أثار اللقاح الروسي ضد مرض "كوفيد 19" ضجة كبيرة، خاصة عقب الحديث عن قيام ابنة الرئيس الروسي بتجريبه؛ ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن الحسم بأن هذا المنتوج الروسي قد يكون حلا مضمونا لأزمة "كورونا". وفي هذا الإطار، يقول مصطفى الناجي، اختصاصي في علم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن اللقاح الروسي ضد "كوفيد 19" ليس هو اللقاح الوحيد الموجود حاليا؛ بل يوجد حوالي 132 لقاحا تجرى تجاربهم في الوقت الحالي، من ضمنها 32 لقاحا وصلت التجارب حولها إلى المراحل المتقدمة وأربعة لقاحات منها وصلت إلى المرحلة نفسها للقاح الروسي، من بينها اللقاح الأمريكي والبريطاني. ونبه الناجي، ضمن حديثه مع هسبريس، إلى ما أسماه "تكالب وتسارع بين البلدان؛ لأن الأمر أصبح يطغى عليه الشق الاقتصادي"، مبرزا أنه لا يمكن في الوقت الحالي الجزم بشأن أي لقاح ما دام لم يتم إجراء دراسات بشأنه بعد تلقيح المواطنين ومعرفة كيف يتفاعل هذا اللقاح. وأوضح الخبير الاختصاصي في علم الفيروسات أن هناك ست مراحل يجب المرور منها للحسم بشأن أي لقاح؛ لكن تظل المرحلة الأساسية هي كيفية تفاعل المواطن مع هذا اللقاح، ومعرفة هل هناك نجاعة بشأنه، وهل الحماية التي يوفرها هي دائمة او مؤقته وما مدى نسبتها، وهي أمور يؤكد الخبير أنه لا يمكن معرفتها قبل إعطاء المنتوج للناس وإجراء دراسات بشأنه. ويذكر الناجي أنه هناك لقاحات تعطى مرة واحدة وتوفر حماية مدى الحياة، فيما هناك لقاحات يجب تكرارها كل سنة مثل لقاح الأنفلونزا، مفيدا بأنه إلى حد الساعة غير معلوم في أي نوع يندرج لقاح "كوفيد 19". وحسب الخبير ذاته، يجب الانتباه إلى التسارع الاقتصادي بين البلدان والشركات في هذا المجال، إذ هناك تسارع لإظهار إيجابيات كل لقاح من أجل جذب المستثمرين. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء الماضي، أن بلاده طوّرت أول لقاح يوفّر "مناعة مستدامة" ضد فيروس كورونا المستجد؛ فيما أعلن كيريل ديمترييف، رئيس الصندوق السيادي الروسي، أن عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقاً "أكثر من مليار جرعة" من اللقاح الروسي ضد "كوفيد-19"، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب انطلقت يوم الأربعاء الماضي. وأوضح رئيس الصندوق المشارك في عملية تطوير اللقاح أن الإنتاج الصناعي سيبدأ في شتنبر. وقال ديمترييف إن اللقاح أُطلقت عليه تسمية "سبوتنيك في"، "سبوتنيك" تيمّناً باسم القمر الصناعي السوفياتي، وهو أول مركبة فضائية وضعت في المدار، و"في" تمثل أول حرف من كلمة لقاح في لغات أجنبية عديدة.