اهتزت مدينة طنجة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، على وقع تسجيل انتحارين متفرقين زمنيا، لشابين أحدهما يبلغ من العمر 20 سنة، والثاني في عقده الثالث، بكل من حي امغوغة الكبيرة وحي المجد، إذ يوجد من بين الضحيتين شاب مصاب بثلاثي الصبغي المعروفة ب”متلازمة داون”. حالة الانتحار الأولى، سجلت ليلة أمس الجمعة بحي المجد، المحسوب ترابيا على مقاطعة بني مكادة، بعدما ألقى الشاب المسمى قيد حياته “ح.د”، البالغ من العمر حوالي 31 سنة، مصاب بثلاثي الصبغي “منغولي”، (ألقى) بنفسه إلى الشارع العمومي من الطابق الرابع لمنزل العائلة الكائن بشارع القدس، في ظروف غامضة وغير محددة. أما حالة الانتحار الثانية، فقد سجلت بعد زوال اليوم السبت، بعدما أقدم الضحية المسمى قيد حياته “م.ز” ، من مواليد سنة 1999، أعزب، ويعيش حياة عادية ومستقرة، على وضع حد لحياته شنقا داخل منزل الأسرة الواقع بحومة الجنانات، حي امغوغة الكبيرة، بمقاطعة امغوغة الكبيرة لأسباب لا زالت لحد كتابة هذه السطور مجهولة. وقد تم نقل جثتي الضحيتين بحضور السلطة المحلية، والدائرتين الأمنيتين المختصتين، والشرطة التقنية والعلمية، إلى مستودع الأموات لاخضاعهما للتشريح للكشف عن أسباب الوفاة الحقيقية، هذا في الوقت الذي فتحت فيه الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة التابعة لولاية أمن طنجة، وبتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة، تحقيقا عاجلا وموسعا حول ظروف وملابسات الحادثتين المروعتين لدى معارف وأصحاب الضحيتين، وبمحيط أهلهما وعائلتهما لفك طلاسيمهما، والدوافع الحقيقية التي جعلت الهالكين ينفذان حكم الإعدام في نفسهما بهذه الطريقة المروعة. وتعتبر حالتي الانتحار هاته، هما الحالة رقم 14 من نوعهما التي تشهدها مدينة طنجة منذ بداية سنة 2019، ما جعل مدينة البوغاز تتبوأ مكان الصدارة على المستوى الوطني في عدد الانتحارات المسجلة خلال السنين الأخيرة، بأرقام مجهولة ومرعبة. وهمت سلسلة هذه الانتحار الغامضة، جل الفئات العمرية من الجنسين، ومختلف الشرائح الاجتماعية، والتي لم يسلم منها حتى المسنين والأطفال والسياح والأجانب المقيمين بالمغرب.