يحق لنا أن نسميها بالسيدة المحظوظة، على اعتبار أنها حظيت باهتمام كبير من المؤرخين دون غيرها من النساء التطوانيات العابدات، كتب عنها العلامة الرهوني في «عمدة الراوين»، وكتب عنها المؤرخ الكبير محمد داود في تاريخ تطوان وفي المختصر ودونت حولها دراسات وأبحاث ومقالات… للسيدة آمنة غيلان حضور متميز في المجتمع المغربي عامة، وقد عرفت في الأوساط التعلوانية بللا غيلانة، نعتها الرهوني في كتابه «عمدة الراوين «بالفقيهة العالمة الصالحة»)، وأضاف محمد داود أوصافا أخرى في المختصر وقال: هي «الفقيهة الصالحة العالمة العاملة الزاهدة» وهي «المعلمة والمؤدبة والخطاطة والموثقة». من خلال هذه الأوصاف والنعوت يمكن القول إنها جسدت أنموذجا للمرأة التطوانية العابدة التي جمعت بين الزهد والعبادة والصلاح وبين العلم والعمل. تلقت السيدة آمنة غيلان تربية مغايرة، على يد أبيها العالم العلامة سيدي محمد غيلان، أقرأها القرآن ودرسها العربية والفقه والحديث، واعتنى بها عناية كبيرة، فكانت بذلك نموذجا للعطاء، تمثل في تعليم بنات جنسها أمر دينهن وتقديم الفتاوى لهن في شؤونهن، «وكانت الولية الصالحة ذات خط جميل، يقول محمد الميموني في كتابه «تاريخ الوراقة المغربية»: «كانت ذات خط مغربي مبسوط، وواضح ومليح وقد وجد بخط يدها كتاب الاكتفاء لابن الربيع سليمان بن موسى الكلاعي». وهذه ميزة أخرى اتصفت بها للا غيلانة، الخط الجميل وتوثيق الكتب ولربما تعطيها قصب السبق في هذا المجال. لقد أجمعت المصادر على أن آمنة غيلان انقطعت عن الأزواج وعلاقات الرجال وتفرغت للعبادة والتبتل… لن نخوض في موضوع عزوفها عن الزواج أو قبوله، ولكن الأكيد هو أن الجمع بين الحياة الزوجية وحياة العبادة والزهد لهو من صميم سنة رسول اللہ صلى الله عليه وسلم. لقد أنعم المولى سبحانه و جاد بفضله على للا غيلانة فأصبحت عالمة تطوان، ممدوح اسمها على كل لسان، متبحرة في شتى العلوم، وتعد بحق أنموذجا للسيدة التي حازت الفضل كله وحق لها ان تنعت بعالمة البلد وصالحتهن. توفيت رحمها الله عام 1206ه، ودفنت في بيت بدار والدها لازال معروفا بحومة المطامر، تاركة الأثر في الجيل الذي حفظته القرآن وعلمته أصول الدين وعلومه، صانعة بذلك التغير المنشود. عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي الكاتب: كتاب جماعي الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) بريس تطوان يتبع..