قال المدير المركزي للقنوات الأمازيغية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، محمد مماد، أن البلاد التي لا تتوفر على منظومة إعلامية قوية، لا يمكنها أن تتنمى وأن تتقوى. وأضاف مماد في حوار أجرته معه مجلة كنال أوجوردوي الفنية والتلفزيونية: لقد وقعت تحولات مهمة في قطاع السمعي البصري بالمغرب، على المستوى التقني والقانوني، فقط يلزم أن ننهض بهذا القطاع على مستوى المضامين. وبخصوص المشاكل التي طفت مؤخرا على السطح فيما يتعلق بمطالب العاملين داخل القناة الأمازيغية، أكد محمد مماد على أن القناة بخير من ناحية التسيير ومن ناحية الأداء، وبالنسبة لتحركات بعض النقابات داخل القناة، فهي مسألة صحية وحق يضمنه الدستور.نحن الآن بصدد معالجة مجموعة من الملفات العالقة وهي ملفات بسيطة، وهناك من يضخم فيها. تجدون كل التفاصيل في نص الحوار التالي: * بداية محمد مماد أنتم كمهني مجرب... كيف تقيمون أداء قنواتنا التلفزية؟ * أنا لا أقول أن أداء القنوات التلفزيونية الوطنية لا يمكن أن ننتقده، هناك نواقص وهناك أشياء يمكن أن ننتقدها في برامجها وفي أدائها بصفة عامة، ولكن هناك أشياء إيجابية جدا في هذه القنوات.أعتقد من منطلق أنني متفائل بطبعي، إذا قارنا أداء هذه القنوات العمومية بما هو أعلى وأجود، والإعلام يلعب دورا مهما جدا على جميع المستويات، على مستوى التنمية، مثلا، للإعلام دور مهم، والبلاد التي لا تتوفر على منظومة إعلامية قوية، لا يمكنها أن تتنمى وأن تتقوى، وهذا معروف في جميع الدول. من هذه الدول، مثلا، تركيا التي تتوفر على عشرات القنوات، إعلام من هذا المستوى يساهم بشكل جذري وحاسم في الدفع بوتيرة التنمية لهذه الدول. لقد وقعت تحولات مهمة في قطاع السمعي البصري بالمغرب، على المستوى التقني وعلى المستوى القانوني، يلزم فعلا أن ننهض بهذا القطاع على مستوى المضامين، مضامين البرامج بصفة عامة ومضامين البرامج الإخبارية والبرامج الترفيهية، والدراما ومضامين جميع أنواع البرامج. المسألة الأساسية والجوهرية في كل هذا، هو أننا يجب أن نستمع إلى الجمهور إلى المواطن المغربي. لماذا؟ لأن الجمهور المغربي منفتح اليوم على جميع القنوات وعلى التجارب الإعلامية في العالم ويقارن. أصبح للجمهور المغربي حس وإلمام بالجودة في البرامج التي تقدم له. * أين تكمن هذه المجهودات التي تؤكد عليها وهي غير ملموسة في أداء قنواتنا؟ * يجب أن نأخذ في الاعتبار عوامل مهمة في هذا المجال، أولا: يلزم ثورة من ناحية الموضوع، أن نستمع لرأي الجمهور ونحترم انتظاراته، ثانيا: الاهتمام بالتكوين، هناك مجهودات كبيرة تقوم بها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية، وأعرف عن ماذا أتكل، على مستوى التكوين. ثالثا: هناك مجهودات كبيرة على مستوى التجهيزات، مثلا، إذا أخذنا قناة الجزيرة، ما الذي تتوفر عليه الجزيرة؟ وإن كانت بالنسبة لي ليست هي المعيار الوحيد للجودة. ولكنها قناة تتوفر على الموارد البشرية وعلى إمكانيات مالية مهمة. أؤكد على المجهود الكبير الذي قامت به القنوات العمومية المغربية الآن، هناك طفرة وبالخصوص مع التحول الذي سيعرفه المغرب على المستوى السياسي. أنا متفائل، لأن هناك رغبة على جميع المستويات، على أعلى المستويات في هرم الدولة، وعلى أعلى مستوى داخل المؤسسات، هناك تحدي وليس فقط إرادة، إصلاح الإعلام العمومي السمعي البصري هو ضرورة ملحة، لأنه لا يمكن لنا أن نظل حيث نحن، والإعلام يتطور في دول أخرى بوتيرة متسارعة. * بعد أن طفت على السطح مؤخرا بعض مشاكل العاملين داخل القناة ...هل قناة الأمازيغية بخير؟ * الحمد لله قناة الأمازيغية هي بخير من ناحية التسيير ومن ناحية الأداء، الامازيغية هو مشروع تحدي في الحقيقة، مشروع تلفزيوني خرج من فراغ، وطواقم القناة قامت بمجهود جبار وتضحيات كبيرة جدا، وبالنسبة مثلا لتحركات بعض النقابات داخل القناة، هي مسالة صحية وحق يضمنه الدستور. نحن بصدد معالجة مجموعة من الملفات وهي ملفات بسيطة، وهناك من يضخم فيها، هي ملفات إدارية عادية جدا، كتسوية وضعية بعض المتعاونين مع القناة، ومؤخرا كان لي اجتماع مع المدير العام للشركة الوطنية وستجد هذه الوضعية قريبا طريقها للحل. * للتوضيح أكثر... ما هي هذه المشاكل التي قلتم يتم تضخيمها؟ * هناك مشكل أساسي داخل قناة الأمازيغية وهو أن مجموعة من العاملين لا زالت لم تسو وضعيتهم المادية، ويجب أن تسوى، وهذه مسألة عادية وهذا ملف إداري محض. وهناك ملف طرق صرف العلوات والتحفيزات. هناك رغبة أكيدة لحل هذه المشاكل وتسوية هذه الملفات في أقرب وقت ممكن.