عرفت وزارة الشؤون الخارجية منذ العهد الإسماعيلي (العز والصولة لابن زيدان ج1ص273) فكان أول وزراء لها من شمال المغرب وهما علي بن عبد الله و أحمد بن علي الريفيين ومن ذريتهما آل ابن عبد الصادق بطنجة و كانت مهمتهم المفاهمة مع الدول وعقد المعاهدات والإستصدار والإستيراد و فض المشاكل المعارضة وكانت النيابة بطنجة صلة الوصل بين وزارة الخارجية المغربية والسلك الدبلوماسي الأجنبي و كان عمال طنجة قبل ذلك هما القائمين بمباشرة الأمور مع الأجانب وآخر العمال هو السيد بوسلهام أزطوط العرائشي و أول من ولي أشغال النيابة هو أحمد الخطيب التطواني على عهد السلطان المولى عبد الرحمان. وبعد انتهاء حرب تطوان ولي مكانه امحمد بركاش من انتهاء الحرب إلى (عام1300ه) فناب عنه محمد الطريس التطواني الذي استقل بشؤون النيابة بعد وفاة السيد بركاش عام 1303ه إلى عام 1326ه و لم تكن القضايا الخارجية ترفع للحضرة السلطانية إلا على يد النائب بعد أن يعلق عليها و يشرح مغامزها و كان النائب يخبر السلطان بكل المحميين مع بيان أسمائهم و قبائلهم و جنس الحامي (العز والصولة ج1ص309).
أما شروط السفارة فكان أول من تلقاها سفير تطواني هو الحاج عبد القادر أشعاش عامل تطوان عندما قلده المولى عبد الرحمان بن هشام السفارة إلى باريس لتقرير الصلح و المهادنة بعد وقعة إيسلي فذكر أسباب اختياره له و هي "النجابة وعلو الهمة والمعرفة بالأبهة و القوانين كما طلب منه أن يعين من يرافقه في وجهته من ذوي العقل و المروءة و الدين و المعرفة بقوانين الأجناس" رسالة مؤرخة برابع رمضان 1261ه/6 شتنبر 1845م، مجلة الوثائق التي تصدرها مديرية الوثائق بالرباط عدد2ص75.
ونستعرض فيما يلي نماذج من سفراء المغرب من أهل الشمال: - أحمد بن عيسى النقسيس مقدم تطوان (1031ه/1622م) تزعم الفئة الجهادية في الشمال ضد الاسبان خاصة في الجيوب المحتلةكسبتة وقد فتك بهم (عام 996ه/1587م) وكانت له علاقة مع الدول المسيحية (دوكاستر، س أ هولندا م 2 ص 490 الى 722) وأولاده المقدمون ص 573 وفرنسا م3 ص 52. - أحمد بن محمد بن ابي العيش بن يربوع السبتي كانت له عند السلطان حظوة استعمله في السفارة بينه وبين الملوك وقد توفي بقسنطينة (عام 749ه أو 744 ه 1348م) الدرر الكامنة لابن حجر ج 1ص 312. - أحمد بن محمد بن عبد القادر الكردودي عضو سفارة الطريس الى اليابا (ليون الثالث عشر) بايطاليا عام 1305ه/1888م، وسفارة عبد الصادق بن احمد الريفي لاسبانيا عام 1302ه. - التهامي البناي التطواني : رافق سفير سيدي محمد بن عبد الله السيد محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي الى مالطة عام 1196ه 1781 تاريخ محمد السكيرج/ ج 1/ الاتحاف لابن زيدان ج 3ص 324. - حمو بن حمزة مبعوث مولاي محمد بن عبد الله الى جوان دومولينا A. Juan de Molina وهو القبطان صاحب حجرة بادس لمفاوضته في شأن التحالف بين المغرب وملك اسبانيا فيليب الثاني، رسالة الاعتماد مؤرخة ب 10 رمضان 985ه/21 نونبر 1577م، راجع نصها بالعربية في وثائق دوكاستر م 3 س أ، السعديون 1961م. - الحاج دبلون : سفير مولاي اسماعيل لدى لويس الرابع عشر صحبة ايستيل J.B.Estelle للتحالف ضد الاسبان من اجل تحرير المراكز المحتلة بالمغرب وخاصة سبتة دوكاستر ق 2 العلويون م4 ص 54. - عبد القادر بن محمد اشعاش (اوعشعاش التطواني السفير الى