توالت عائلة أشعاش على حكم تطوان في العديد من أفرادها، كان أولهم الحاج عبد الرحمن أشعاش الذي عينه المولى اليزيد عند زيارته لتطوان، وعقب بيعته في شعبان 1204 ه (1789م) قائدا عليها مكان القائد عبد الرحمن قردناش، وعزل بعد ذلك بسنتين في عهد المولى سليمان، وحل محله القائد والسفير محمد بن عثمان، وعقب عبدالرحمن أشعاش حكم تطوان مرة ثانية بعد عزل قائدها الكاتب الحكماوى حيث قضى في هذه الولاية مدة إثنتي عشرة سنة على حكم تطوانوطنجة معا. وفي عهد عبد الرحمان أشعاش هذا كان لا يسمح بالسفر لأي شخص إلا بأمر السلطان مولاي سليمان، سواء لطبقة التجار أو لغيرهم بظهير يوقعه السلطان نفسه ويأذن فيه بالسفر لمن نعت بالوجاهة والاستقامة . وعاد المولى سليمان إلى عزل عبد الرحمن اشعاش مرة أخرى سنة 1223ه-1805. وعزل عبد الرحمن أشعاش بطلب من الأمريكيين إثر وشاية كاذبة من رئيس البحر إبراهيم لوباريس الرباطي الذي لما قرصن سفينة أمريكية قرب الجزائر بطلب من السلطان، وعندما كان آتيا بها إلى مرسى طنجة عاكسته الرياح، وعند شاطئ وهران أبصرتهم بحرية أمريكية التي إسترجعت مركبها وأسرت أمير البحر لوباريس الذي قبل أن تتفطن له البحرية الامريكية رمي رسالة السلطان المولى إسماعيل التي تأمره بقرصنة المركب الأميركي في مياه البحر، وعندما استنطق من طرف الأمريكانيين من الذي أعطاه الأمر للقيام بهذه القرصنة وبين أميركا والمغرب معاهدة سلام أجاب بأن عبد الرحمن أشعاش هو الذي أمر بذلك، فعزل لهذا السبب وذلك سنة 1218ه (1803)، ولكن هناك من اعتبر عزل عبدالرحمن أشعاش كان صوريا، لأنه ظل يتوصل بالأوامر السلطانية بعد تاريخ عزله بحوالي 3 سنوات أي في سنة 1221 ه – (1806). وتولى حكم تطوان بعده الحاج محمد أشعاش حوالي عام 1242- 1826م، وقد وصف حكمه بالأمن والإستقرار في ظل القهر والإستبداد والديكتاتورية ومظاهر السلطة. وقد كتب عنه مؤرخ تطوان صفحات مطولة في تاريخه. ثم أتى عبد القادر أشعاش بعد والده: فقد تولى القائد عبدالقادر أشعاش حكم تطوان عام 1261 م (1845). وهو إلى سن الشباب أقرب. وقد جرى حكمه على سنة أبيه، فأسس عمالة ذات نخوة وأبهه، وأناب عنه بعض إخوته، و ساروا على هذا المنوال حتى بلغ الحاج عبد القادرحظوة كبيرة عند السلطان مولانا عبد الرحمن، فوجهه سفيرا مفوضا في أمر مهم لدولة فرنسا، فقابلته بكل إحترام وقضت جميع ماتوجه لأجله. الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية للمؤلف: محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...