أجرى قاضي التحقيق المكلف بملف المدير السابق لشركة «وانا»، أمس الثلاثاء، مواجهة بين المتهم الرئيسي في القضية مع مدير شركته والمسؤول القانوني عن شركة «سيارت»، التي تتهمها شركة الاتصالات «وانا» بالتسبب لها في خسائر مادية بملايير السنتيمات، وذكرت مصادر خاصة، أن المواجهة بين المتهمين، استمرت لأكثر من أربع ساعات، حيث تمسكا بتصريحاتهما المضمنة بمحاضر البحث التمهيدي. ونفى المتهمان خلال الاستماع إليهما، أي علاقة بالوقائع المنسوبة إليهما في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وجاء إجراء المواجهة بعد إنهاء الاستماع إلى ممثلي شركات معروفة في الاتصالات، لهم علاقة بملف كريم زاز، وإلى 10 متهمين يتابعون بتزوير وثائق، وتهريب مكالمات دولية. وفي السياق ذاته، كشفت التصريحات التفصيلية لبعض ممثلي شركات الاتصالات أمام قاضي التحقيق، أنه لا علاقة لهم بملف كريم الزاز، وركزت بعض الأسئلة على ملابسات تلقي شركة «تيلي فيا» لتحويلات مالية كبرى ناهزت 4 ملايير و600 مليون سنتيم، بالإضافة إلى تحويلات مالية متفاوتة من شركات أخرى توجد خارج المغرب، كشركة «إي بي إم» الموجودة في ألمانيا. واعتمدت الفرقة الوطنية في تحقيقاتها على اقتفاء وتحليل مكالمات هاتفية ورسائل نصية، أظهرت أن عمليات التلاعب في المكالمات الدولية الواردة على المغرب، تقف وراءها شركتان يديرهما كريم زاز، ويتعلق الأمر بشركة «كونتاكت كليون»، وهي فرع تابع لمجموعة «لوغان إل تيدي»، التي جرى تأسيسها في جبل طارق، أما الشّركة الثانية فاسمها «ميلتي كال»، وجرى تأسيسها في المغرب. وتابعت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء، لمتابعة كريم الزاز، الموجود حاليا رهن الاعتقال بسجن عكاشة، بتهم «التزوير في محررات تجارية واستعمالها وصنع، عن علم، وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها وعرقلة نظام المعالجة الآلية للمعطيات وتزييف وثائق المعلومات وإحداث واستغلال شبكة مواصلات دون إذن واختلاس خطوط المواصلات». وانطلقت الأبحاث في الملف، في شهر يونيو 2012، بناء على تعليمات الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في البيضاء، حيث باشرت الفرقة الوطنية تحقيقا في الموضوع، استنادا إلى شكاية وضعتها شركة الاتصالات «وانا كوربرايت». محمد كريم كفال