في ظروف غامضة، ولأسباب لا زالت لحد كتابة هذه السطور مجهولة، أقدم حوالي الساعة الثامنة من صباح اليوم الجمعة، شخص متزوج، واب لطفلين، يبلغ من العمر حوالي 35 سنة، المسمى قيد حياته (م.ه)، على الانتحار، بعدما قام برمي نفسه إلى الشارع العمومي من الطابق الثالث لمنزل العائلة الكائن بحي الحمام، امغوغة الكبيرة، بطنجة. ولقي الضحية مصرعه في عين المكان قبل حضور المسعفين بسبب قوة الاصطدام مع الأرض، الذي خلف له نزيف حاد على مستوى جمجمة الرأس، في مشهد مروع اهتز له الحي مسرح الواقعة. وفور انتشار خبر الانتحار، انتقلت إلى عين المكان السلطة المحلية لدى الملحقة الادارية 9، والدائرة الأمنية 10، والشرطة القضائية لمنطقة أمن بني مكادة، والشرطة التقنية والعلمية التابعين لولاية أمن طنجة لإجراء المعاينة القانونية الأولية على جثة الهالك. وقد تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات البلدي، لاخضاعها للتشريح من أجل الكشف عن أسباب الوفاة المباشرة، هذا في الوقت الذي فتحت فيه مصالح الشرطة القضائية، تحقيقا عاجلا بمحيط الهالك ولدى عائلته ومعارفه، حول ظروف وملابسات هذا الحادث المأساوي، والدوافع الحقيقية التي جعلت الضحية ينفذ حكم الإعدام في نفسه بهذه الطريقة المروعة. وتعتبر حالة الانتحار هاته، هي الحالة الثالثة من نوعها خلال رمضان الحالي، والحالة رقم 15 التي تشهدها مدينة طنجة منذ بداية سنة 2019، ما جعل مدينة البوغاز تتبوأ مكان الصدارة على المستوى الوطني في عدد الانتحارات المسجلة خلال السنين الأخيرة، بأرقام مجهولة ومرعبة. وهمت سلسلة هذه الانتحار الغامضة، جل الفئات العمرية من الجنسين، ومختلف الشرائح الاجتماعية، والتي لم يسلم منها حتى المسنين والأطفال والسياح والأجانب المقيمين بالمغرب.