يصادف فصل الخريف هذه السنة حالة الطوارئ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وقد اعتاد المغاربة في السنوات الأخيرة أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية مع دخول فصل الخريف تفاديا لنزلات البرد الحادة، ولحماية المصابين بأمراض مزمنة، لكن لهذه السنة خصوصية فأعراض الأنفلونزا الموسمية تشبه بشكل كبير أعراض فيروس كورونا المستجد وهذا ما أكده العديد من المختصين، ولهذا قد يظن البعض أن هذا اللقاح فعال للحماية من الفيروس كورونا المستجد، ولهذا ارتأينا أن يشرح لنا مولاي المصطفى الناجي اختصاصي في علوم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، هل هذا اللقاح يمن أن يقي من فيروس كورونا المستجد؟ يشرح مولاي المصطفى الناجي اختصاصي في علوم الفيروسات، من الناحية العلمية لقاح الأنفلونزا الموسمية، أنه صنف من الفيروسات التي ليست لها أي علاقة بفيروس كورونا المستجد، لأن كل واحد منهما ينتمي لعائلة مختلفة، وعند أخذ اللقاح الأنفلونزا الموسمية تكون مضاداته مختلفة عن فيروس كورونا، ولكن علوم الفيروسات أثبتت أن الأشخاص الذين يأخذون مضادات أو لقاحات ضد فيروسات أخرى، يساعدهم ذلك على اكتساب مناعة قوية. يضيف خبير الفيروسات، أن الأطفال تكون مناعتهم قوية لأنهم خضعوا للقاحات متنوعة تجعل مناعتهم قوية، ويؤكد خبير الفيروسات مرة أخرى أن فيروس كورونا والأنفلونزا لا ينتميان لنفس العائلة، إذن نحن نتحدث عن عائلتين مختلفتين ولهذا فلقاح الأنفلونزا لا يؤثر على فيروس كورونا. ويشير خبير الفيروسات، أن لقاح الأنفلونزا الموسمية يمكن أن يأخذه جميع الأشخاص سواء كبارا أو صغارا، لكن في الوقت ذاته نحن لا يمكن أن نتنبأ لما سيقع في جسم كل شخص عند أخذه للقاح الأنفلونزا ، ويردف أن هذا اللقاح من الأحسن أن يأخذه جميع الأشخاص كبارا وصغارا، لكن هذا لا يعني أنهم محميون من فيروس كورونا ، لكنه يمنح مناعة مكتسبة تساعد على المقاومة أكثر. وخلال حوار سابق مع بروفيسور مرحوم الفيلالي رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى إبن رشد، فسر لنا أن الأنفلونزا الموسمية تضم عدة فيروسات، تصنف ضمن ثلاث مجموعات "A"و B"و" C"وهذا الأخير غير مهم يمكن نسيانه، ليضل "A"و B" والفيروسات المتواجدة في المجموعتين تتغير كل سنة، لهذا لا يمكن أن نستعمل لقاح السنة الماضية لأنه لا يحمي الجسد من الفيروسات المتواجدة لأنها تتغير كل سنة. فمنظمة الصحة العالمية تتبع تحولات الفيروس كل سنة، وتمنح الشركات التي تصنع اللقاح نوع الفيروس المتواجد في تلك السنة وبناءا عليه يصنع اللقاح، وخلال تصنيع اللقاح سابقا كانوا يضعون نوعين من "A" ونوع واحد من " B" لأن "A" يتغير بشكل مستمر و" B" لا يتغير، وفي السنوات الأخيرة تبين أن "B" يتغير أيضا، ولهذا تم إضافة نوع أخر في مجموعة " B " ليصبح لقاح الأنفلونزا رباعي التكافؤ ليعطي اللقاح نتيجة أفضل على الفيروس. يذكر أن كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب وجهت الأسبوع الماضي مراسلة رسمية إلى وزير الصحة، تنادي عبرها بالاستعانة بالصيدليات، بوصفها مرافق صحية مؤهلة، لتلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية، وذلك تحسبا لأي تطور وبائي قد يفاقم الوضعية الصحية الحالية. وأعربت الكونفدرالية عن استعدادها لتلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية في الفترة الخريفية، التي تصادف هذه السنة حالة الطوارئ الصحية المرتبطة بجائحة "كورونا"، لافتة إلى ضرورة "إيلاء أهمية أكبر لهذه الحملة، قصد تحصين صحة المواطنين من العدوى".