باريس (عام 1261ه/1845م). - عبد الكريم بن محمد راغون : وجهه سيدي محمد بن عبد الله عام 1180ه /1766م سفيرا الى تركيا وقد نشر الاستاذ داود الرسالة التي وجهها السلطان الى رئيس الوزارة العثماني وهو الصدر الاعظم محمد افندي مع رسالة تعزية فيما اصاب الاسطول العثماني من الروس ورجع السفير بمركب محمل بالمدافع والمهاريس النحاسية واقامة "اي تجهيزات" المراكب مع ثلاثين من مهرة رماة البحر وفيهم خبير في الرمي بالمهراس فنزلوا في العرائش (الجيش العرمرم ج1ص 147/الاتحاف لابن زيدان ج3ص 166/300-349 / الاستقصا ج4ص 104/ ج3 ص 103. - عبد الكريم بريشة: وجه عام 1303/1884 الى اسبانيا في سفارة الى بلاطها وكانت آنذاك قضية احتلال اسبانيا لراس بوجدور حديثة العهد وقد تم هذا الاحتلال عام 1884ه/1302ه على يد كتيبة عسكرية بقيادة ايميليو Emillio (تط ج4ص 195-289). - عبد الكريم العوني : وجهه سيدي محمد بن عبد الله سفيرا الى تركيا بهدية منها 12 قنطارا من ملح البارود في اربعة مراكب وكتاب في شان اهل الجزائر فامرهم الخليفة العثماني عبد الحميد بالتأدب مع السلطان أبدهم مع الخليفة (الاتحاف ج3 ص301). - عبد الكريم النقسيس حاكم تطوان : عقدت انجلترا مع النقسيس بصفته ممثلا لمحمد الحاج الدلاني في 19 أغسطس 1657م/1068ه اتفاقا يخول لرعايا الطرفين حرية الحضور في مرافئ البلدين وحرية مزاولة الطقوس الدينية واطلاق سراح الاسرى الانجليز الذين كانوا في ايدي الدلائيين وحسن معاملة من شطت به سفينة في شاطئ البلدين مع تعزيز التجارة الانجليزية في ثغر تطوان (راجع نص المعاهدة في : Public record office state papers foreign treaty papers I - عبد الله الشربي الامين التطواني : بعثه السلطان سيدي محمد بن عبد الله للسلطان عبد الحميد رئيس الدولة العثمانية صحبة القائد (مبارك بن حماد ) بإعانة قدرها 600.000 ريال الاتحاف ج3ص307. -العربي بن عبد الله بن ابي يحيى المستاري رئيس البحر في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله وسفيره الى انجلترا (الاتحاف ج3 ص 347/شجرة النور الزكية ص438). -علي بن عبد الهل الحمامي التمسماني عامل تطوان وسفير مولاي اسماعيل كانت له مكانة شخصية مع نواب تجار مرسيلية (راجع نص رسالة له مؤرخة بعام 1701م) في وثائق دوكاستر س 2 الفلاليون م6 ص 251 عام 1700 – 1718. - علي بن محمد بن علي بن محمد التمكروتي الجزولي 1003ه/1595م، وجهه المنصور السعدي الى صاحب القسطنطينية مع السفير محمد بن علي الفشتالي (الصفوة ص 106، النشر ج1ص 31/ الضوء اللامع ج5ص330). وهو صاحب (النفحة المسكية في السفارة التركية طبع بباريس خع 795د). - محمد بن عبد الله بن عبد الكريم الصفار التطواني (1298ه/1880م) له رحلة الى فرنسا وهو اول وزير للشكايات بالمغرب وكان سفيرا للسلطان الى انجلترا. فواصل الجمان لمحمد عريط ص 70. - محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي (1212ه/1787م) رحال في سفارة الى مالطة عام 1196ه /1781م موفدا من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله وقد الف في هذه السفارة كتابه (البدر السافر لهداية المسافر الى فكاك الاسارى من يد العدو الكافر) وقد حمل معه ازيد من 86000 ريال مع تعليمات للبدء بتحرير النساءوالصبيان والشيوخ وذوي الاعذار بلغ عددهم مئات الاسارى . وقد توجه السفير بن