قبل منتصف الليلة الماضية ب12 دقيقة، اهتزت الأرض في شمال غرب المغرب بقوة جعلت سكان مدن في غرب ووسط وشرق البلاد يستشعرونها. بعد بضع دقائق، وبينما تضاربت المعطيات بشأن مركز ودرجة الهزة الأرضية، كشف المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أن هزة أرضية بقوة 5,2 درجات على سلم ريشتر ضربت إقليموزان، محدّداً مركزها في جماعة بريكشة. الهزة الأرضية التي أخرجت السكان من منازلهم في مجموعة من مدن المغرب، وصفها البعض، وفق منشورات غصّت بها وسائل التواصل الاجتماعي، ب"القوية"، بينما ذهب آخرون إلى احتمال تسبّبها في خسائر، قبل أن تؤكد السلطات المحلّية، في إفادة لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد نحو ساعة ونصف من حدوث الهزة، عكس ذلك. وبالنظر إلى موقع مركز الهزة، فإنها تشكّل "ظاهرة طبيعية عادية"، وفق الدكتور علي أزدي موسى، خبير جيولوجي عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور، الذي ذكّر بأن هذه المنطقة تنتمي لسلسلة جبال الريف الفتية والناتجة عن تناطح قارة "البوران" مع القارة الإفريقية. ونبّه أزدي موسى، في حديث لهسبريس، إلى أنه "بالنظر إلى تاريخ النشاط الزلزالي بمنطقة وزان، سنجد أنها شهدت مجموعة من الهزات الأرضية المماثلة نسبياً من حيث قوتها، من بينها هزة وقعت سنة 1963 بخمس درجات على سلم ريشتر". وبشأن استشعار سكان مدن بعيدة عن مركز الهزة الأرضية (جماعة بريكشة بإقليموزان)، أكد الخبير الجيولوجي ذاته أن "الزلازل تحدث عادة في عمق الأرض وتنتج عن انفجار طاقة مكتنزة لمدد طويلة في فالق أرضي قد تصل إلى قرون"، مفسّراً أنه "حين يحدث انفجار من هذا النوع، فإن موجاته تنطلق في جميع الاتجاهات عمودياً وأفقياً، وليس في اتجاه واحد". وذكّر علي أزدي موسى بالمعطيات المقدمة في هذا الصدد من المعهد الوطني للجيوفيزياء، والتي أكدت وقوع هزة الليلة الماضية على عمق 20 كيلومترا، مبرزاً أنه كلما كان عمق الهزة أقل كانت درجة استشعارها أكبر على سطح الأرض، وهو ما يجعل، بحسبه، سكان الطوابق العليا للعمارات السكنية يستشعرون الهزات الأرضية أكثر من القاطنين بالطوابق الأرضية أو المتواجدين خارج البنايات السكنية لحظة وقوع الهزة. وبعد أن أعاد التذكير بأن الزلازل بهذه القوة تبقى "جد عادية وتحدث عشرات المرات دون استشعارها"، شدّد عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور على "ضرورة أخذ الحذر" ومراقبة البنايات، لا سيما القديمة منها، بحيث تستوجب ملاحظة أي تشققات أو تصدعات الإسراع بإصلاحها.