استقبل الأخ محمد أبيض، الأمين العام للاتحاد الدستوري أمس الخميس بالدار بمقر الحزب بالدار البيضاء أمين أبو حصيرة، سفير دولة فلسطين بالرباط ، وذلك بحضور أعضاء من المكتب السياسي من بينهم كل من الأخ المحمدي العلوي، والأخ محمد تملدو، والأخ الدكتور أحمدو الباز، بالإضافة إلى حضور علي عبد الله قبلاوي، المستشار السياسي بسفارة دولة فلسطين بالرباط. وتمحور هذا اللقاء حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، من خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، وطرح مقترحات حول أوجه التعاون الممكنة بين الطرفين، كما شكل مناسبة أطلع من خلالها الأخ الأمين العام السفير الفلسطيني على الجهود التي يبذلها المغرب لإيجاد حل سلمي لمشكل الصحراء المفتعل. وفي بداية هذا اللقاء، هنأ الأخ أبيض أمين أبو حصيرة على اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لدولة فلسطين بالمغرب، معربا في هذا السياق عن متمنياته له بالنجاح في هذه المهمة الجديدة. وأكد الأخ أبيض أن موقف المغرب من القضية الفليسطينية ثابتا، فهو يدعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق حتى ينتصر لقضيته العادلة ويحقق طموحاته المشروعة٬ وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة والموحدة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدا أن المغرب كان عبر الدوام يساند الشعب الفلسطيني. وأبرز الأخ أبيض أهمية المفاوضات بين جميع الأطياف الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة، وقال في هذا الصدد إن"أي تقدم في المفاوضات لحدوث التوافق والتصالح بين جميع الأطياف الفلسطينية بالشكل الذي يوحد صفوفهم ويظهر معه قوتهم سيكون خسارة كبرى للخصوم وللكيان الصهيوني". ولم يفت الأخ أبيض تجديد طرح اقتراح يرمي إلى خلق نوع من التواصل بين الاتحاد الدستوري ووفود من فلسطين، من خلال وضع أجندة محددة لتبادل الزيارات لبحث سبل التعاون والتنسيق المستمر، مؤكدا استعداد الحزب زيارة فلسطين لتبادل الخبرة والتجارب مع أشقائنا الفلسطينيين. من جهة أخرى، أبرز الأخ الأمين العام الجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل نهائي وعادل ودائم لقضية الصحراء تحت مظلة الأممالمتحدة ، منتقدا في هذا السياق العراقيل التي ما فتئت يضعها جينرالات الجزائر، التي تتحكم في "البوليساريو" وتستعملها مطية للاسترزاق، في طريق هذا النزاع المفتعل وإطالة أمده. من جهته، أشاد أمين أبو حصيرة، سفير دولة فلسطين بالرباط بالدور البارز الذي يلعبه المغرب في سبيل القضية الفلسطينية، حيث كان دائما في طليعة المتضامنين والمناضلين من أجل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني لن ينسى للمغرب ولجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ ولكافة القوى السياسية المغربية الجهود التي تبذلها لدعم القضية الفلسطينية". كما أشاد أبو حصيرة بالنموذج المغربي القوي والغني بفضل الإصلاحات العميقة التي أقدم عليها، وكذا الأوراش التنموية الكبرى التي يقودها في جميع المجالات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "المغرب بتبصره وحكمته بقيادة جلالة الملك استطاع أن يتجاوز موجة الربيع العربي، حيث استجاب للحظة التاريخية وأجرى الإصلاحات اللازمة، مما جعله نموذجا للاستقرار والأمن يحتذى به". واستعرض سفير دولة فلسطين بالرباط معاناة الشعب الفلسطيني، وقال بهذا الخصوص" إن شعبنا يتعرض يوميا للاعتداءات الوحشية المخلة بكل قواعد القانون الدولي الإنساني وبكل المواثيق الدولية ، وذلك أمام توالي الجرائم التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، من خلال استمرار تعنتها في سياسة الاستيطان ومسلسل التصفية والاجتثاث الذي تمارسه في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. وختم بالتأكيد أن القضية الفلسطينية بحاجة اليوم إلى التعريف بها أكثر٬ مشيرا إلى أن "هدفنا الأساسي هو إنهاء الاحتلال٬ الذي حال دون تطورنا ودون قيام دولتنا، خلال أكثر من 64 سنة".