ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، أمس الجمعة بالرباط، حفل العشاء الدبلوماسي الخيري السنوي، المنظم من قبل سفارة الجمهورية الفرنسية والمؤسسة الدبلوماسية. وأضحى هذا الحفل، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويجمع القائمين بالأعمال الخيرية حول السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد بالمغرب، تقليدا سنويا ينظم بمبادرة من المؤسسة الدبلوماسية والسفارات الأجنبية بالرباط، لفائدة الساكنة المعوزة، بمشاركة دبلوماسيين ورجال أعمال وفنانين. وتهدف هذه المبادرة إلى جمع الأموال للمساهمة في العمل الاجتماعي بالمغرب من خلال تمويل العديد من المشاريع الجمعوية، لا سيما في مجالات حماية الطفل، والنهوض بأوضاع المرأة القروية، وتعزيز قدرات الفتيات، وكذا مساعدة الأشخاص المعوزين والذين يعيشون في وضعية هشاشة. وفي كلمة بالمناسبة، أكد سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد بالرباط، السيد كريستوف لوكورتيي، أن العلاقة طويلة الأمد بين فرنسا والمغرب تقودها، في المقام الأول، الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد إيمانويل ماكرون، "اللذان أعربا قبل بضعة أسابيع عن طموحهما لوضع بلدينا على طريق المستقبل من خلال شراكة استثنائية معززة". وأضاف أن "السجل الذي نتعهد بكتابته معا يشتمل على العديد من الفصول، التي تسعى كلها إلى تحقيق الغاية نفسها المتمثلة في تمكيننا من أن نكون أقوى، الواحد مع الآخر، لمواجهة التحديات المتعددة لهذا القرن وتحويلها إلى فرص"، مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق بالمغرب وفرنسا طبعا، ولكن أيضا بأوروبا وإفريقيا – قارة المستقبل – وأخيرا بكوكبنا، الذي يستدعي ويستحق أكثر من أي وقت مضى تعبئة كافة الأمم ذات النوايا الحسنة". كما لفت إلى أن "هذا السجل يعبئ وسيعبئ عددا كبيرا من الفاعلين، هنا وهناك"، معتبرا أنه "تتعين الإشادة أيضا بكل أولئك، المتواجدين في الواجهة أو في الخفاء، الذين يعملون يوما تلو الآخر على خط وتنوير الآمال الكبرى التي نجح قائدا بلدينا في غرسها في العقول والقلوب". وبعدما سلط لوكورتيي الضوء على أهمية حفظ الذاكرة، ذكر لوكورتيي أنه منذ نهاية النزاعات، سعت الجمهورية الفرنسية جاهدة إلى التعبير عن امتنانها لقدماء المحاربين المغاربة، وواصلت لهذا الغرض عملا طويلا في الإحصاء، من أجل تمكينهم من بطاقة المحارب- وبالتالي منح حقوق لأراملهم. وتابع بالقول "لسوء الحظ، هناك دائما حالات تفلت من الأطر المعمول بها. ولأن هذه الحالات لا تستحق دعما أقل من جانبنا، فقد كان من المرحب به جدا، بل ومن الصواب والمناسب أيضا، أن يقوم الحفل الدبلوماسي الخيري، من خلال تمييز فرنسا، بتكريم هؤلاء المحاربين القدامى ومساعدة أرامل الحرب المعنيات بهذا القيد القانوني". من جانبه، أكد رئيس المؤسسة الدبلوماسية، عبد العاطي حابك، أن الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء لهذا الحفل الخيري المتميز تجسد بحق العمل الدؤوب والانخراط الموصول والاهتمام الذي تحظى به القضايا الإنسانية النبيلة ضمن الرسالة التي تحملها سموها والمتمثلة في إذكاء روح التعاون وزرع قيم التكافل الاجتماعي.