عثمان المكناسي قبل ذلك بثلاث سنوات (1193ه/1779م) الى اسبانيا للتفاوض في شأن افتكاك الأسرى المغاربة والمسلمين باسبانيا فالف كتابه (الاكسير في افتكاك الاسير) . (نسخة في خع) وقد عينه مولاي اليزيد بعد ان كان سفيرا باسبانيا حاكما في تطوان عام 1206ه/1792م ونشرت هسبريس تموده م1 فصله 1 ص 112عام 1961، رسالة من المولى سليمان الى محمد بن عثمان يؤكد له رغبته في المهادنة والصلح مع الاسبان كما كان والده مع حرية التبادل التجاري وفي رسالة اخرى الى القناصلة بطنجة ينوه فيها بالعامل وبتطوان "اعظم ثغور المسلمين" وهو نائب الملك بها كاتب الحضرة ومنتهى اوامرها البرية والبحرية". وفي راسلة مؤرخة بسابع ربيع الثاني وموجهة الى داراند Conte darande وزير الدولة الاسباني يعملة فيها بان السلطان عينه علاوة على عمالة تطوان وزيرا مفوضا في جميع شؤون النصارى وانه يخص بهذا الخبر الملك شارل الرابع لتأكيد (الباب المفتوح) في وجه التجار الاسبان (ص 126). - محمد بن العربي الطريس النائب السلطاني بطنجة عام 1326ه/1908م. في أيامه تكاثرت تهافتات الوزراء المفوضون الاجانب في القضايا وتنطعاتهم وصار يقول : "إن دام هذا عامين يفلس المغرب (الاعلام للمراكشي ج7ص151، طبعة 1974). -محمد بن عكسر: وجهة السلطان محمد الشيخ الاصغر (عام 1069ه/1638م) إلى انجلترا سفيرا لاستعجال الملك (شارل الاول) بارسال الاسلحة المطلوبة الى المغرب وقمع التجار الانجليز الذين كانوا يبيعون الاسلحة للثوار وكان ذلك بناء على المعاهدة المبرمة بين البلدين في 20 شتنبر 1637م، والتي تنص على عدم قيام اية علاقة بين مملكة بريطانيا وأعداء السلطان في (سانتا كروز) لكن التجار الأنجليز استمروا في تهريبهم للسلاح الى الصحراء المغربية وقد وجه محمد الشيخ الصغير خطابا في هذا الشان الى شارل الأول. وعاد السفير الى المغرب حيث استدعى لان شارل الاول كان يتأهب للسفر الى شمال البلاد وقد وجهه السلطان في ربيع الثاني 1049ه/1632م، مع رسالة الى شارل الاول، يشكره فيها على تلبية طلباته المقدمة من طرف السفير ابن عسكر ومنعه رعاياه بيع الاسلحة للثوار (راجع جواب شارل الاول في وثائق دوكاستر، س أ السعديون م 3 ص 523، 530 عام 1935). - محمد تميم عامل تطوان وسفير مولاي اسماعيل الى الويس الرابع عشر وقد ولي مكانه الحاج محمد بن عمر لوقاش. وقد وجهه المولى اسماعيل الى فرنسا بعد ما رفض ملكها التوقيع على معاهدة المعمورة (المهدية) المؤرخة ب (13 يوليوز 1681م/1092ه) وكان عمر بن حدوا الحمامي قد احتلها قبل ذلك ببضعة اشهر وذلك في شأن حماية الاسطولين من العبث القرصنى وتبادل الاسرى واقرار التجارة وتعيين قنصل فرنسي في سلا او تطوان (راجع نصها الفرنسي في وثائق دوكاسترس.2. الفلاليون ج1ص 548) وقد رفض الويس الويس الرابع عشر) ، التوقيع على هذه المعاهدة ص 560 مما حدا السلطان الى توجيه سفيره الحاج محمد تميم للتعرف على نوايا ملك فرنسا ص567. Les Rois de France et le Maroc Charles Penz ed. A.Maynier Casablanca 1947 (115p) - محمد الفشتالي قاضي فاس وسفير السلطان ابي عنان المريني الى الاندلس. وقد عرف المغرب بعد الاستقلال سفراء كثيرين كلهم من تطوان امثال الطريس والطيب بنونة وادريس بنونة ومحمد الخطيب وابن عبود وعبد اللطيف الخطيب وعبد اللطيف العلوي وحسن داود والعربي المستارى