاخير مع ريال مدريد أمام البرسا وهو ما اثيت نجاحاً كبيراً من خلال اللعب بطريقة "الباص" وهي اللعب بأربعة مدافعين ومن امامهم أربعة وعلى خط المنتصف لاعبين لاستغلال الهجمات المرتدة. تاتا مارتينو: في الكثر من المباريات نجد أن المدرب الأرجنتيني عاجز تماماً عن القراءة الفنية للمباراة من خلال مبدأ الاحلال والتبديل، فتارة نجده يقحم العجوز كارلوس بويول بمركز الظهير وتارة نجده بجانب بيكيه وتارة أخرى نجده غائباً في المباراة التي يحتاجها الفريق، واعتماده على تيكي تاكا جامدة تتمثل بكرات ارضية فقط، دفع برشلونة الى دوامة الاختفاء. أزمة الدفاع: ما يزال برشلونة يحتفظ بخط خلفي مهزوز لدفاعاته، وكان الفريق بأمس الحاجة الى التعاقد مع مدافع خلال الميركاتو الصيفي الاخير ولكن تصريح تاتا المتمثل بعدم حاجته لمدافع، كلف برشلونة خسائر ومستوى سيء، ودفاع اصبح مضرباً للنكات، وبالتالي اذا ما استقطب برشلونة مدافعين على سوية عالية بدلاً من الارجنتيني ماسكيرانو والسيء الاسباني جيرارد بيكيه، فسيغرق الفريق في بحر الاندية الاسبانية والاوروبية. الضغوط الاعلامية على اللاعبين: بعد استقطاب غاريث بيل الى البيت الابيض مقابل 91.2 مليون يورو وزيادة راتب رونالدو السنوي ليصل الى 17 مليون يورو، أصبحت المشاكل كبيرة في برشلونة، فخرج ميسي وطلب بزيادة راتبه ليكون الأغلى، ثم تبعه انييستا وطلب راتب يوازي راتب صاروخ ماديرا، وغيرهم العديد من اللاعبين، ليصبح اللاعبون مشتتون ذهنياً ويطمعون براتب عالي، اضافة الى مشاكلهم المتلاحقة مع المدرب تاتا وفقاً لتسريبات الاعلام الاسباني من خلال مشاكل بين تشافي وانييستا مع المدرب تاتا من أجل اعتماد اسلوب غوارديولا القديم، وهو ما عتبره تاتا أنه انقاص من قدره. وبهذه الاسباب الخمسة الموجزة، على برشلونة أن يركب قطار الواقعية، وأن يعي جيداً أنه انهى الصعود للقمة، وأن ما بعد القمة يأتي منحدر، ولذلك يجب ان ينفض غبار الخسارة ويعود الى سكة الانتصارات لاسعاد جماهيره.