و الصلاة والسلام على خير المرسلين تصحيح فهم بعض الغافلين من باب التواصي بالحق أردت أن أخط هذه السطور المتواضعة لأنبه الذين يقومون بأعمال يحسبونها داخل إطار العادة و الترفيه كي ينتبهوا لخطورتها ، و هي من صلب الأعمال المنهي عنها شرعا ، و أملي أن ينتهي كلٌ مَن هو مغموس فيها من مزاولتها . فالقمار أو الميسر يعرف الجميع حكمه و أنواعه ، خاصة الأنواع الواضحة ، و هناك أنواع أخرى يظنها البعض أنها مجرد ترفه فقط ، و هي التي يغص فيها بعض الغافلين و يقترفون الذنب لا محالة . فحكم الميسر والقمار حرام لقوله تعالى :# إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون # و مع ذلك فالكثير يقامر قمارا واضحا و ربما هو يصلي ويصوم ، و كأنه لم يسمع قط شيئا عن الميسر و القمار . هناك أنواع كثيرة من القمار و التي سميتها بالقمار الواضح منها / Tiercé مسابقة الخيول * LoTo لوطو - * TOTO FOUT طوطو فوت * queniela كنييلا * ............... اليانصيب .poker بوكير هي أسماء وأنواع كثيرة ، و من يزاولها يعلم علم اليقين أنه واقع في الحرام ، ولكنني أريد التنبيه على بعض الألعاب والمراهنات التي يظن بعض الغافلين ومنهم مقربين إليّ إمّا عائليا أو من الصداقة أو المعرفة أو الجيران ،أنها لا تدخل باب القمار و الميسر، بل يحسبون ذلك مجرد تحفيز على تنشيط بعض الألعاب ، Parchis برتشيس **dama داما ** ajedres **الشطرنج cartas كلعب : الورق هذه الألعاب اختلف العلماء في تحريمها أو كراهيتها أو جوازها ، فمنهم من حرمها تحريما قطعيا ، ومنهم من كرهها ومنهم من أجازها بشروط . يقول بعض العلماء الذين أجازوا هذه اللعب : أن الترفيه عن النفس بلعب إحدى اللعب المتداولة في بلد ما جائز ، ولكن بشروط وقد وضعوا الشروط في التّالي : أن لا يلهيك اللعب عن الصلاة ،ولا عن أي عمل الدّنيا ،ولا عن جلب الرزق ، وأن لا تتخلله مراهنة أو السّب والشّتم و اللعان و الكلام الفاحش . وإلاّ أصبح محرما. فبعض الناس يلعبون إحدى هذه اللعب على أن يؤدي الخاسر منهم كأس الشاي أو الحلوى للرابح ، و هذا قمار دون شك ، ومَن يفعل هذا بدون حرج و يحسب أنه لا يقامر فهو غافل ، والغافل يحسب أنه يحسن صنعا ولكنه واقعٌ في الحرام دون شعور ، و سبب هذا هو عدم السؤال عن تعاليم الدّين ، مع العلم كلنا سمع بالآية الكريمة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فأين أنت ذاهب بدينك يا أخي ؟ تصلي وتصوم وربما قد أديت فريضة الحج ، وأنت تقامر على كأس شاي أو أقل ، أليس هذا حال الغافلين الذي قال الله عنهم في آيات كثيرة أنهم الخاسرون ؟ قال تعالي في محكم تنزيله :# أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ()لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمْ الْخَاسِرُونَ # والله تعالى يقول في مقام آخر:# يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ #. ليس هذا فحسب ، اليوم ابتكر شياطين الإنس طرقا جديدة ليصطادوا بها الناس ، وهي قمار ولا شك ويحسبها الغافل مشاركة أو هديه ، فالكثير من برامج الراديو أو التليفزيون تحفزك على الاتصال برقم الهاتف الفلاني وأجب عن السؤال السهل الذي يلقيه منشط البرنامج لتخوض مع الخائضين قرعة لتفوز بسيارة أو شيك قدره كذا أو شيء من هذا القبيل ، ولكنك حين تتصل بالهاتف أو برسالة قصيرة تؤدي ثمن المشاركة في الرهان مع تعرفة الاتصال وتكون قد وقعت في المحظور ، فكيف بمسلم يتقى الكذب و الزّنا وشرب الخمر و القمار نفسه ولكنه يقع في شباك هذه المحفزات التي لا يلقي لها بال و يحسبها مجرد مشاركة أو حظ أو هدايا تعطى بدون مقابل ؟ و في الأخير أنبه عن شيء قد يقع فيه المسلم و يحسبه حلالا طيبا وهو المراهنة بين اثنين ......فمن الناس من يراهن صاحبه على حلوى أو كأس قهوة أو طعام عشاء مثلا على أن تربح فرقة كرة القدم الفولانية فرقة أخرى ، و هما متحمسان كلٌ لفريقه وبينهما ضحك و لعب و نشوى ، ولا يشعران أنهما وقعا في محظور ألا وهو القمار كل هؤلاء يحسبون أنّ ثمن كأس الشاي أو حتى طعام العشاء شيء قليل ولا يعتبر قمارا ، كأن أحدهم أكرم صاحبه فقط ، لذا لا حرج ، فلما لا تكرمه بدون مراهنة أو بدون لعب لعبة حتى تكون لك إن شاء الله صدقة ، فقارن أخي بين الفعلين ، إمّا أن يكون ذنبا ، حين يراهن الواحد الآخر على كأس شاي أو حلوى ، و إمّا أن يكون صدقة وعليه أجر من الله بإذنه حين لا تتخلله هذه الشبهات . فاختر لنفسك ماذا تريد ؟ و الرهان الجائز الذي أجمع عليه العلماء هو : أولا : أن يكون في الجري أو ركوب الخيل أو السباحة أو الرماية أو ما يفيد المسلم . ثانيا : أن تكون هدية نقدية أو ما يقابلها ، يهديها منظم المسابقة للفائز بدون مساهمة من المتسابقين ، أو أن يراهن أحد صاحبه بأن يقول له ( تسابقني إلى المكان الفلاني فإن سبقتني أديت لك كذا وإن سبقتك فلا عليك ) أما إذا اشترطا أن يؤدي كلاهما ، السابق للمسبوق فهذا محرم . أوصيك أخي وأوصي نفسي أولاً بأن نبتعد عن هذه التافهات حتى نتجنب غضب ا لله ، ثم لا تحقرن صغيرة ، فبالقطرات تملأ الوديان قال ابن المعتز : لا تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةُ *** إِنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَى و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس مرفوعا (( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، )) بسم الله الرحمن الرحيم * إنّ الإنسان لفي خُسر*إلاَّ الَّذين آمنوا و عملوا الصّالحات ﴿وَالْعَصْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ صدق الله العظيم هذا تقريب لتصحيح بعض المفاهيم ويبقى العلم كله لله سبحانه و أستغفر الله والسلام عليكم. محبكم الحسن بنونة