وغيرهم. القناصلة الأجانب بتطوان والشمال بعد القرن الخامس الهجري بدأت العلائق بين افريقيا الشمالية وأوربا المسيحية في شكل مبادلات تجارية ادت الرغبة في تنظيمها وتوفير ضمانات استمرارها الى التفكير في عقد اتفاقات ويظهر ان المعاهدات لم تكن تعدو في البداية تبادل رسائل او رسل يضطلعون بالمفاوضات فلا يتجاوز الاتفاق في نهاية الامر مرحلته الشفاهية التي كانت تعتبر وحدها اساسا قانونيا ينبني عليه فيما بعد الإنجاز. وفي العهد الاسماعيلي اصبح في المغرب قناصل غربيون يسهرون مبدئيا على مصالح مواطنيهم من التجار. وكانت قنصلية سلاوتطوان الفرنسية تابعة مثل قنصليات الشرق الادنى الى سفارة فرنسا في الاستانة وهي التي تعين نوابا في هذه القنصليات. والقنصل لم تكن له مبدئيا صفة دبلوماسية ولكن قناصلة الاجانب بالمغرب انيطت بهم لمدة طويلة مهام دبلوماسية ضمن علاقات رمسية مع الملوك. وقد اقام سيدي محمد بن عبد الله مع جنوة عام 1182ه/1768م، علاقات لتبادل المصالح المشتركة ووجه في ذلك رسالة الى قائد تطوان محمد عاشر يامره باقرار هذه العلائق فوجه من ناحيته رسالة الى والي جنوة مصحوبة بترجمتها طالب ارسال مبعوث الى تطوان للتفاوض. وقد أبلغ المولى محمد بن عبد الله ملوك اوربا انه لن يمثل امامه. استقبالا مندوبون من رتبة قنصل بسيط لذلك اضطر قنصل فرنسا شينيي shénierبعد عودته من فرنسا في نفس السنة الى الحصول من حكومته على رتبة قائم باعمال فرنسا بالمغرب (مجلة هسبريس) عام 1956. Journal du consulat général de France au Maroc Casablanca 1943 p 304. وفي 1207ه/1792م، وجه محمد بن عثمان عامل تطوان من طرف السلطان مولاي سليمان رسالة الى قناصل الدول بطنجة عن طريق قنصل البلنسيان "جيرونيمو" Jeronimo طالبا منه ان يجمع القناصلة على عادته وان يقرأ عليهم كتاب العامل الذي هو كاتب الحضرة ومنتهى اوامرها البرية والبحرية. وكان لفرنسا آنذاك قناصلة ونواب قناصلة ومامورون قنصليون في المراسي الاخرى بل وحتى في بعض مدن الداخل وكلهم كانوا تابعين لرئيس البعثة في طنجة هسبريس 1-2 1950. وكان بعض المغاربة يشتغلون قناصلة شرقيين والقنصليات الاجنبيةن فهذا القنصل المغربي احمد بن علي البعير حاكم تطوان المتوفى عام 1277ه/1860م. كان قنصلا شرقيا ملحقا بالقنصلية النمساوية والقنصلية الدنماركية. اما قنصليات المغرب في الخارج فقد كان وكيل للمغاربة بمصر في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان هو الحاج محمد افروخ التطواني، وكانت للمغرب أيضا قنصلية بجبل طارق (الاستقصا ج4 ص 253). وينص ظهير شريف محمد مؤرخ ب (24 ربيع الاول 1288 العز والصولة ج/ص364 على التزام "نواب الاجناس" بسلوك طريق الشرع الاسلامي). وكان يصحب القناصلة احيانا رحالون اوربيون. ومن القناصلة والمأمورين الذي توالوا على مركز تطوان ايستيل Pierre Estelle وهو قنصل فرنسا في عهد السلطان مولاي اسماعيل لدى قائد تطوان وسفير السلطان علي بن عبد الله الحمامي. وهو غير جان تاتيست ايستيل J.B.Estelle الذي كتب مذكرته عام 1693م/1105ه، دوكاستر س 2 م 4 ، (ص 54-126العلويون) وجوهن هاريسون J.Harrisson. مبعوث ملك انجلترا (جاك الاول Jacques 1er ) الى المولى زيدان عندما شبت الحرب بين اسبانياوانجلترا عام 1036ه ص 625م.
منشورات جمعية تطاوين أسمير تطوان عاصمة الشمال و منبع إشعاعها