قال تعالي:”ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وان الآخرة هي دار القرار” سورة غافر 39 تزخر بلادنا بصفوة من النساء العالمات الزاهدات العفيفات التقيات والطاهرات اللواتي بصمن تاريخ المغرب بمداد من الفخر والاعتزاز، وعكسن الوجه المشرق للمرأة المغربية في شتى مجالات الحياة. وان كانت الكتابات التاريخية والادبية حول النساء شحيحة وتتسم بالنذرة فإن العمل المثمر لبعضهن استطاع ان يمتد إلينا عبر تداوله بين الناس جيلا بعد جيل.فهذه الناسكة الزاهدة جوهرة تطوان أمينة غيلان المعروفة بللا غيلانة بنت الفقيه الجليل سيدي محمد غيلان الذي كان متفرغا للعلم والعبادة ويقوم بعملية التدريس بجامع غرسية بتطوان لمجموعة من طلاب العلم الذين انتفعوا بدروسه. وكان من الطبيعي ان يلقن لابنته أمينة علوم القرآن والحديث والفقه، وكذلك قواعد اللغة العربية واساليبها وكأنه يعدها لتكون معلمة النساء بتطوان لما آنسه منها من رشد واستقامة. ذكرها المؤرخ والأديب احمد الرهوني صاحب كتاب عمدة الراوين في تاريخ تطاوين :(هي من الصالحات القانتات العابدات والزاهدات وانها لم تتزوج قط) رفضت العالمة الجليلة فكرة الزواج وكثرة الخطاب الذين رغبوا في الاقتران بها، لأنها كانت تريد أن تتفرغ للعبادة وتعليم النساء مبادى العبادة والأخلاق والعلم كما كانت تمدهن بالفتاوي في أمور الدين والدنيا. وإضافة الي ماتقدم فقد كانت الولية الصالحة ذات خط جميل قال د: محمد الميموني في كتابه تاريخ الوراقة المغربية :(ان السيدة غيلانة كانت ذات خط مغربي مبسوط وواضح ومليح وقد وجد بخط يدها كتاب الاكتفاء لأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي) كانت الولية الصالحة أمينة غيلان والتي عاشت في العصر العلوي زمن المولى اسماعيل متعددة العطاءات فهي المعلمة والمؤدبة والمفتية والخطاطة والموثقة. وقد تفرغت لهذا العمل النبيل مضحية بالحياة الأسرية التي تحلم بها كل فتاة ذلك أن حلمها كان أكبر ورسالتها كانت أنبل لذلك استحقت ان تكون عالمة تطوان. توفيت سنة 1189هجرية 1775 بعد وفاة والدها بسنة ودفنت في حجرة ببيتها مفتوحة على الشارع بحي المطيمر بتطوان ومازال قبلة للزوار قصد الترحم عليها والتبرك بها. بقلم امل الطريبق 4رمضان 1441هجرية.