وعن "فهرسة الزياني" أن ابن عثمان ولى قيادة تطوان وبقي بها مدة. ويقول صاحب نزهة الإخوان في أخبار تطوان عبد السلام السكيرج إنه لما تولى الأمر المولى سليمان أخ المولى اليزيد لأبيه، نزع أشعاش وعمل بذله الفقيه الكاتب محمد بن عثمان، وأقام حاكما نحو العام وهو الذي غير سكة الفلوس كانت أربعة وعشرين – بموزونة – وصيرها أربعة بموزونة، وبقيت على تلك الحال إلى أن ردها المولى سليمان ستة بموزونة، تركها باقية على تلك الحال إلى الآن يسمى الواحد منها "بالضبلون" وبعد ذلك نزعه وولى على البلدة القائد حمان الحريري .. . ويتضح تقريبا أن تولية السفير محمد بن عثمان على تطوان كانت في شهر جمادى الأخيرة من عام 1207 ه أكتوبر 1792 م – بدليل أن المولى سليمان خط رسالة بعثها إلى القناصلة بمدينة طنجة يحدد فيها علاقة المغرب مع الهيئة الدبلوماسية وموقف السلطان منها، عن طريق عامله على تطوان السفير محمد بن عثمان وهي مؤرخة بتاريخ 16 ربيع الأول 1207 ه – فاتح نونبر 1792 م – يشيد فيها بمدينة تطوان وبحاكمها.. جاء فيها .. (( كافة القونصوات القاطنين بطنجة و بغيرها من إيالتنا السعيدة ..)) سلام على من اتبع الهدى….. أما بعد: فاعلموا أن كاتبنا الفقيه السيد محمد بن عثمان تعرفون منزلته عندنا وعند سيدنا الوالد. صدقا وأمانة، وعرضا، ومروءة، ولهذه الحالة المعروف بها عندنا بعثناه لتطوان، ووليناه أمرها وأمر من بها، خصوصا في ذلك. وقد حملنا على بعثه غرضان: إحداهما : أن تطوان أعظم ثغور المسلمين، ومقصد لكل واحد من المسلمين ومن أجناسكم . وهذا الفقيه له سبيل باعث على تمشية جميع الأمور على ما يناسب كل واحد . والغرض الآخر : جعله واسطة بيننا وبينكم بحيث كل من يعرض له منكم أمر خاص، إما من جهتكم أو من جهة دولتكم فليعرضه عليه، لأنه أعلم بأحوالكم. وهو يبعث لنا أغراضكم، وعلى يده يأ تيكم الجواب من عندنا ليكون كلامكم الذي تذكرون له يصلكم على التمام وكلامنا يصلكم كذلك وقد توفي ابن عثمان بداء الطاعون الذي انتشر في البلاد وقتل الكثير من الناس حوالي عام 1213 ه1799م. الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية للمؤلف: محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...