أكد وزير الاتصال المغربي والناطق الرسمي للحكومة خالد الناصري، قبيل إعطاء انطلاقة البث التجريبي أنه من المنتظر أن ينطلق البث العادي للقناة الأمازيغية في شهر مارس القادم، بعد انطلاق البث التجريبي مساء الأربعاء الماضي. وشدد الناصري على خصوصية هذه القناة الأمازيغية التي ستأخذ طابع قناة عامة وعمومية، «هي ملك مشاع للمغاربة بدون استثناء ومن شأنها أن تخلق ديناميكية كبيرة تنصهر فيها كل آليات الإعلام السمعي البصري العمومي». واستغل الناصري الفرصة للتذكير بمسار الإعلام المغربي في السنوات العشر الأخيرة، وذكر أنه «قبل عام 2001، كانت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لا تتوفر إلا على قناة واحدة إلى جانب دوزيم التابعة لشركة «صورياد»، في الوقت الذي صار المغرب يتوفر على ثمان قنوات»، يقول الناصري. ومن جانبه، أشاد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على «المنجز التقني المشرف» الذي تم بأطر مغربية، وعلى الوسائل التقنية المتطورة التي تم تجهيز القناة الأمازيغية بها، مشيرا إلى أنها ستبث ما بين 70 و75 في المائة من برامجها بالأمازيغية (تاريفيت، تامازيغت، تشلحيت). في السياق ذاته، اعتبر أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، انطلاق القناة الأمازيغية «حدثا تاريخيا» يؤرخ لمسار جديد لسياسة الدولة في مجال الإعلام والتي سنها الملك محمد السادس في خطاب 30 يوليوز 2001 وفي خطاب أجدير في السنة ذاتها والذي تضمن رؤية جديدة للهوية الوطنية التي يشكل الرافد الأمازيغي، لغة وثقافة وحضارة، أحد روافدها الأساسية. وأعرب بوكوس عن استعداد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لوضع خبرته رهن إشارة القناة في مجال تكوين الأطر الصحافية أساسا، ومنشطي البرامج وكذا في مجال المضامين الثقافية للبرامج في إطار استشاري، مؤكدا أن طابع تدخل المعهد الملكي لا يتجاوز الاستشارة. وفي ليلة الانطلاق التجريبي، أعطى محمد مماد، المدير المركزي المكلف بالبرامج الأمازيغية، تفاصيل حول في برامج القناة، وهي البرامج التي تبث بشكل يومي لمدة ست ساعات من الاثنين إلى الجمعة، وعشر ساعات يومي السبت والأحد. تجدر الإشارة إلى أن الشبكة البرامجية لقناة «تمازيغت» سوف تتضمن على الأقل %70 من المواد باللغة الأمازيغية بتعابيرها الثلاثة، وذلك طبقا لما ينص عليه دفتر تحملاتها. ويمكن مشاهدة والتقاط برامج قناة «تمازيغت» من خلال البث الرقمي الأرضي (TNT) عبر التراب الوطني، ومن خلال القمرين الاصطناعيين نايل سات 7° غربا Mhz 11765 أفقي، والقمر الاصطناعي هوتبورد 13° شرقا Mhz 10872عمودي. وتتمثل هذه البرامج في «إبداعات» و«الشأن المحلي» و«أرشيف الأولى ودوزيم» و«حدث هذا الأسبوع» و«القنطرة» (تيلكيت)، و«الموعد الرياضي» و»أولاد البلاد»، و«طريق النجوم»، و«هي» (نتات)، و«اقتصاد بلادي» و«مواقف» و«روافد» و«أش واقع» و«تعليم اللغة الأمازيغية» (ياز)، و«الرسوم المتحركة» و«الإسلام نور» و«الإسلام والحياة» (ليسلام تدروت) و«القرآن الكريم». وبالنسبة إلى مراقبين، فالقناة الأمازيغية ستدخل اختبار البث التجريبي لجس نبض المشتغلين في هذا الوليد واختبار مدى جاهزيتهم للبث العادي والمستمر الذي يتطلب بالإضافة إلى توفر شرط الجودة والانضباط والمهنية ضرورة توفر هذه القناة على مخزون إنتاجي لا تضطر معه القناة الجديدة للخوض في اختيارات أخرى تكون صعبة في المستقبل، كما يتساءل المهتمون عن صيغ الدعم المالي المستقبلي، هذا فضلا عن السؤال حول مدى فاعلية المدير المركزي للأمازيغية لعدم خلط الأوراق في أقسام الأخبار والبرامج والإنتاج الخاصة بالأمازيغية في الإذاعة والتلفزة، بالنظر إلى مجموعة من التراكمات التي كانت سابقة على اقتراح مماد لهذا المنصب.