من السابق لأوانه الحكم على أداء المدرب الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو مع فريق برشلونة، بطل الدوري الإسباني، الذي يقود جهازه الفني منذ بداية الموسم، بالتحديد قبل شهرين، لكن يمكن استنتاج بعض ملامح نهجه التدريبي التي قد تستمر وقد تندثر مستقبلا. كان تاتا صريحا عقب التعاقد مع النادي الكتالوني، حيث شدد على أنه لا مساس بأسلوب لعب البرسا وبال"تيكي تاكا" المعهودة، لكن ربما يجري بعض التعديلات الطفيفة والإيجابية. ومؤخرا اعترف نجم الفريق الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي بأن تاتا يلزم اللاعبين بمهام جديدة، وكذلك أفصح زميله البرازيلي داني ألفيش عن المرحلة الانتقالية التي يمر بها البلاوغرانا. ومن أبرز تلك الملامح في حقبة تاتا الجديدة:. 1 - استحواذ مطلق..ليس دائما: يحرص مدرب منتخب باراجواي وفريق نيولز أولد بويز الأرجنتيني سابقا ألا يكون استحواذ لاعبيه على الكرة المطلق، كما هو معتاد، "استحواذا سلبيا"، تناقل الكرات بشكل مبالغ فيه أمر قد يكون مملا ولا يجدي نفعا في احيان كثيرة، الغرض أن يكون الاستحواذ إيجابيا ويساعد على التقدم للأمام والبحث عن ثغرات في دفاعات الخصم، لذا اتضح من مباريات برشلونة الأولى هذا الموسم أن هناك تنويعا في أسلوب اللعب، واللاعبون ليسوا عبيدا تماما للتيكي تاكا كما اعترف بيكيه خلال حقبتي جوارديولا وفيلانوفا. 2 - شراسة في استعادة الكرة: ظهر لاعبو البرسا أكثر شراسة وقوة في مهام استعادة الكرة من الخصم، ويتبين ذلك من حصولهم على تسع بطاقات صفراء في أربع مباريات بالليغا، ومتوسط المخالفات التي يرتكبونها ضد المنافسين 16 مخالفة في المباراة الواحدة، وهي نسبة تزيد بكثير عن المواسم الماضية، وتفسر اهتمام تاتا برفع معدلات اللياقة البدنية لرجاله. 3 - الهجمات المرتدة: لم يكن برشلونة معتادا على اللجوء لسلاح الهجمات المرتدة السريعة، مع العلم أنها نقطة قوة لغريمه ريال مدريد، لكن هذا الموسم يظهر اعتماد البرسا على تلك الوسيلة كحل هجومي جديد بدلا من التحضير البطئ واللجوء للبينيات لاختراق الدفاع، وذلك مع استغلال سرعة ومهارة ميسي. 4 - العاب الهواء: اعتماد البرسا على العرضيات وضربات الرأس كان شبه منعدم في المواسم الاخيرة، ربما لقصر قامة معظم اللاعبين، لكن تاتا يبدو مهتما بتحسين تلك المهارة من خلال عرضيات نيمار في الغالب، مع الاستفادة من قدرات بيكيه وألفيش في الارتقاء بالهواء، في انتظار عودة القائد كارليس بويول أكثر من يتقن ضربات الرأس بالفريق. 5 - وسط دفاعي أقوى: في كل مباريات برشلونة سواء الصعبة أو المتوسطة أو السهلة خلال المواسم الماضية، كان الاعتماد على سرجيو بوسكيتس كمحور ارتكاز وحيد، ورغم أنه بارع في هذا المركز، الا أنه عانى كثيرا من الارهاق، وامام الفرق الكبرى كان دفاع البرسا مستباحا بسبب سيطرة الخصم على منتصف الملعب، حيث يمتاز تشافي وفابريجاس وإنييستا بالطابع الهجومي، وكان دور الكاميروني أليكس سونج هو أن يكون بديلا فقط لبوسكيتس، لكن يبدو أن تاتا قرر إشراك الاثنين (بوسكيتس وسونج) جنبا الى جنب في المباريات الكبرى لغلق المساحات امام الجبهة الهجومية الخطيرة للخصوم. 6 - الاستغناء عن الشباب: هي سلبية واضحة حتى الآن لدى مارتينو، لم يطعم الفريق بعناصر جديدة من الناشئين خلال المباريات الرسمية حتى الآن، ولم يستفد من وجود مارك بارترا أو مارتن مونتويا أو سيرجي روبرتو، كما أصبح من النادر رؤية كريستيان تيو في المستطيل الأخضر.