المولى اليزيد يبعث ابن عثمان سفيرا إلى مدريد : ولما تمكن المولى اليزيد من تركيز سلطانه على المغرب بعد بيعته التي انطلقت من تطوان إثر وفاة والده المولى محمد بن عبد الله ، و رغم موقفه السابق فإنه عين محمد بن عثمان سفيرا مقيما له بمدريد سنة 1791 . وفي عهد المولى سليمان الذي تولى ملك المغرب بعد وفاة أخيه اليزيد حظى السفير محمد ابن عثمان لديه حظوة كبرى حيث عينه وزيرا مقربا إليه وكلفه بمهام سياسية داخل المغرب منها أن المولى هشام أخ المولى سليمان نادي نفسه سلطانا على المغرب بأسفي، وعضده قائدها عبد الرحمن بن ناصر، فتوجه ابن عثمان بأمر مولاي سليمان إلى المولى هشام وأقنعه بمنع البيعة عن نفسه وتوليتها لأخيه المولى سليمان، ومازال ابن عثمان يراوده بأسلوب اللين والحكمة حتى توقف في ذلك، فحاز منه البيعة لسليمان وكتبها بمحضر قاضي المدينة وفقهائها وأعيانها وذلك بزاوية الشرادي حيث استحرم بها. في السياسية الخارجية يتولد الجفاء أحيانا بين الدول حسب الأحداث التي تمليها الظروف ، وتؤدي الى قطع العلاقات أو إلغاء الاتفاقات ، وهذا ما دفع إسبانيا لإلغاء العلاقات والإتفاقات بينها وبين المغرب بسبب موقف المغرب الشرعي للمولى اليزيد في المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية ، ولكن بعد تولية المولى سليمان. أرادت اسبانيا الدفع من جديد بهذه العلاقات لإثبات إتفاقيات بينها وبين المغرب فأرسلت إلى المولى سليمان سفيرها السيد – خوان مانويل کونصاليص سلمون والقائم بمهمة القنصل العام بإسبانيا لدى المغرب بطنجة لمراجعة الإتفاقية المغربية الإسبانية التي وقعت من طرف ابن عثمان بأرانخويس سنة 1780 م. ) ولما كان المؤرخ مريانو أريباس بالاوقد نشر في مجلة تمودة بعد اكتشافه نص الإتفاقية المعدلة بالعربية مع ترجمتها بالإسبانية، والتي ظلت غميسة أثبت نصها هنا وهي كما بالي: بسم الله الرحمن الرحيم .. طابع السلطان مولاي سليمان .. لما قدم على حضرة مولانا أمير المؤمنين سلطان المسلمين ملك الغرب مولانا سليمان أدام الله توفيقه السفير الشهير البشطوراخوان سلمون مفوضا من قبل ملك اسبانيا السلطان كارلوس الرابع في إقرار الصلح الواقع بين هاتين الدولتين سابقا وإثباته وإضافة أمور أخرى اقتضتها المصلحة للرعايا من الجانبين فأمر أمير المؤمنين وزيره الأطهر الشهير الفقيه سيدي محمد بن عثمان بأن يأخذ في ذلك ويتفاوض مع البشطور المذكور وما يقع عليه الإتفاق ويحصل من بعد النظر فيه الوفاق يكتب ويرسم ويبقى ما اتفق عليه محفوظا آمنا من الإختلال فيما بين الملكين ورعيتهما على هدنة واضحة المسالك وصلح آمن إن شاء الله من المعاطب والمهالك. الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية للمؤلف: محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...