عرفت سنة 2004 واحدة من أكبر مفاجآت الكرة العالمية على الإطلاق، حيث توج المنتخب اليوناني بلقب كأس أمم أوروبا بقيادة المدرب الألماني أتو ريهاغل، ليتربع بذلك اليونانيون على عرش الكرة الأوروبية بعد أن كانوا من منتخبات الدرجة الثالثة في القارة العجوز. اليونان هي دولة تقع في جنوب شرق أوروبا، على الرأس الجنوبي لشبه الجزيرة البلقانية. يحدها شمالا كل من بلغاريا وجمهورية مقدونيا وألبانيا وتركيا ومياه بحر إيجه شرقا، ومياه البحر الأيوني والبحر الأبيض المتوسط غربا وجنوبا. تأسس اتحاد الكرة باليونان سنة 1926 في حين انضمت إلى الاتحاد الأوروبي سنة 1954، ومنذ ذلك التاريخ والكرة اليونانية تبحث عن ترسيخ اسمها مع كبار القارة. وفي حدود سنة 1980 تأهل المنتخب اليوناني لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس أمم أوروبا بإيطاليا، ولكنها تواجدت بمجموعة الموت حيث ضمت المجموعة كل من حامل اللقب منتخب التشيك وألمانياوالمنتخب الهولندي وصيف بطل العالم 1978، وبهذا خرجت من الدور الأول. وانتظرت اليونان حتى سنة 2004 لتحقق اللقب الأول على الأراضي البرتغالية، وفي نسخة 2008 لم يحقق منتخب بلاد الفلاسفة أي انتصار حيث انهزم أمام المنتخب السويدي بهدفين دون رد، وخسر أمام الروس بهدف واحد، وأنهى البطولة بهزيمة ثالثة أمام بطل يورو 2008 منتخب إسبانيا بهدفين لواحد. أبناء المدرب فرناندو سانتوس ضمنوا التأهل إلى نهائيات كأس أمم أوروبا 2012 متصدرين مجموعتهم السادسة من دون أي خسارة برصيد 24 نقطة، حيث حققوا 7 انتصارات و 3 تعادلات، وضمت هذه المجموعة كل من المنتخبات كرواتيا والكيان الصهيوني ولاتفيا وجورجيا إضافة إلى مالطا.
ومن بين أبرز نجوم منتخب الإغريق التي يضع فيها الثقة المدرب سانتوس المهاجم المخضرم ثيوفانيس غيكاس هداف الجيل الحالي للكرة اليونانية برصيد 22 هدفا، والذي سجل هدفا واحدا في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية. ويمتلك غيكاس، ذو ال32 عاما، خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية ذلك أنه قضى 5 سنوات في دوري البونديسليغا مسجلا 62 هدفا في 147 مباراة وانتقل إلى البريمر ليغ في صفقة إعارة وضعته في أحضان بورتسموث. وإلى جانب غيكاس يعول مدرب منتخب "إيلاس" على مهاجم سيلتيك جيورجيوس ساماراس ولاعب وسط الميدان صاحب الخيرة الكبيرة جيورجوس كاراغونيس ( 35 عاما)، المحترف سابقا في الإنتر الإيطالي وبنفيكا البرتغالي بالإضافة إلى لاعب وسط أولمبياكوس أفرام بابادوبولس. ويلعب المنتخب اليوناني في نهائيات كأس أمم أوروبا 2012 ضمن المجموعة الأولى إلى جانب كل من منتخبات بولندا وروسيا و التشيك... فهل سيعيد المنتخب اليوناني سيناريو 2004؟ أم سيخرج من الباب الصغير للبطولة؟ سننتظر حتى يوم 8 يونيو المقبل لنرى هل منتخب بلاد الفلاسفة قادرعلى مقارعة الكبار أم لا؟؟؟