صعدت عصابة "البوليساريو" خلال الأيام الأخيرة، عن طريق ميليشياتها المسلحة، من وتيرة الطوق والحصار الذي تفرضه على المحتجزين في مخيمات الذل والعار بتيندوف. وأكدت مصادر من عين المكان، أن حالة من الارتباك تسود داخل مخيمات تيندوف بشكل لم يسبق له مثيل، وذلك بعدما شاعت أنباء تفيد عزم مجموعة من المحتجزين، من بينهم أسماء مقربة من القيادة، الهروب بشكل جماعي من ويلات الاحتجاز والعودة إلى أحضان وطنهم الأم المغرب، وذلك بعد الصدى الإيجابي الذي خلفه الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء وسط المحتجزين في مخيمات العار. وذكرت المصادر ذاتها أنه بعدما شاعت هذه الاخبار بشكل كبير، وأخبار أخرى تتعلق باستعداد مجموعة من الشباب إلى اتخاذ خطوات تصعيدية غير مسبوقة للاحتجاج ضد الظروف الاجتماعية واللاإنسانية التي يعيشونها، سارع المدعو "محمد عبد العزيز" إلى إعطاء الأوامر لتصعد ميليشياته من وتيرة الطوق الذي تفرضه على المخيمات، خاصة على مستوى ما يسمى بمبنى "الكتابة العامة" وضواحيها، وتنصيب كاميرات جديدة على مستوى السور الخارجي، إضافة إلى فرض حظر التجول ليلا، واعتقال كل من يقترب من صهاريج الوقود. وأضافت المصادر أن المكالمات الهاتفية داخل المخيمات بدورها تنقطع بين الفينة والأخرى، وذلك بفعل التنصت العشوائي المستمر وغير القانوني عليها، مشيرة إلى أن من يدخل المخيمات أو يخرج منها أصبح لزاما عليه كذلك المرور عبر نقط تفتيش تشرف عليها قوات جزائرية من أجل الحصول على تصريح، فيما يمنع تنقل أي كان بين المخيمات إلا بتصريح خاص. وذكرت المصادر أنه بعد الخطاب الذي وجهه جلالة الملك للأمة من مدينة العيون، شهدت مخيمات تيندوف احتجاجات واسعة ضد قيادة "البوليساريو"، وتعالت أصوات المطالبين برحيل القيادة المزعومة وبتفكيك الميليشيات، وترك المحتجزين يعبرون عن رأيهم في البقاء أو في مغادرة المخيمات والعودة إلى الوطن الأم. واعتبرت المصادر ذاتها أن تشديد الحصار الذي تفرضه" البوليساريو" بدعم من العسكر الجزائري، حاليا ، على المحتجزين ليس أمرا غريبا عن عصابة ظلت لأكثر من 40 سنة تقمع كل محاولات التمرد، وحتى الإدلاء بآراء أو مبادرات لا تتوافق مع أطروحتها الانفصالية، مضيفة أن حجم هذا الحصار يكشف أن مخيمات الذل والعار تحولت إلى فضاء لكل أنواع المآسي الإنسانية التي تتكتم عليها عصابة البوليساريو حتى لا تصل إلى الرأي العام الدولي.