أكد البروفيسور مرحوم الفيلالي رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى إبن رشد، أن جميع المغاربة يجب أن يخضعوا للقاح الموسمي تفاديا للإصابة بالأنفلونزا الموسمية، التي تتشابه أعراضها بفيروس كورونا المستجد، ولهذا سيصعب تحديد المرض سواء من قبل الطبيب، أو المريض وسيشكل هذا الأمر مشكلا كبيرا بالنسبة للمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. كيف يمكن تفسير الزيادة المفاجئة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا خصوصا بمدينة الدارالبيضاء؟ عندما رفع الحجر الصحي بشكل تدريجي، لم يقتنع المغاربة أن فيروس كورونا لازال متواجد، ولم يتم القضاء عليه بشكل نهائي، وللأسف أظن أن بعض المغاربة لم يفهموا بشكل جيد هذا الأمر ولهذا تفاقم الوضع، وأصبح عدد الحالات يتزايد بشكل كبير كل يوم. وتفاقم الوضع أيضا بعيد الأضحى، فقد اختار العديد من المواطنين السفر لدى عائلاتهم لهذا ازدادت الحالات في عدة مدن، واخرى لم تسجل في فترة الحجر الصحي أية إصابة لكنها الآن أصبحت ضمن قائمة المدن التي تسجل كل إصابات متزايدة، مثل مدينة "تاونات" التي لم تسجل أية حالة إلا بعد أيام قليلة من عيد الأضحى. من جهة ثانية تسجل مدينة الدارالبيضاء أكبر عدد من المصابين بالفيروس كل يوم، لأنها العاصمة الإقتصادية وتعرف رواجا كبيرا، وحاليا جميع الناس عادوا لعملهم بعد انتهاء العطلة ولهذا من الطبيعي أن يرتفع عدد المصابين بها، وبما أن الناس تنتقل من مكان إلا أخر فالفيروس أيضا ينتقل بينهم لهذا لا يمكن أن نحد منه بسهولة. هل يمكن أن نصنف فيروس "كوفيد19" ضمن الأمراض المعدية الخطيرة؟ إذا أردنا ترتيب الأمراض الفيروسية السابقة حسب خطورتها، ففيروس كورونا المستجد، ليس خطيرا مثل فيروس إيبولا، فبسبب هذا الأخير يموت 60 في المئة من المصابين به، ولكن فيروس كورونا تكمن خطورته عندما يصيب المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة. من جهة ثانية لا يمكننا أن نستثني الشباب من هذا الفيروس لأنه يصيبهم ويمكن أن يؤدي إلى موتهم. هل يستحق فيروس كورونا المستجد كل هذا التهويل الإعلامي، أم أنه فيروس عادي مثل باقي الفيروسات التي ظهرت سابقا؟ كوفيد 19 هو فيروس عادي، لكن كما ذكرت سلفا تكمن خطورته عندما يصيب المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، ومن وجهة نظري من الضروري إعطاء أهمية كبيرة لهذا الفيروس والتوعية بمخاطره، لأنه ليس هناك علاج فعال لهذا الفيروس، فنحن نمنح المرضى أدوية بديلة تقلص من حدة الفيروس فقط . ولهذا فالمرض الذي ليس له علاج، يجب أن نحمي أنفسنا منه، وهذا هو دور الإعلام توعية الناس بخطورته وطريقة الوقاية منه، بالتباعد الجسدي، وارتداء الكمامة، وتعقيم اليدين بشكل منتظم. هل يمكن أن تظهر موجة ثانية للفيروس خصوصا أن فصل الخريف على الأبواب، وتكثر الأمراض بسبب تقلب المناخ؟ هذا الفيروس من فصيلة "كورونا فيروس" وهذه النوعية تتكاثر في فصل الخريف والشتاء، وإذا كان الفيروس يشبه باقي الفيروسات يمكن أن تزداد عدد الحالات أكثر وأكثر، ولهذا يجب أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. فعندما تصل فترة " la grippe " أو الإنفلونزا الموسمية ستختلط أعراضه مع أعراض فيروس كورونا، لأنها متشابهة فيما بينها، وسيصعب تشخيص المرض. تشخيص "كوفيد 19" حاليا سهل جدا، ولكنه سيصعب مع حلول فصل الخريف والشتاء.ولهذا يجب على جميع الفئات العمرية أن تخضع للقاح الموسمي ، لأننا نعيش هذه السنة حالة استثنائية. قبل أيام قليلة أعلنت شركة "سانوفي" عن لقاح جديد ضد الأنفلونزا الموسمية "الأنفلونزا الرباعي التكافؤ" الذي يهاجم أربع سلالات من الفيروس، هل يمكنك أن تفسر لنا مزايا هذا اللقاح الجديد؟ الأنفلونزا الموسمية تضم عدة فيروسات، تصنف ضمن ثلاث مجموعات "A"و B"و" C"وهذا الأخير غير مهم يمكن نسيانه، ليضل "A"و B" والفيروسات المتواجدة في المجموعتين تتغير كل سنة، لهذا لا يمكن أن نستعمل لقاح السنة الماضية لأنه لا يحمي الجسد من الفيروسات المتواجدة لأنها تتغير كل سنة. فمنظمة الصحة العالمية تتبع تحولات الفيروس كل سنة، وتمنح الشركات التي تصنع اللقاح نوع الفيروس المتواجد في تلك السنة وبناءا عليه يصنع اللقاح، وخلال تصنيع اللقاح سابقا كانوا يضعون نوعين من "A" ونوع واحد من " B" لأن "A" يتغير بشكل مستمر و" B" لا يتغير، وفي السنوات الأخيرة تبين أن "B" يتغير أيضا، ولهذا تم إضافة نوع أخر في مجموعة " B " ليصبح لقاح الأنفلونزا رباعي التكافؤ ليعطي اللقاح نتيجة أفضل على الفيروس. أغلب الحالات التي تسجل اليوم لا تظهر عليهم أعراض المرض، هل يمكن أن يكون المريض حامل للفيروس ويشفى منه دون أن يتلقى العلاج المخصص؟ بالفعل يمكن أن يشفى من الفيروس دون أن تظهر عليه أعراض المرض، لكن الخطير في الأمر أنه ينقل العدوى لمحيطه دون أن يشعر بذلك. هل يجب القيام بالفحص أكثر من مرة إذا كانت نتيجة الفحص الأولى سلبية، فربما يصاب الشخص بعد إجراء الفحص بسبب تفشي المرض؟ إذا ظهرت التحليلة سلبية، ولكن تظهر على المصاب أعراض كورونا، في هذه الحالة الشخص مصاب بالفيروس لكنها لا تظهر في التحليلة ونسمي هذه الحالة ب faut " négative " وهذا الأمر شائع جدا، وتقريبا 30 في المئة من تحاليلpcr تكون سلبية رغم أن الشخص مصاب بالفيروس، وفي هذه الحالة نخضعه لتصوير الصدر بالأشعة للتأكد من وجود الفيروس داخل الرئة، ثم نعيد التحليلة التي تظهر إيجابية.