دافع محمد مماد، المدير المركزي للأمازيغية في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والمدير العام لقناة الأمازيغية، عن حصيلة القناة الثامنة، بعدما اعتبر أن إطلاق «تامازيغت» ونجاحها في ربط الاتصال مع المُشاهِد المغربي يعد مكسبا إعلاميا وثقافيا ومجتمعيا. وقلل محمد مماد من أهمية بعض الانتقادات التي توجه للقناة الأمازيغية، مادامت لا تتأسس على مرجعية واضحة. في هذا السياق، قال محمد مماد، في حوار مع «المساء»: «أول شيء لا بد من التذكير به هو أن القناة الأمازيغية تُجسِّد رهانا مجتمعيا وثقافيا بالدرجة الأولى أكثر منه رهان إعلامي وقانوني، وأظن أن الحرص على إطلاق المشروع يعد -في حد ذاته- مكسبا مهما، ماذا تحقق؟ أعتقد أننا، بكل صراحة وتواضع، استطعنا حل العديد من الإشكاليات المتعلقة بانطلاق القناة وتجاوزناها ونقول بوضوح إن الانطلاقة نجحت، على الرغم من إقرارنا ببعض النواقص التي نحاول أن نتفاداها في المستقبل. هذا على مستوى التصور، أما في ما يخص إشكالية المضمون، فنحن نُصِرّ على تصحيح المضامين التي نقدمها في قناة «الأمازيغية» ونحرص على تقييم مختلف طواقم «تامازيغت» وندقق في المنتوج الذي يُبَثّ على قناتنا ونضع نصب أعيننا ما يعتري شبكة البرامج من نقاط قوة أو ضعف، وهنا لا بد من التأكيد على نقطة أساسية هي أن الشبكة البرامجية غير مقدَّسة، وهي قابلة للتغيير، وفق ما يقتضيه تصور هذا المشروع». وفي رده على سؤال حول قدرة القناة على الاحتفاظ بوتيرة الإنتاج التي انطلقت بها، قال محمد مماد: «يجب أن نُسلِّم بأمر مهم هو أن أي ميزانية يمكن أن تكون ناقصة أو زائدة، ومن المستحيل أن يتحقق التوازن بين الميزانية ومصاريف أي قناة.. إلى حد الساعة، نقول إن الميزانية المخصَّصة للقناة كافية وقادرة على مواصلة الإنتاج بوتيرة عادية، ويجب التذكير بأن ميزانية قناة «تامازيغت» لا يمكن أن تُحدَّد في رقم ثابت، على اعتبار أنه بحكم انتماء القناة إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فهذا يخول لها الاستفادة من كل إمكانيات الشركة على المستوى التقني أو البشري، وهذا في اعتقادي لا يُقدَّر بثمن، فهي ميزانية مفتوحة. وجوابا عن سؤال حول حدوث مشاكل بين بعض المسؤولين في الإنتاج وشركات الإنتاج في ما يخص تقييم الأعمال، قال محمد مماد: «نحن في قناة «الأمازيغية» نتعامل بصرامة ونُشدِّد على ضرورة توفر شروط الجودة في العمل قبل قبوله، وهذا ينسجم مع العقود التي نوقعها مع المنتجين، وبالمقابل، لا نكون ديكتاتوريين في التعامل مع شركائنا.. نحن نتوافق بما يخدم القناة ولا نسمح بمرور أي عمل غير صالح للبث، وهذا ما يحدد صيغ عملنا في الأصل، إلا إذا كانت هناك أسرار لا أعلمها». وأضاف محمد مماد أن قناة «تامازيغت» تحاول أن تقترب من المشاهدين، عبر ليونة شبكة برامجها وانخراطها في دبلجة مواطِنة وغير بليدة تتأسس على مرجعية الواقع.. في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أننا أعددنا شبكة برامجية رمضانية تنسجم مع طبيعة هذا الشهر الكريم، ونحاول أن نمنح هذه الشبكة التميزَ عن باقي الشبكات الأخرى، مع الحرص على تلبية مختلَف الأذواق واحترام المشاهد المغربي. وفي تعليق على خوض القناة الثانية تجربةَ الدبلجة بالأمازيغية، لاسيما في سلسلة «رْمّانة وبْرطالْ»، قال مماد: «من اللازم أن نُذكِّر بأن القناة الثانية لها تجربة في التعامل مع الإنتاجات الأمازيغية، وأتمنى أن تحترم كل قناة خصوصياتها والهدف من إنشائها». وفي رده على الانتقادات التي وجهها البعض للقناة الأمازيغية، قال محمد مماد: «المهم في نظري هو إطلاق القناة، أَحبَّ من أحب وكرِه من كره، والأساسي أن تحترم القناة دفتر تحملاتها، حسب ما ينص عليه القانون، أما الانتقادات فنحن نرحِّب بها ونتعامل معها بشكل جاد وتفاعلي، شريطة أن تكون مهنية وواضحة وتحدد مواطن الخلل ونسبته.. إن الانتقادات، في نظري، شرط في تطوير الأداء، لكن هذه الانتقادات يجب ألا تبنى على العموميات، إذ تصير في هذه الحالة لا معنى لها ولا تفيدنا إطلاقا، نحن نتطور بالنقد البنّاء والمؤسَّس على مرجعية واضحة، أما ترديد عبارة الرداءة دون تحديد مواطنها، فهذا غير مقبول»...