رصدت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة بأكَادير، خلال جولة قامت بها بداية من شهر ينايرالمنصرم، مجموعة من الاعتداءات التي تعرضت لها التجهيزات العمومية من مصابيح وأسلاك وأعمدة كهربائية وبالوعات حديدية، وكذ ا الحدائق والأودية بمدينة أكَادير التي تعرضت للتلوث جراء رمي كميات هائلة من الأزبال، الأمر الذي ألحق خسائر مالية بالبلدية ومصالح أخرى وأضر بالمناطق الخضراء. وعاينت الجمعية، حسب تقريرها الذي توصلنا بنسخة منه، حالات كثيرة من الإتلاف والسرقة والتخريب المتعمد بأمكنة مختلفة والذي لم يسبق أن عرفته المدينة بهذا الحجم، ولا يعدو أن يكون هذا الفعل الإجرامي تجاه الممتلكات والتجهيزات إلا انتقاما واضحا من طرف العصابات الإجرامية التي تترامى على الأسلاك الكهربائية كما هو الشأن بممر الراجلين ما بين متجر مرجان ومدار الباطوار ،حيث تكبدت البلدية بهذا الممر وحده ما يفوق 170مليون سنتيم. كما سجلت سرقة المصابيح والأسلاك الكهربائية بقصبة أكَادير أوفلا، ليتركها المجرمون عرضة للظلام الدامس ولممارسات سلوكات مشبوهة ليلا، كما تمت سرقة البالوعات الحديدية بالعديد من التجزئات المعدة للسكن. هذا ولم تسلم المنطقة السياحية هي الأخرى من عملية التخريب إذ تمت سرقة جميع سدادات الأعمدة الكهربائية بإحدى الساحات وذلك استعدادا لسرقة الأسلاك الكهربائية بها. أما العديد من أحياء مدينة أكَادير، يقول تقرير الجمعية، فقد تم فيها إتلاف وحرق وتكسي رحاويات الأزبال وإشعال النار في بعضها في جنح الليل، ناهيك عن رمي الأزبال المختلفة من عجلات مطاطية ومخلفات البناء في الحدائق العمومية والأودية وعلى جنبات الطريق المؤدية إلى مقبرة "تيليلا" بأكَادير، سواء من قبل بعض المواطنين أو سائقي الشاحنات وأصحاب العربات وناقلات البضائع... فعمليات التخريب المتعمد والتدمير الممنهج للتجهيزات العمومية، وسرقة الأسلاك الكهربائية وعدادات الكهرباء والماء وسدادات قنوات الصرف الصحي وتلويث الحدائق والأودية بالأزبال، تعتبرها جمعية بييزاج للبيئة والثقافة بأكَادير عملا إجراميا وسلوكا همجيا يتطلب بشكل مستعجل مقاربة أمنية صارمة، ومراقبة مضاعفة لحماية كل الممتلكات العامة من السرقة والسطو والتخريب والتلوث. وما تدعو إليه الجمعية مشكورة على تقريرها المعززة بصور حية وشاهدة على حجم التخريب والإتلاف، يحتاج أيضا إلى عمليات تحسيس واسعة حتى تشمل جميع المواطنين لحماية أحيائهم وبيئتهم وإنارتهم العمومية حتى لا يبقوا عرضة للظلام، وإلى توعيتهم أيضا بخطورة غض الطرف عن هذه العمليات الإجرامية ضد المدينة والمصلحة العامة للمواطنين، وإلى تنبيه السلطات ومصالح الأمن معا لكي تتحمل مسؤوليتها للضرب بيد من حديد على من كل امتدت يده إلى تخريب منشآت عمومية ، ودفع القضاء إلى تشديد العقوبة وعدم التساهل سواء في المتابعة أو الحكم على العصابات المتورطة في سرقة المصابيح والأسلاك الكهربائية والبالوعات الحديدية التي تكبد البلدية والوكالة المستقلة المتعددة التخصصات بأكَادير، خسارات مالية باهظة.