من يحمي ممتلكات الطريق الدائرية لتطوان من السرقة والعبث؟ بعد الإصلاحات التي شهدتها طرق وشوارع مدينة الحمامة البيضاء، أصبح لهاته الأخيرة مكانة متميزة وموقعا استراتيجيا يشد إليه الناس رحالهم من كل حدب وصوب. غير أن هذا الحسن والجمال الذي تزخر به تطوان إذا لم يصان من أيدي العابثين ومن طيش الطائشين فسوف لن تنعم المدينة بلباسها النقي الموسوم بالطهر والصفاء. ومن منطلق الغيرة ومن باب المسؤولية كان لجريدة الساحل الشمالي جولة خاصة لإحدى الطريق المعروفة لدى ساكنة تطوان بالطريق الدائرية الممتدة من مدخل المدينة عبر محطة المسافرين إلى النقطة التي تلتقي فيها مع طريق مدينة مارتيل والمضيق، هاته الجولة بقدر ما تركت في نفوسنا ارتياحا متميزا حيث الأضواء منتشرة على جنبات الطريق والكراسي ممتدة بانتظام والمياه تسقي عطش الربيع الذي ألبس الطريق لباسا مخضرا أضفى عليها الحسن والبهاء، بقدر ما تركت بعض السلوكيات الطائشة لمتهورين؛ حزنا واستياء كبيرين في نفوسنا ، جراء السرقة والنهب للممتلكات التي تزخر بهم الطريق كالصنابير والكراسي وأسلاك الكهرباء وأغطية البالوعات الحديدية ودهس لسلة الأزبال والقمامات... ممتلكات هامة بدون حارس كيف يعقل أن تترك كل هذه الممتلكات تغتصب دون مراقب ولا حارس ليلي لها؟ بهذا السؤال العريض فاجأنا بستاني وهو يسقي في حدود الساعة الثانية عشر ليلا الربيع الممتد على الطريق، والذي بدوره لم يسلم من العبث يقول البستاني بحيث تم سرقة عدة صنابير للسقي ناهيك عن الأغطية الحديدية للبالوعات بل حتى غطاء عداد الكهرباء للماء الذي نستعمله في الري تمت سرقته. وعن الكراسي الحديدية الممتدة على طول الطريق فقد تم سرقة ما يفوق رؤوس أصابع اليدين كل ذلك يتم في جنح الليل وبطريقة تعتمد على فسخ الكرسي بشكل طبيعي كما تفسخ عجلة السيارة، ليتم بيعها يقول البستاني في أماكن مخصصة لذلك كالتي توجد في حي كويلما أو بحي خندق الزربوح وغيرها من الأماكن التي تشتري المتلاشيات . خطورة الطريق ليلا الطريق الدائرية بالإضافة إلى ماتعرفه ممتلكاتها من عمليات النهب والسرقة ليلا فإنها تتحول نتيجة عملية سقي النبات، إلى طريق أقل مايقال عنها أنها خطيرة بل ومميتة في بعض الأحيان، وذلك نتيجة المياه التي تتسرب إلى الطريق الشيء الذي يعرض صاحب السيارات إلى انزلاقات مع المنعطفات المتواجدة في جزء منها. ولعل الحوادث المميتة التي شهدتها تلك الطريقة نتيجة المياه المتسربة خير دليل على مايمكن أن يحدث مستقبلا –لاقدر الله- خصوصا وأن هاته الطريق تعرف إقبالا كبيرا في فصل الصيف. وختاما على المسؤولين أن يتحركوا في هذا الجانب ويشددوا المراقبة على الشركة التي فوضوها مهمة البستنة والسقي ، وأن يجدوا الحلول المناسبة لعمليات نهب وسرقة أملاك الشعب وحمايتها وصيانتها من الضياع، مع الضرب بيد من حديد على المتورطين في السرقة ونيلهم حقهم من العقوبة الصارمة وفق ماتنص عليه القوانين. عدنان تليدي