لا يختلف اثنان أن الحديث عن كرة القدم الإسبانية يجرّنا مباشرة إلى العملاقين ريال مدريد وإف سي برشلونة.. ولمّا نقول البارصا و الريّال يخطر بالبال ميسي الجلاد ورونالدو الفنّان، فهما معاً باتا لكرة إسبانيا العنوان. ميسي ومعه رونالدو أبدعا حدّ الجنون في التنافس لخطف قلوب الإسبان وقادا كبيري الكرة في البلاد لتحطيم كلّ الأرقام.. حتى انقسم الإسبان بين عاشق لميسي و محب لرونالدو.. وباتوا يحلمون و يقولون: "آه لو يلعب ميسي و رونالدو لمنتخبنا و يدافعا عن علم الإسبان". لكن دعونا من الأحلام، فلا ابن الأرجنتين ولا فتى البرتغال سيدافع عن الإسبان أمام الطليان في أوّل مباريات يورو بولاكرانيا2012. يدخل منتخب الروخا، الذي خرج إلى الوجود بمجرد ولادة الاتحاد الإسباني سنة 1904، منافسات يورو بولاكرانيا" سعيا إلى الالتحاق بألمانيا في عرش الكرة الأوروبية، ذلك أنه يبتعد بفارق لقب عن منتخب المانشافت" الذي أحرز 3 ألقاب أوروبية، معلقا آماله على خليط من لاعبي البارصا والريال وعدد من نجوم الدوري الإسباني وباقي الدوريات الأوروبية. ولعل ما يؤرق الإسبان قبل قص منتخب بلادهم شريط مشاركاتهم في النسخة ال14 من اليورو تذبذب نتائجهم في النسخ السابقة، إذ إنه أحرز اللقب في ثاني نسخة عام 1964 بعد تخلفه عن أول نسخة سنة 1960، وغاب 3 نسخ متتالية، ثم عاد في نسخة 1980 مودعا المنافسات من الدور الأول. بعدها بأربع سنوات احتل مركز الوصافة، ثم غادر نسخة 1988 من الدور الأول، في حين فشل في ضمان بطاقة المشاركة في دورة 1992، قبل أن يحافظ على استقراه في دورتي 1996 و2000 ببلوغ دور ربع النهائية. واستمر مبيان مشاركة المنتخب الإسباني في اليور على تذبذبه حين ودع نسخة 2004 في البرتغال ولّما رفع الكأس في يورو 2008 بسويسرا والنمسا. منتخب بلاد أرض الغروب حسب التسمية اليونانية، والمُنْظَّم إلى الفيفا سنة 1913، يرغب في أن لا تغرب شمسه في يورو 2012 بعدما أنارت بقاع أوروبا والعالم من 2008 حتى الآن، بدليل أنه جمع العلامة الكاملة في التصفيات المؤهلة إلى اليورو من 8 انتصارات حققها ضمن المجموعة التاسعة التي ضمت التشيك وإسكوتلندا وليتوانيا وليشتايشتاين. وفي الوقت الذي أوشكت القارة العجوز على دق طبول اليورو يجد الإسبان بل العالم بأسره صعوبة في اختيار نجم أوحد للمنتخب الإسباني نظرا لكثرة النجوم التي يزخر بها، غير أن الجميع يقر بأهمية دور لاعب خط الوسط الهجومي دافيد سيلفا الذي وصفه مدرب المنتخب الأحمر ديل بوسكي بميسي إسبانيا. ويعد سيلفا (26 عاما)، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، واحدا من أفضل النجوم الصاعدين في العالم خلال العامين الأخيرين وأمل الكرة الإسبانية في المستقبل. ويمتاز سيلفا بمراوغاته الجميلة وتحكمه الجيد في الكرة والدقة في التمرير وبنظرته الثاقبة على أرضية الملعب، وكان أحد المساهمين في تتويج لاروخا بيورو 2008 ومونديال 2010، كما قاد المان سيتي المومس المنصرم إلى إحراز لقب البريمر ليغ بعد غياب دام 44 سنة عن منصات التتويج. وإلى جانب ميسي إسبانيا تبرز في المنتخب الإسباني أسماء لا تقل عنه نجومية يتقدمهم حارس ريال مدريد إيكر كاسياس، أفضل حارس في العالم لرابع مرة على التوالي، وتشافي هيرنانديز، أفضل لاعب وسط في العالم لرابع مرة على التوالي، وأندريس إنييستا ثالث أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية على التوالي، ودافيد سيلفا، بطل إنجلترا رفقة مانشستر سيتي وخوان ماتا وفيرناندو توريس، بطلا دوري أبطال اوروبا رفقة تشيلسي والقائمة طويلة. ويبقى السؤال هل يدخل المنتخب الإسباني تاريخ الكرة الأوروبية بالحفاظ على اللقب لأول مرة أم أنه أم أن منتخبات إيطاليا وإيرلندا وكرواتيا ستشكل له في دور المجموعات حجر عثرة ليواصل تذبذبه معيدا نفس الكَرَّة؟؟؟