مرفق عمومي.. ومؤشر تنمية لا أدري الى متى سيستمر هذا الاهمال واللامبالاة التي تطال قطاع النقل الحضري بكل مكوناته، بهده المدينة السعيدة ؟؟ لقد دأبنا في السنوات الماضية على الرسوب في كل الاختبارات التي تجريها المنظمات الأممية المختصة في مجال التنمية البشرية، حيث نصنف باستمرار في المراتب الأخيرة، بالرغم من كل ما يبدل من جهد في هدا المجال ، خصوصا مند التأسيس للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو ما يكون محل استغراب البعض واحتجاج أو حنق البعض الآخر..! غير أننا عندما نعلم أن مؤشرات التقييم في مثل هده الدراسات تتعلق بالأساس، بظروف المعيش اليومي للمواطنين وخصوصا المرافق العمومية وفي مقدمتها النقل والصحة، وعندما نستحضر وضعية هدا القطاع عندنا ، فان أي استغراب ينبغي أن يختفي وأي حنق أو غضب ، لن يجد له مبررا معقولا .. مند أيام، تلقيت من أحد الطلبة، صورا التقطها من داخل حافلة للنقل الحضري من تلك التي يستعملها الطلبة للوصول الى مقر دراستهم بما فيهم الطلبة الأجانب، والتي تدرع شوارع المدينة جيئة ودهابا على امتداد اليوم، وهي تنفث سمومها من ثاني أكسيد الكاربون في الأجواء، وتعطي أسوء انطباع عن المدينة والقائمين بأمور النقل الجماعي بها ، وتضرب في الصفر كل المجهودات التي بدلت وتبدل في مجال تأهيل المدينة وتحسين صورتها،، هده الصور، كما المظهر الخارجي لهده "الناقلات" العجيبة التي يصعب أن يطلق عليها المرء تسمية "حافلات" ،، تكشف عن واقع مؤسف وغير لائق ولا يمكن السكوت عليه ، خصوصا عندما نطالع وضع نفس القطاع علي بعد أربعين كيلوميترا جغرافيا في مدينة سبتةالمحتلة، وهو وضع يفصلنا عنه قرابة قرن من الزمن من حيث مستوى الخدمة والوسائل المستعملة، ان على صعيد الحافلات أو سيارات الأجرة،، سبتة التي لحقنا بها وربما تجاوزناها على مستوى المظاهر الخارجية للشوارع الرئيسية والمساحات الخضراء، تبقى بعيدة عنا من حيث مستوى هدا المرفق الحيوي الهام، وهدا أمر لا يليق، لعدة أسباب على رأسها الانطباع السلبي والسئ الدي يحتفظ به كل القادمين من الشمال من مواطنين ومغتربين وأجانب ممن يمكنهم المسؤولون المقصرون في هدا المجال، من وسيلة مثالية لقياس مدى تخلفنا وقلة حيلنتا في هدا المضمار،، ومما يزيد الطين بلة أن هدا الواقع المحزن يسود في مدينة جميلة، عرفت دائما بنظافتها ورونقها وأناقة أهلها، وكانت تتميز بأحسن وسائل النقل الحضري، أيام المأسوف عليه " الطرولي" (الحافلات الكهربائية)، الدي تم استئصاله بقرار متسرع متعسف أواسط السبعينات من القرن الماضي، بشكل لا يزال يطرح تساؤلات ملحة الى اليوم ،، ان المتفحص لهذا القطاع يتولد لديه احساس ،ربما يكون عذرا أقبح من الزلة، في أن المسؤولين الجماعيين الممثلين للسكان وكل من يشاطرهم مسؤولية تدبير هدا المجال، ليسوا من مستعملي هذه الوسيلة الشعبية في التنقل، وبالتالي لايعلمون المستوى المتدهور الدي وصلت اليه، والا لكانوا بادروا الى فعل أي شئ، من أجل الحفاظ على ماء الوجه و النهوض بهدا المرفق الدي يعتبر وسيلة أساسية في حياة المواطنين اليومية،، والخروج من هذا المأزق، ولو بوضع اعتذار، بالبوابة الالكترونية للجماعة الحضرية، لسكان المدينة المتضررين من حالة المرفق، يعطون فيه فكرة عن الأسباب التي تجعلهم يهملون هدا القطاع،، هل هي قلة دات اليد، أو قلة الحيلة ، أو غياب القدرة والمعرفة ، أو أنه لا يهمهم، أو لأشياء أخرى ؟؟ ، لدلك وتداركا لهدا الوضع أدعوهم هدا الأسبوع، كما دعوتهم في الأسبوع الماضي الى زيارة "سوق سانية الرمل"،لكي يقوموا بجولة على متن حافلة أو أكثر – حتى تكتمل الصورة- للتملي بما يوجد داخل هده العربات من مشاهد فريدة، خصوصا بأرضيتها وسقفها وأبوابها ونوافدها ،، وليبدأوا " جولتهم الاستطلاعية " بحافلة الجماعة الحضرية رقم:ج – 120806 فحالها معبر عن الوضع ، ويؤكد أن فاقد الشئ لا يعطيه !! سيما أنك عندما نتصفح معالم البوابة الالكترونية الرسمية للبلدية تجدها حافلة بكل شئ ، الا مايتعلق بهدا المرفق، والرابط الوحيد الدي له علاقة بهدا المجال والخاص بالمحطة الطرقية هو رابط فارغ ، لم يزل في طور البناء مند مدة. وعليه، فليعلم من بيده زمام هذا الأمر، أن الكيل قد طفح، وأمسى الاستمرار في تزكية هدا الوضع، اهانة لايستحقها المغاربة القاطنون بهده الحاضرة ... وقديما قال الشاعر : اذا كنت تدري فتلك مصيبة وادا كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ! بقلم الأستاذ الجامعي: زين العابدين الحسيني