قررت هيئة المحكمة بالغرفة الجنحية بابتداىية عين السبع تأخير جلسة كريم زاز ومن معه الى بعد زوال الإثنين المقبل من اجل استكمال الاستماع الى باقي المتهمين، وكذا مناقشة الملف مع ممثلي شركات الطرف المدني. وستعرف جلسة الإثنين المقبل الاستماع الى المتهم الرئيسي المدير العام السابق لشركة " وانا كوربورايت" كريم زاز، حيث ستشهد القضية مفاجآت وتصريحات من العيار الثقيل. وعرفت جلسة الجمعة الماضي، تصريحات ساخنة فجرها المتهم احمد "ابو بدر"، الذي تحدث الى القاضي بطلاقة وقحة، مستندا الى وثائق ومسندات جلبها معه من اجل تفنيد تصريحاته السابقة لدى عناصر الضابطة القضائية قائلا : ( هناك تصريحات ملغومة في تقرير الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات)..، فأجابه القاضي عبد اللطيف بلحميدي انه سيتم مواجهته مع التقنيين محررا المحضر. الجلسة التي دامت زهاء حوالي 6 ساعات، كانت حافلة بمشادات كلامية بين الدفاع والقاضي الذي صرح مامرة انه الوحيد الذي يسير الجلسة، وبين هيئة الدفاع والمتهم، ورفع الجلسة مرتين. وقد نفى المتهم المنسوب اليه، مشيرا انه أسس شركته سنة 2011، متخصصة في مجال المعلوميات والاستشارة، كما صرح انه يبيع تعبىة الإنترنيت الخاصة بشركة " اتصالات المغرب"، وليس " انوي". وأضاف انه بعد ان فوت له الزعيم الساسي الشركة، قام رفقة الأخير بتقديم طلب الى شركة " انوي" من اجل تثبيث جهاز لاقط للشبكة فأدلى لهم بالسجل التجاري للشركة وبعض الوثائق الاخرى، ونفى المتهم مدهم بفاتورة الماء والكهرباء، مشددا على ان الشركة لا تأخذ الوثيقتين بعين الاعتبار ، كما أضاف ان الزعيم كان يمده بالمبالغ المالية المهمة التي كانت تحول اليه من الخارج، في حين انه يتوفر على حسابين بنكيين. وتحدث عن علاقته المهنية مع الشركة الفرنسية ل" زاز"، مصرحا انه كان يقوم بخدمات المعلوميات، بتركيب " الويندوز" على اجهزة الحواسيب، فسأله القاضي مبتسما ان الشركات الأجنبية تطلب مؤهلات ، لكنه راوغ في اجابة مشيرا انه أيضاً لا يستهان به. وأخذ يصرح بمبالغ خيالية، داخل قفصالاتهام مبررا انه رجل اعمال من مستوى متوسط، ذو علاقات نافذة مع عدد من الشخصيات من دول أفريقية، وهم من زبناء شركته الاولى بالدار البيضاء (H.COM) المتخصصة في مراقبة الأنظمة المعلوماتية ، تشتغل مع الشركة الفرنسية " كونتاكت ليون" لصاحبها كريم زاز في مجال تثبيث برنامج الويندوز والعلاقات العامة، كما عمل على انشاء شركة خاصة ثانية (P T.COM ) يوجد مقرها بموريتانيا متخصصة في الحراسة وتثبيت وبيع وشراء معدات كاميرا المراقبة، حيث يتوسط لديه شخص يدعى " ابو العباس" في إيجاد زبائن من العيار الثقيل. وأضاف المتهم، انه بعد وصول الأخيرين الى المغرب يعمل المتهم على صرف الأموال الخيالية من اجل إرضاء هم وكذا إقناعهم باختييار منتوج الشركة، مضيفا ان عشاء فاخر في فندق بمدينة مراكش يكلفه 120 الف درهم. مؤكدا انه لا يجد اي مشكل في صرف الأموال الطائلة على الزبائن في سبيل الحصول على أسواق جديدة،و مفجرا ان شركة " كونتاكت ليون" تسهر على تغطية مصاريف البذخ. " كنصرف على الناس ونتهلى فيهم..) مضيفا انه يمنح الوسطاء ما بين 50 الف درهم و 60 الف درهم كعمولة لهم في إسعاد الزبون خلال مدة إقامته في المغرب، وان مبلغ 85 مليون سنتيم يحملها في حافظة نقوده ويصرفها على الزبائن اللذين تتعامل معهم الشركة الفرنسية. واستفسره القاضي: لماذا لا يلتجأ الى شركات تحويل الأموال لان المبلغ مهم؟ ، فأجاب بدهاء ان هذه الشركات بالمغرب تحول مبلغ 50 الف درهم كأقصى حد. وأضاف المتهم في جواب على سؤال القاضي عن طريقة تعرفه بكريم زاز، ان احد أصدقاءه وهو صاحب مقهى عرفه على المدير العام السابق لشركة " وانا"، سنة 2009 وأخذ له موعدا مدته نصف ساعة، اذ شرح له فكرة مشروعه، قال:( سي كريم كان متواضع معنا لان " حميد" كان صديقه)، لكنه لم يقتنع بادى الامر، بحكم ان شركته كانت "صغيرة" حسب قوله، ولكن مع الوقت وفي سنة 2011، اتصل به زاز، وأعطاه فرصته واشتغلت معا في " كونتاكت ليون" في مشروع (Fibre Optic ) "ألياف بصرية"، حيث يسوقون خيوط الإنترنيت حسب المتهم. وهنا بدأت رحلة " السفاري" وسط افريقيا، حيث أفاد المتهم " ابو بدر" انه سافر من اجل التفاوض مع الزبناء وخصوصا المقربين من شخصيات ومسؤولين نافذين بتلك الدول منهم وزير الدفاع بجنوب افريقيا ووزير الاتصال بكنشاسا وكولونيل بالكونغو هذا الأخير الذي اعتبره المتهم صديقا مقربا " صاحبي"، وبثقة وتهكم صرح: ( الحمد لله نشرف بلادنا.. وفي المستقبل سنلتقي سفراء)، وأردف قائلا : ( عناصر الشرطة تلاعبوا بكلماتي في المحضر). واذهل مبلغ 2,5 مليار درهم، الحاضرين في الجلسة، عندما صرح المتهم ان هذا المبلغ كان أحسن صفقة قام بها لفائدة الشركة أداها زبائن موريتانيون.