اهتزت أخيرا عاصمة دكالة، على وقع نازلة غريبة، إذ أقدم لصوص في الساعات الأولى من صباح السبت قبل الماضي، على سرقة حاوية حديدية للأزبال، وزنها 5 أطنان، على مقربة من شارع النصر، بمحاذاة قبة الولي الصالح سيدي الضاوي. وقد كانت "البركاسة" ترابض مدة أزيد من 4 سنوات، وأصبحت من المشهد الاعتيادي المألوف في الحي الشعبي. وسجل ممثل شركة النظافة المتعاقد معها "سيطا البيضاء" شكاية لدى الدائرة الأمنية الأولى، صاحبة الاختصاص الترابي. ويظهر وزن وحجم حاوية الأزبال (بركاسة) أن السرقة كانت نوعية، وأن وراءها شبكة أو عصابة منظمة، باتت تستعين بشاحنة قطر. ولم يستبعد مسؤول أمني أن تكون الحاوية انصهرت في فرن عال الحرارة، وأنها أصبحت عبارة عن قطع حديدية، قابلة للتصنيع. وفي سياق هذا النوع من السرقات، كانت مدينة الجديدة استفقات على وقع سرقة نوعية، همت أسلاك نحاسية لأعمدة كهربائية في طور الإنجاز، على طول شارع محمد الرافعي ذي الاتجاه الوحيد. واستغل الفاعلون سوء أحوال الجو، والتساقطات المطرية التي عرفتها ليلا عاصمة دكالة، لينفذوا عملية السرقة تحت جنح الظلام، على طول شارع محمد الرافعي، اللصيق بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء وتطهير السائل، واستولوا على كمية هامة من مقاطع أسلاك نحاسية، لم يمض وقت طويل على وضعها في حفر بعمق زهاء متر، تمهيدا لربطها بأعمدة كهربائية، مزمع إثباتها على جنبات الشارع العام، لتقوية الإنارة العمومية. وعاينت "المغربية" أثار السرقة التي استهدفت ما يناهز 10 حفر، أي 10 عمود كهربائي. وفضلت الشركة المتعاقد معها، على حد تصريح أحد المستخدمين لديها، عدم تسجيل شكاية في الموضوع لدى السلطات المختصة. وبالموازاة مع السرقة التي استهدفت الأسلاك النحاسية بشارع محمد الرافعي، فإن ظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي، الخاصة ببلدية الجديدة، واتصالات المغرب، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء وتطهير السائل، قد عادت مجددا إلى الواجهة وبشكل مثير للجدل، بعد أن كانت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، اعتقلت، أواخر شهر فبراير الماضي، 6 فاعلين، تورطوا في أزيد من 100 سرقة موصوفة، استهدفت أغطية البالوعات. وعرفت الجديدة، في الآونة الأخيرة، استشراء هذه الظاهرة المقلقة، والتي نجم عنها تعييب وإتلاف منشآت ذات منفعة عامة. فعلى بعد بضعة أمتر من إقامة عامل إقليمالجديدة، وتحديدا عند ملتقى نهج حافظ إبراهيم وشارع الجيش الملكي، اختفت في ليلة واحدة، 5 أغطية بالوعات، في دائرة لا يتعدى شعاعها 4 أمتار. وعلمت "المغربية" أن الجناة يستعملون عربة مدفوعة ذات عجلتين، وينشطون في ساعة متأخرة من الليل، بعد أن يرصدوا أهدافهم، ويخططون بنجاعة لسرقتها. وباتت هذه السرقات المستشرية تكبد المؤسسات العمومية والخاصة، خسائر مادية جسيمة، وتسبب في عرقلة حركات السير والمرور على المحاور الطرقية بالمدينة، وفي مخاطر على سلامة المواطنين ومستعملي الطريق من الراجلين والراكبين.