في ظل ارتفاع ضحاياه الذين بلغ عددهم إلى غاية يوم الأحد الماضي 11 شخصا، حاصر نواب من الأغلبية والمعارضة، أنس الدكالي، وزير الصحة بأسئلة وتعقيبات “حارقة” حول حقيقة الوضعية الوبائية لفيروس “أنفلونزا الخنازير”، والإجراءات المتخذة لمواجهة خطر انتشاره. وتوحد برلمانيو الأغلبية والمعارضة خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب،أمس (الاثنين)، في توجيه انتقادات لاذعة للمسؤول الحكومي، بسبب ارتباك وضعف تواصل وزارته مع المغاربة، من اجل “تبديد مخاوفهم من هذا الفيروس القاتل”، وعدم اتخاذها لتدابير استباقية ووقائية لمواجهته، في ظل غياب دواء “طاميفلو” الذي يعطى للمرضى الذين أصيبوا به. وطالب “نواب الأمة”، الوزير الوصي على قطاع الصحة ب”مصارحة المغاربة بالحقيقة بعيدا عن التصريحات المتناقضة”، التي أسهمت، بحسب تعبيرهم “في ارتفاع منسوب الخوف في نفوس المواطنين”، في إشارة منهم إلى نفيه أن يكون سبب وفاة أول سيدة في عقدها الثالث، مرتبط بفيروس “انفلونزا الخنازير”، قبل أن يكشف الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، عن أن وفاة “يسرى الحبشي”، كانت بسبب هذا الفيروس. ودعا البرلمانيون وزير الصحة ومن خلاله الحكومة، إلى عدم “التهوين من تداعيات هذا الوباء”، الذي أودى إلى غاية اليوم بحياة 11 شخص، مشددين على ضرورة تجهيز المراكز الصحية باللقاحات والأدوية التي تحتاجها لمحاربة هذا الفيروس، ومعالجة المصابين به، مع توسيع شبكة المراكز الصحية العمومية التي تستقبل حالات الإصابة، إلى جانب مع تكثيف التوعية والتحسيس، بهذا الوباء الذي أثار فزع المغاربة، وحث مختلف القطاعات الحكومية على الانخراط في هذه العملية التحسيسة، خاصة على مستوى وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني. وفي معرض رده على تدخلات البرلمانيين، قال الدكالي إن “وزارة الصحة مسؤولة عن صحة المواطنين والصحة العمومية”، مضيفا أنه تم اتخاذ مختلف التدابير اللازمة للتصدي ل”انفلونزا الخنازير”، نافيا وجود خصاص في الأدوية المعالجة من هذا الفيروس، حيث أكد أن “الأدوية متوفرة في المستشفيات العمومية، وكذا لدى المصحات الخاصة.” وتابع أن هذه الأدوية تمنحها المستشفيات العمومية مجانا، للمرضى المتوفرين على بطاقة التغطية الصحية “راميد”، وكذلك الشأن بالنسبة للقاحات، التي قال إنها “متوفرة في الوقت المناسب وتم الرفع من الكميات المستوردة منها.” وزاد الوزير، وهو يرد على البرلمانيين، ممن انتقدوا ضعف تواصل وزارته، أن هذه الأخيرة “كثفت من عمليات التحسيس والتوعية”، مشيرا إلى أنها ركزت بشكل كبير خلال هذه السنة على هذا الفيروس، مقارنة بالسنوات الماضية. وشدد وزير الصحة على أنه “ليس هناك تهوين وليس هناك حالة طوارئ”، قبل أن يعلن أن وزارة الصحة “ستشتغل على تقرير مفصل حول الوضعية الوبائية خلال هذا الموسم وأن هذه الوثيقة الصحية سيتم نشره خلال هذه السنة. وابرز الوزير أن “المغرب يعد رائدا في التعامل مع الأوبئة”، وهو ما استدل عليه بتعامل المغرب مع فيروس “ايبولا” الذي اضطر عددا من الدول إلى إغلاق مجالها الجوي “ونحن لم نفعل ذلك لأننا نعرف امكانياتنا”، قبل أن يضيف “ما نبقاوش نهولو فهادي منزلة سنوية كاتجي كل عام”، على حد تعبيره.