لم يمنع سوء الأحوال الجوية من قيام أعضاء المكتب التنفيدي للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام من الاحتجاج صباح أمس، أمام البرلمان بمدينة الرباط على السياسة التي تنهجها القنوات التلفزيونية الوطنية والمدير الحالي للمركز السينمائي المغربي، مديرية الثقافة بوزارة الثقافة والاتصال و المسرح الوطني محمد الخامس المبنية على أسموه ب"الزبونية والمحسوبية و الاقصاء و التهميش" حسب المتظاهرين. وقد جاءت هذه الوقفة، بعد فشل كل المبادرات والمحاولات لدى المسؤولين، للدفاع عن مصالح المهنة والمهنيين ولتحسيس السلطات والرأي العام بالمخاطر التي يعيشها قطاع السينما والسمعي البصري والثقافة عموما حسب تصريح المخرج المغربي عبد الرحمان التازي رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام خص به "رسالة 24". من جانبه أوضح الممثل والمنتج سعيد الناصري بصفته المنسق عن العلاقات العامة للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام خلال حديث مع "رسالة 24" أن هذه الوقفة جاءت بسبب إقصاء القنوات الوطنية لغالبية إنتاجاتهم وإقصاء السينمائين من إنتاج وإخراج الدراما التلفزيونية و تهميش المخرجين والمنتجين السينمائيين، مضيفا أن هذا الاحتجاج هو احتجاج ضد "الرداءة والفساد"، الرداءة في الانتاجات المعروضة والفساد في التلفزيون والسينما الذي يتجسد في الزبونية و المحسوبية اللذين تنهجهما، كل من الشركة العامة للإذاعة و التلفزيون والقناة الثانية والمركز السينمائي المغربي في شخص مديره صارم الفهري، مضيفا أن عملية انتقاء الأعمال والبرامج التلفزيونية مازالت تشوبها مجموعة من التلاعبات والاختلالات. من جانب آخر أوضح مسؤول رفيع المستوى بالشركة العامة للإذاعة و التلفزيون فضل عدم ذكر اسمه، بخصوص إقصاء السينمائيين من إنتاج الدراما التلفزيوني أن اختيار البرامج أو الدراما التلفزيونية هو من اختصاص لجنة الانتقاء التي يعينها المجلس الاداري المكون من الوزارات المعنية، نحن فقط عضو في المجلس الاداري ننفذ فقط ما يقرره المجلس. أما في ما يتعلق بالانتقادات التي وجهها أرباب شركات الإنتاج إلى القنوات التلفزيونية بعدم احترام مقتضيات دفاتر التحملات قال أن على المتضررين التوجه للجهات المعنية التي تشرع و تقرر ما جاء في دفتر التحملات." نحن في الشركة العامة ننفذ و نطبق فقط ما سطرته الجهات المختصة في هذا الدفتر". وأكد المتحدث ذاته أن ادعاءات المتظاهرين بأن هنا محسوبية وزبونية تنهجها القنوات الوطنية عليهم أن يثبتوا ذلك بالأدلة ويسلكون بعدها المساطر القانونية ويلتجئون للقضاء لإنصافهم و ضمان حقهم، مشيرا إلى أن الإبداع سؤال مشروع يجب طرحه بين المهنيين خصوصا في ما يتعلق باحتكار البعض جميع المهام المتعلقة بالإبداع، على مستوى البطولة،الاخراج، الانتاج وكتابة السيناريو. هذا يفرض طرح سؤال محوري هل نحن بصدد الإبداع أم البزنس. و في الاخير اشار مصدرنا إلى أن الشركة العامة ليست مسؤولة عن جهل البعض للقوانين الجاري بها العمل في ميدان السينما والتلفزيون. وفي معرض حديث بعض مهنيي السينما ل رسالة الأمة صرحوا أن هذه الوقفة ليست احتجاجا على الرداءة و الفساد بل و سيلة للضغط على مسؤولي قطاع الانتاج من أجل الاستفادة من من حصتهم من كعكعة رمضان التي تتجسد في الاستفادة من انتاج الاعمال الدرامية مضيفا لو كان احتجاجهم ضد الزبونية والمحسوبية والإقصاء كما يدعون لماذا انتظروا كل هذه المدة ولماذا اختاروا هذا الظرف تحديدا لاننا على وشك انتقاء الأعمال التلفزيونية التي ستبت خلال شهر رمضان. وللاشارة فقد شارك في الوقفة التي استغرقت مدتها أقل من ساعة عشرات من المتظاهرين شملت ممثلين كمحمد مفتاح والمسرحي عبد الحق الزروالي سلوى الجوهري.. إلى جانب المخرج عبد الرحيم التازي و سعيد الناصري و حمل المتظاهرون شعارات تندد بوضعية السينما و الانتاج في الوقت.