بعد القرن الخامس الهجري بدأت العلاقات بين إفريقيا الشمالية وأوربا المسيحية في شكل مبادلات تجارية أدت الرغبة في تنظيمها وتوفير ضمانات استمرارها إلى التفكير في عقد اتفاقات، ويظهر أن المعاهدات لم تكن تعدو في البداية تبادل رسائل أو رسل يضطلعون بالمفاوضات فلا يتجاوز الإتفاق في نهاية الأمر مرحلته الشفاهية التي كانت تعتبر وحدها أساسا قانونيا. وفي العهد الإسماعيلي أصبح في المغرب قناصل غربيون يسهرون مبدئيا على مصالح مواطنيهم من التجار. وكانت قنصلية سلاوتطوان الفرنسية تابعة مثل قنصليات الشرق الأدنى إلى سفارة فرنسا في الإستانة وهي تعين نوابا في هذه القنصليات. والقنصل لم تكن له مبدئيا صفة دبلوماسية ولكن قناصلة الأجانب بالمغرب أنيطت بهم لمدة طويلة مهام دبلوماسية ضمن علاقات رسمية مع الملوك. وقد أقام سيدي محمد بن عبد الله مع جنوة عام (1182ه/1768م)، علاقات لتبادل المصالح المشتركة ووجه في ذلك رسالة إلى قائد تطوان محمد عاشر يأمره بإقرار هذه العلائق فوجه من ناحيته رسالة إلى والي جنوة مصحوبة بترجمتها طالبا إرسال مبعوث إلى تطوان للتفاوض. وقد أبلغ المولى محمد بن عبد الله ملوك أوربا أنه لن يمثل أمامه استقبالا مندوبون من رتبة قنصل بسيط لذلك اضطر قنصل فرنسا شينيي Chénier بعد عودته من فرنسا في نفس السنة إلى الحصول من حكومته على رتبة قائم بأعمال فرنسا بالمغرب عام 1956. Journal du consulat général de France au Maroc. Casablanca. 1943. p.304. وفي 1207ه/1792م، وجه محمد بن عثمان عامل تطوان من طرف السلطان مولاي سليمان رسالة إلى قناصل الدول بطنجة عن طريق قنصل البلنسيان "جيرونيمو" Jeronimo طالبا منه أن يجمع القناصلة على عادته وأن يقرأ عليهم كتاب العامل الذي هو كاتب الحضرة ومنتهى أوامرها البرية و البحرية. وكان لفرنسا آنذاك قناصلة ونواب فمأمورون قنصليون في المراسي الأخرى بل وحتى في بعض مدن الداخل وكلهم كانوا تابعين لرئيس البعثة في طنجة هسبريس 1-2/1950. وكان بعض المغاربة يشتغلون قناصلة شرقيين و القنصليات الأجنبية فهذا القنصل المغربي أحمد بن علي أبعير حاكم تطوان المتوفى عام 1277ه/1960م، كان قنصلا شرفيا ملحقا بالقنصلية النمساوية و القنصلية الدنماركية. أما قنصليات المغرب في الخارج فقد كان وكيل للمغاربة بمصر في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان هو الحاج محمد افروخ التطواني، و كانت للمغرب أيضا قنصلية بجبل طارق( الاستقصا ج4 ص253). و ينص ظهير شريف مؤرخ ب(24 ربيع الأول 1288 العز و الصولة ج/ ص364 على التزام " نواب الأجناس" بسلوك طريق الشرع الإسلامي). وكان يصحب القناصلة أحيانا رحالون أوربيون. ومن القناصلة و المأمورين الذي توالوا على مركز تطوان ايستيلPierre EstellE وهو قنصل فرنسا في عهد السلطان مولاي إسماعيل لدى قائد تطوان و سفير السلطان علي بن عبد الله الحمامي .وهو غير (جان باتيست ايستيل J.B.Estelle ) الذي كتب مذكرته عام 1693م/1105ه، (دوكاستر س 2 م 4 ، (ص 54_126 العلويون) وجوهن هاريسون شبت الحرب بين إسبانيا و إنجلترا عام 1036 ه ص 625م.
منشورات جمعية تطاون أسمير "تطوان عاصمة الشمال و منبع إشعاعها"