تعتبر التأتأة من العيوب الكلامية التي ترجع الأسباب فيها إلى أسباب عضوية أو أسباب نفسية، ويمر معظم الأطفال في مرحلة إكتساب اللغة بين سن 2-6 سنوات تقريبا بمرحلة تدعى عدم الطلاقة اللفظية، أي يحدث لديهم تقطيعات في كلامهم أبرزها الإعادة سواء إعادة مقطع من الكلمة أم صوت منها ، وذلك لأن هذه المرحلة هي المرحلة الذهبية لاكتساب معظم المهارات بما فيها المهارات اللغوية، في هذا المقال ستوضح لنا الكوتش صفاء المفريج، من خلال هذا المقال أسباب التأتأة وأعراضها وكيفية التخلص منها. عرفت الكوتش صفاء المفريج التأتأة عند الأطفال بأنها حالة تكرار أصوات، أو كلمات تزداد، أو تقل حسب حالة الطفل، ولكن الطفل لا يتكلم بسرعة بل قد يصمت حين يفشل في توصيل ما يريده، كما قد يتكلم بسرعة كبيرة بالإضافة إلى ارتجاف الشفاه والفكّ أثناء الكلام، أو أخذ وقت طويل في نطقها وتظهر هذه الحالة في سن الطفولة المبكرة عند الأطفال. وأوضحت الكوتش أن للتأتأة أنواع، ففي البداية، تظهر خلال التطور اللغوي، وفي هذه المرحلة يكون الطفل يحسن من كلماته وجمله، ويظهر هذا النوع الأكثر تداولا بين 4 و5 سنوات، إذ يتخلص 75بالمئة من المصابين بها دون الحاجة إلى العلاج، أما النوع الثاني، فتعد مزمنة وتظهر خلال التطور اللغوي وتستمر مع الفرد، وتظهر بين عمري السنتين والأربع سنوات وتشمل 25 بالمئة من الحالا، والنوع الثالث، يصاب بها الفرد نتيجة مشاكل في الجهاز العصبي أو الجلطة. أعراض التأتأة أشارت الكوتش صفاء، أن الأعراض تختلف من شخص لآخر ولكن هناك بعض الإشارات التي قد تكون مشتركة بينهم، وهي: الجهد للفظ الكلمة أو الجملة. اضطراب في إيقاع الكلام. ردات فعل نفسية نتيجة التأتأة. صعوبة في نطق الكلمة.. ومن أجل تمييز الأعراض الكامنة، أوردت الكوتش، أن المصاب يحاول استبدال الكلمة بأخرى وشد عضلات الوجه أو العيون واليدين. وأضافت المتحدثة ذاتها، أن هناك بعض الإرشادات الموجهة للأهل من أجل التمييز بين التأتأة والإضطراب، ومنها: عدد مرات تكرار التأتأة، الإيقاع في الحديث، ومدى قوة هذه المشكلة، وتأثيرها على تواصل الكلام والجهد المبذول للفظ الكلمة، إلى جانب ذلك، أكدت صفاء مفريج أن جميع الأصوات معرضة للإصابة بالتأتأة إلا أن المصاب يشعر دائما بصوت أو حرف تزداد نسبة التأتأة فيه مقارنة بغيره، ومن اللافت أن درجة هذه المشكلة تتغير وفق مزاج الفرد أكان متوترا أو غاضباً أو هادئا. أوضحت الكوتش أن هناك أشكالا للتأتأة لدى الأطفال، إذ يمكن أن يقوم الطفل بحركات لا إرادية بفمه، أو يتردد في الكلام أو لا يتكلم إلا بعد تعنيفه، فيخرج الكلام منه على شكل تأتأة، بالإضافة إلى تكرار الكلمات والجمل دون أن يفهم المستمع له، أو يتكلم الطفل بصوت منخفض. وأكدت الكوتش صفاء، أن أسباب التأتأة مرتبط بعدم شعور الطفل بالاستقرار، وافتقاد الأمان في الأسرة، وأيضا غياب الوالدين في عملهما عن الطفل، وبالتالي فالطفل لا يجد من يكلمه ويتحدث معه، فنقص الحوار معه يؤدي للتأتأة، ناهيك عن الخلافات العائلية بين الزوجين، والمشاجرات أمام الأطفال، التي تعرضه للاضطرابات الإنفعالية. إلى جانب الأسباب النفسية، هناك أسباب العضوية للتأتأة وهي إصابات الدماغ مثل الجلطة الدماغية، والصدمات النفسية قد تؤدي لحدوث خلل في الأعصاب وبالتالي التأثير على مركز التحكم بالدماغ المسؤول عن الكلام، على جانب بعض الاعتلالات الفسيولوجية العصبية. علاج التأتأة أو التلعثم يمكن أن يقلل العلاج بالكلام مع مختص في التخاطب من حالات انقطاع الكلام بشكل كامل عند بعض الأطفال ، وبالتالي يعمل على زيادة احترام الطفل وتقديره لنفسه، يقوم هذا العلاج بالتركيز على عدد من الأمور منها: دعم التنفس، مراقبة معدل سرعة الكلام والتوتر الحنجري. من هم الأشخاص الذين عليهم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج. الأطفال الذين يعانون من التأتأة لمدة 6 شهور من لديه تاريخ عائلي للإصابة بالتأتأة. من تسببت التأتأة بمشاكل عاطفية له وإلى جانب ما سبق، قالت الكوتش أنه يمكن للآباء أن يساعدوا أطفالهم من خلال استخدام تقنيات علاجية تساعد الطفل على الشعور أقل بالذنب تجاه ذاته نتيجة التلعثم، ومن الضروري جدا الاستماع بصبر للطفل، ويمكن تشجيع الآباء على ما يلي: * الاستماع بإهتمام للطفل والتركيز على مضمون كلامه بدلا من التركيز على طريقة نطقه أو تلعثمه. * تأمين بيئة منزلية مريحة تتيح للطفل الكثير من الفرص للتحدث والتعبير ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص وقت لاجتماع العائلة فيه والتحدث مع بعضهم البعض ومشاركة الطفل ذلك خاصة عندما يكون الطفل متحمس ولديه قصة يرويها. * عدم إكمال الجمل عنه أو مقاطعته وإعطاء الطفل الوقت الكافي لإنهاء الحديث بنفسه. * في حالة أن الطفل قام بذكر موضوع التلعثم بنفسه فيجدر على الآباء مخاطبته بانفتاح عن الموضوع وتشجيعه على التحدث وعدم الخوف وأن ذلك يساعده على التخلص منه بوقت أقصر. أخطاء قد تقع فيها الأم مع طفلها المصاب بالتأتأة تعنيف الأم للطفل تعنيف الطفل وشتمه. السخرية من طريقة كلامه. إجباره على الكلام رغم تعثره. مقارنته بأطفال آخرين يتحدثون بطلاقة، ودون تلعثم. السخرية من الطفل أمام الآخرين. مقاطعته والطلب منه أن يتوقف عن الكلام. نصائح للأم لمساعدة الطفل على التخلص من التأتأة كلمي طفلك وابتسمي له ابتسمي له حين يتكلم وشجعيه. لا تصححي له كلامه فيشعر بالحرج. لا تقاطعيه أثناء الكلام. تكلمي معه دائماً ودعيه يرى حركة شفتيك ولسانك.