في حصيلة رسمية ستتزايد لا محالة خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وصل عدد المتوفين بسبب أنفلوانزا الخنازير (H1 N1)، إلى تسعة أشخاص بعدد من جهات المملكة. يأتي ذلك وسط ارتفاع منسوب الخوف لدى المواطنين الذين يقبلون بشكل كبير على اقتناء اللقاح الوقائي من هذا الفيروس، غير أن طائفة من هؤلاء أكدت ل”العلم” عدم توفر بعض العيادات والصيدليات على هذا الدواء المسمى (طاميفلو). كما أكدت مصادر صحية ل”العلم”، أن مجموعة من اللقاحات المستوردة من فرانسا منتهية الصلاحية، وباقي اللقاحات أثبتت عدم جدواها في عدد من الحالات، بل إنها أعطت نتائج عكسية على صحة المواطنين الذين حقنوا بها أو تعاطوها. مما يطرح عدة علامات استفهام حول المنهجية التي اتخذتها بلادنا في جلب هذه الأدوية، ومدى فعاليتها في مقاومة الوباء، وبشكل أخص عن الاستراتيجية التواصلية مع المواطنين، وملامح سياسة تدبير الأزمة التي من الواجب اتخاذها في طمأنة المواطنين. في هذا السياق، طالب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، بعقد اجتماع عاجل للجنة القطاعات الاجتماعية بالغرفة الأولى للبرلمان، بحضور وزير الصحة، لمتابعة الإجراءات الحكومية المستعجلة والاستثنائية لمحاصرة فيروس انفلونزا ( H1N1 ) الخطير، وتأثيراته على الصحة العامة. وقال نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، في مراسلته الموجهة إلى رئيسة لجنة القطاعات الاجتماعية، إن الفريق الاستقلالي وكافة المغاربة يتابعون بقلق كبير، ارتفاع عدد حالات الوفيات بأنفلونزا (H1N1 )، الذي وصل إلى “خمس” ضحايا، تغمدهم الله بواسع رحمته، مسجلين على مستوى مختلف البنيات الصحية العمومية والخاصة. في المقابل، قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، إنه "لا ينبغي نشر الفزع في نفوس الناس، فالأنفلونزا موجودة في كل بلدان العالم وتتم معالجتها". وأوضح خلال لقاء حواري الجمعة الأخير بالدار البيضاء، أن "وزارة الصحة حريصة على التواصل مع المواطنين من أجل العلاج والتحسيس واتخاذ الاحتياطات اللازمة".
وأشار العثماني خلال اللقاء الذي حضر عدد من الوزراء وفاعلين سياسيين واقتصاديين وطلبة، إلى أن الحكومة "حريصة على توفير العلاج للمرضى عبر تشييد بنيات استقبال استشفائية وتوفير تجهيزات طبية حديثة"، مشددا على أن “العدوى توجد في دول ككندا والهند وفرنسا وغيرها، بفعل الفيروس الشهير، لكن يجب عدم الحديث عن الموضوع بكيفية عشوائية في ظل غياب أهل الاختصاص والأطباء، الذين يدرسون طبيعة المرض وطرق علاجه، بعدما تكاثرت الشائعات والمعلومات المغلوطة، ما أدى إلى نشر الهلع في صفوف المواطنين”. من جهته، أكد وزير الصحة، أنس الدكالي، أمس السبت عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب الأنفلونزا إلى تسع حالات، مشيرا إلى أن الحالة الوبائية تبقى، بالرغم من ذلك، عادية مقارنة مع السنوات الماضية. وأوضح الدكالي، في تصريح للصحافة عقب اجتماع الخلية المركزية لتتبع الوضعية الوبائية ، أن هذه الخلية تقوم بتتبع الوضعية الوبائية، والتي أكدت أن الوضع لا يختلف عن السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الخلية تعمل على "تتبع والتأكد من جميع المعطيات الفعلية للإصابة، وللأسف، تم لحد الآن، تسجيل تسع وفيات". وأشار الوزير، إلى أنه من أصل 20 في المائة من الأشخاص المصابين بأعراض الأنفلونزا أو عدوى الجهاز التنفسي، فإن 80 في المائة منهم مصابون بأنفلونزا "أش 1 إن 1". وأضاف أن الوضعية الفيروسية لهذه السنة تبين أن نسبة الصنف الفرعي "أش 1 إن 1″، الذي يعد الأكثر انتشارا، بقيت في حدود 80 بالمائة، وهي النسبة ذاتها المصرح بها من طرف المنظمة العالمية للصحة على المستوى العالمي. بينما أكدت مصادر مطلعة للجريدة، أن المستشفيات العمومية في عدد من الجهات تعرف توافدا للمصابين بالأنفلوانزا، نموذج ذلك مدينة مراكش التي شهدت مستشفياتها توافد أعداد من المواطنين المصابين بأنفلوانزا الخنازير من مختلف أقاليم جهة مراكشآسفي. واستنادا إلى ذات المصادر، فقد نقل عشية أمس السبت، ثلاثة مصابين بالفيروس من قلعة السراغنة إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش. وكما نقل خمسيني مصاب بالأنفلونزا صباح اليوم نفسه، إلى مراكش من آسفي قصد العلاج، إلا أن مجموعة من المصحات الخاصة التي لجأ لها رفضت استقباله. وتم تفعيل نظام يقظة صحية داخل المركز الاستشفائي الجامعي بالمدينة الحمراء منذ يوم الخميس 31 يناير وتوزيع أقنعة على مختلف الأطقم الطبية وتحسيسهم بالإجراءات الضرورية لمواجهة الفيروس، خصوصا مع توافد حالات حاملة له من مختلف الأقاليم.